يديعوت احرونوت: يا غزة نعود اليك ثانية

يديعوت احرونوت 8/5/2025، أرئيلا رينغل هوفمان: يا غزة نعود اليك ثانية
أيها الرفاق هذه ليست غزة – هذه “المحاذية الشمالية”. من الان فصاعدا لا نقول “نستوطن غزة”، نقول نستوطن المحاذية الشمالية. المنطقة من شمال مدينة غزة التي كانت فيها ذات مرة ثلاث مستوطنات اخليت في فك الارتباط. نستعيد المجد ونجدد الاصطلاحات. نلتف على المفاهيم المعيقة ونختار تعابير مواسية، شبه عسكرية، شبه عبرية. في المرحلة الأولى على الأقل.
في البداية اعتقدت، ربما لجهلي بان هذه هي فقط دانييلا فايس. اعتقدت ان رئيسة، مؤسسة وقائدة حركة “نحلا” التي تعمل على “الاستيطان في كل مجالات بلاد إسرائيل” – هي الوحيدة التي توضح منذ اشهر طويلة بان ها هي بعد لحظة ستستوطن 800 عائلة غزة، تُخضر غزة، تبني حقولا جميلة في قلب الأنقاض.
إذن لدانييلا فايس توجد أجندة وللاجندة يوجد تفسير، والاستيطان على حد قولها ليس نظرية بل فعل أيضا. وهي تؤمن ايمانا عميقا بانه لعله لا حاجة للتوجه الى الخطر لكن واضح أنه محظور الهرب منه، والمحاذية الشمالية هي بالتأكيد مكان تتحقق فيه الفكرة. في البداية. بعد ذلك الرب كبير.
لكن يتبين أنها لا تسير وحدها ولن تسير وحدها أيضا. معها يسير أيضا رئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس من قادة كتلة الوسط – اليسار الذي يتبين بانه منذ سنين حسب شهادته يعتقد أن “فك الارتباط كان خطوة مع الكثير من المشاكل. الخطأ الأكبر برأيه كان “اخلاء المحاذية الشمالية، دوغيت، نيسانيت وايلي سيناي”. وها هي عادت الينا المحاذية الشمالية أيضا على لسان وزير كبير سابق ورئيس اركان متقاعد – من الباب الرئيس: “كان ينبغي البقاء هناك وذلك أيضا لاجل الاعلان للعالم بان خطوط 67 ليست ذات صلة”. بل انه أوضح بان “موقفي منذ سنوات طويلة”.
كل هذه الاقوال الجميلة، مع المحاذية الشمالية التي بعد لحظة سنعود اليها، قيلت امس في مؤتمر الاستيطان لمكور ريشون ومستوطنة عوفرا التي تحتفل بيوم ميلاد ما. هذا بالطبع، بلا أي صلة بحقيقة ان الحزب الذي يقف على رأسه غانتس هبط في الاستطلاعات في نصف السنة الأخيرة.
وكل هذا يحصل حين تخرج إسرائيل الى معركة قديمة مع أساس جديد – عربات جدعون. بالمناسبة، كيف حصل انهم لم يسمونها عربات شمشون؟ ذاك الذي قال “حين فعلوا ليس، فعلت لهم”؟ هذه العربات على أي حال ستعمل في ثلاث مراحل حسب ما نشره هنا هذا الأسبوع رون بن يشاي. أولا استعداد وتجنيد، بعد ذلك نار قوية وتحريك السكان وفي المرحلة الثالة احتلال وبقاء طويل الذي هو إضافة العربات بالخرائب. هذا بقاء طويل حسب الخطة سيقضم فيه المخربون الذين يكونوا قد تبقوا. وفي اثنائه، حسب فايس، واغلب الظن حسب غانتس أيضا، ستدخل المحاذية الشمالية الى التنفيذ. اذا حصل كل هذا حقا.
وعن هذا يمكن القول ان ما اعتبر متعذرا في المعركة الأولى – كخطأ جسيم في المعركة الثانية، كهاذٍ في الثالثة، كغير متعذر في الرابعة، من شأنه أن يتبين كامكانية ليست بلا أساس على الاطلاق في المعركة الخامسة، او السادسة (منوط كم من الوقت سيستغرق هذا). وفي المعركة بعد ذلك سيعد الامر الصحيح الذي ينبغي عمله. على الطريق سيجند عشرات الاف آخرون من رجال الاحتياط الذين مع انتهاء المعارك سينقلون الى مهام الامن الجاري ليحرسوا المستوطنات التي ستقام، ويسيروا الدوريات على طول المحاور وعلى الطريق ستجد إسرائيل نفسها منشغلة في تقديم حلول لشبكة المجاري الغزية.
كل هذا يحصل بينما في انفاق حماس لا يزال يحتجز 59 مخطوفا، عندما لا تعرف العائلات ما هي آخر اعداد الاحياء والاموات عندما تنكشف على معلومات تصدرها عقيلة رئيس الوزراء بل تخويل او مسؤولية. هي وترامب. كل هذا يحصل عندما يواصل عدد القتلى في المعركة حتى قبل أن ندخل الى مرحلتها القوية، بالارتفاع، ومئات الاف أبناء العائلات لا يعرفون أنفسهم جراء الرعب من طرق الباب. كل هذا يحصل في الوقت الذي باتت فيه آلة السم تعمل ساعات إضافية ضد رئيس الأركان ايال زمير الذي اعلن عن القرار بارسال أوامر تجنيد لكل شاب بلغ عمر التجنيد. هذا، حين يكون يعمل حسب القانون – القانون الذي يحاول أصحاب القرار، المسؤولين عن ارسال الأبناء الى العربات، ان يذوبوه.