ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: يريدون الاعمار، ومن سيمول؟

يديعوت احرونوت 4/3/2025، سمدار بيري: يريدون الاعمار، ومن سيمول؟

كل شيء جاهز للقمة العربية التي ستنعقد في القاهرة هذا المساء، في ذروة شهر رمضان. 22 رئيس دولة أو ممثليهم الكبار يجتمعون لحدث سيعنى بمستقبل قطاع غزة. مصر هي التي اعدت الخطة لاعمار القطاع وأجرت بحثا مغلقا عنه في قمة مصغرة عقدت في الرياض قبل عشرة أيام بمشاركة السعودية، امارات الخليج، الأردن ومصر.

فصيل الخطة تبقى سرية حتى كشفها في الجلسة الختامية للقمة، لكن أسسها وصلت الينا من مصدر مصري رفيع المستوى. النية هي لتشغيل سكان القطاع في اعماره. فهم الذين سيعدون بناء بين 80 الى 90 في المئة من المباني المدمرة: مباني سكنية، مستشفيات وعيادات، محلات تجارية، مدارس، جامعتين وغيرها. هم سيشقون الطرق وسيستخدمون انقاض المباني المدمرة لاعادة بناء العمارات. بالمقابل، حماس مطالبة بان تقدم تعهدا بان رجالها لن يحملوا السلاح ولا ان يشغلوا حتى وظائف الشرطة. فهل هذا سيصمد؟ ليس مؤكدا على الاطلاق. يوجد حد لمدى نفوذ مصر وباقي الدول العربية على منظمات الإرهاب في القطاع. 

مع كل النوايا الطيبة لاعادة بناء دمار غزة، ليس واضحا من أين ستأتي الأموال. فالحديث يدور عما لا يقل عن 50 مليار دولار فقط لاجل الانطلاق على الدرب. ويفترض بالخطة ان تمتد في افضل الأحوال الى 3 – 5 سنوات. في المرحلة الأولى ستقام هناك شقق سكنية مؤقتة وستجلب الاف الكرفانات لسكان القطاع. في المرحلة الثانية سيبدأون بإقامة مبان سكنية متعددة الطوابق وسيرممون المستشفيات، مؤسسات التعليم والمحلات التجارية التي تضررت ولكنها لم تدمر. في المرحلة الأخيرة سيبدأون بإعادة إقامة كل ما دمر تماما. حسب الخطة المصرية سيكون القطاع مختلفا تماما عما كان في الماضي، افضل واكثر حداثة. 

السؤال الصعب، مما أسلفنا، هو من اين ستأتي عشرات مليارات الدولارات. امارات الخليج والسعودية اخذت على نفسها قسما هاما من الاعمار لكنها لم تعد بتمويل كامل. فكم سيكون الاتحاد الأوروبي مستعدا لان يستثمر في المشروع؟ وماذا عن الولايات المتحدة؟ سؤال صعب. 

توجد في الخطة ثغرات كبيرة حتى اكبر من هذه. فقد تجاهل المصريون برقة كل ما يتعلق بإسرائيل وكيف سترد. كما لم يتناولوا مسألة أساسية يوجد فيها لإسرائيل رأي متماسك: من سيحكم القطاع في اليوم التالي. أبو مازن يتعرض مؤخرا لنقد علني على كونه “حاكم المقاطعة فقط”. وهو يواصل الرفض لادخال قوات السلطة الفلسطينية الى غزة ويبدو اكثر فأكثر غير ذي صلة، ليس بالضبط الشخص الذي يمكنه أن يفرض النظام في الفوضى. 

كما يوجد أيضا أولئك الذين لا يأتون الى القمة. رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، الذي وافق على أن يستوعب عشرة الاف من سكان القطاع “بشكل مؤقت” أعلن بانه لن يأتي. والسبب: تبون يتحاسب مع الرئيس السيسي على أنه لم يشركه في اعداد الخطة. كما أن حاكم الكويت سيتغيب. من بين أولئك الذين سيأتون، الحاكم اكثر إثارة للفضول هو الرئيس السوري احمد الشرع. حتى الان لم يلتقِ الا مع ولي العهد السعودي ومع ملك الأردن. اما اليوم فستكون الفرصة أيضا للاخرين لان يكونوا في صحبته. 

وتوجد نقطة أخرى محظور نسيانها: اذا ما حظيت غزة بالاعمار فعلى الفور سيأتي دور لبنان للمطالبة بمعاملة مشابهة. فليست مناطق الجنوب فقط بحاجة الى إعادة البناء. المقاطعة أيضا والضاحية – معقل حزب الله المدمر، بل وحتى أجزاء في منطقة البقاع الذي تضرر بقصف سلاح الجو. وليس لاحد أي فكرة من أين سيأتي المال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى