ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: يطلقون النار ويبكون

يديعوت احرونوت 15/7/2024، ناحوم برنياع: يطلقون النار ويبكون

الثواني التي تلت محاولة اغتيال ترامب وهو محوط بالحراس تكشف عن سياسي يتميز برباطة جأش وضبط للنفس. “دعوني آخذ حذائي”، يقول لهم، وقبل ان يخلوه عن المنصة يتذكر بان يرفع قبضته ويقول للجمهور “قاتلوا، قاتلوا”. قولوا ما تشاؤون عن ظاهرة ترامب – فهو يعرف كيف يلعب اللعبة حتى تحت النار. 

في ساعة كتابة هذه السطور ليس واضحا بعد ما الذي أراده مطلق النار، فهل أراد ان يغتال ترامب السياسي أم ترامب الشهير، هل دافعه كان سياسيا أم نفسيا. الشرطة عرفت الحدث كعملية انتحارية، لكن في وعي الجمهور استقبلت كاغتيال للرئيس، فصل آخر في التاريخ المضرج بالدماء للعنف السياسي في أمريكا. ترامب يدافع في خطابه بحماسة عن الخفة التي يمكن بها شراء حماس، بما في ذلك السلاح الاوتوماتيكي، واذنه تعرف الان التداعيات. 

كما كان متوقعا، رد الفعل على الحدث كان الصدمة والشجب، من الحائط الى الحائط. في الدولة الديمقراطية يتم تغيير الواقع بقوة صندوق الاقتراح وليس بقوة السلاح، قال الجميع عن قصد واسع. لكن من يتوقع لاطلاق النار في المهرجان في بنسلفانيا ان يغير في شيء ما القوانين او الثقافة السياسية فانه يكون يعاني من التفاؤل الزائد. التحريض في الشبكة سيتواص كالمعتاد؛ وكذا الاستقطاب؛ وكذا الخطابات الحماسية لترامب. لا خيرا سينشأ حاليا في السياسة الامريكية.

حكومة إسرائيل انعقدت امس في بحث في اعقاب النار في بنسلفانيا. السرعة مذهلة: فالدم لم يكن جف بعد عن اذن ترامب وحكومة إسرائيل تستخلص الدروس. خسارة أنهم لا يبدون عجلة كهذه في التحقيق في قصورات 7 أكتوبر. سكرتير الحكومة عرض على الوزراء فيلما قصيرا اطلق برشقة واحدة تصريحات ضد نتنياهو – صيغة المكتب لفيلم الناطق العسكري، عن فظائع حماس – ودعي الوزراء للحديث. هذه المرة كان اجماع عام: كلنا ضحايا، ونتنياهو على الرأس. كما تحقق اجماع حول المذنبة: غالي بهرب ميارا. من الصعب أن نفهم العلاقة بين القاتل من بنسلفانيا والمستشارة القانونية للحكومة، لكن الوزراء يفهمون. 

الحقيقة، يوجد حق في اقوالهم. الاحتجاج ضد نتنياهو وحكومته ينزلق أحيانا الى تعابير متطرفة واحيانا حتى الى دعوة للعنف. هكذا أيضا الاحتجاج المضاد، من جانب البيبيين. النيابة العامة والمحاكم ترد بشكل عام بضبط للنفس. الأسباب معروفة: أولا، تقديس حرية التعبير، بالهام من أمريكا. ثانيا، غياب خلفية جنائية في ماضي الداعين الى العنف؛ ثالثا، الفرضية الخفية تم اليهود لن يرفع يدا على يهودي وبالتأكيد ليس على رئيس وزراء يهودي، رابعا، غياب القوانين المناسبة. 

كل التعليلات الجميلة هذه تحتاج الى مراجعة متجددة: أولا، حرية التعبير أصبحت في عصر الشبكة الاجتماعية حرية شقاق. هذا الوباء يهدد مجرد وجود الديمقراطيات، بما في ذلك ديمقراطيتنا؛ ثانيا، الاوسمة التي تلقاها المهدد الدوري في الجيش تجعله هو ومتابعيه بريئا؛ ثالثا، الفرضية بان اليهودي لن يرفع يدا على رئيس وزراء يهودي دحضها يغئال عمير مرة واحدة والى الابد؛ فضلا عن كل هذه، مطلوب المساواة امام القانون؛ فلا يمكن اعتقال عربية تعربد في الشبكة وتجاهل يهودية تقع في خطيئة تعبير مشابه؛ رابعا، لا توجد قوانين مناسبة لان نتنياهو بحاجة لمواقع ودية لالة السم لديه، فهو لن يسارع الى التورط مع أصحاب الشبكة الاجتماعية.

لو لم يكن الضحك علينا، لكان هذا مضحكا: جلسة عصبة محرضين محميين بحصانتهم وتصرخ صرخة السليب. هم يروون الواحد للاخر تجارب صادمة قبل عشرين او ثلاثين سنة. ايتمار بن غفير مثلا: مجرم مدان. هو يشكو من ان زوجته اعتقلت ذات مرة حين تظاهرت ضد الحكومة. هو، المسكين، اضطر لان يزورها في المعتقل. أو سموتريتش، الذي تفادى بمعجزة الاعتقال على جريمة إرهاب خطيرة، يشكو من انهم اعتقلوا امرأة هاجمت وزير العدل من عصر سابق؛ او نتنياهو، الذي يبدي تفهما كبيرا لكتابات التحريض للابن من ميامي لكنه لا يمكنه ان يحتمل الاهانات التي يتعرض لها في الشبكة؛ او آفي ديختر، الذي يفقده تطلعه لان يخلف غالنت صوابه. بداية أضاف كلمة “امن” باسم وزارة الزراعة. على ان يفهم نتنياهو التلميح. “التحريض ضد نتنياهو هو 80 ضعف ما تعرض له رابين”، قال، ليس اقل، ونسي من حرض في حينه، وكيف انتهى هذا. وميري ريغف، بالطبع، في حالتها غني عن التفصيل. 

لقد بقوا لاكثر من ساعة. بعد ذلك اقروا، في غضون دقائق، تمديد الخدمة لجنود الجيش النظامي. لا حاجة للتحريض ضد الحكومة الفريدة هذه. تكفي الحقائق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى