ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: والان غزة

يديعوت احرونوت 27/11/2024، سيما كدمون: والان غزة

عرض نتنياهو علينا أمس ان نبدأ بالايمان. عدد كل الأمور التي فعلناها – فعلها للدقة – ولم نؤمن بانه سيفعلها. “إذن لعله يجدر البدء بالايمان”، سأل بنبرة من هو واثق بان الجواب مفهوم من تلقاء ذاته. 

هذا لم يحصل ولن يحصل. ليس لمعظم الجمهور ثقة برئيس الوزراء. امس أيضا، في خطاب النصر الغريب الذي القاه، والذي بدأ بكلمات “وعدتكم بالنصر”، بدا وكأنه يؤمن بانه أوفى بوعده، او على الأقل سينجح في اقناعنا بهذا. 

اما هو فلا. فقد ترك الجمهور بلا جواب على السؤال الأكثر حرجا وألما: لماذا ما يفعله هو في لبنان لا يفعله أيضا في غزة؟ لماذا يمكن العودة الى لبنان الى لزم الامر، ولا يمكن وقف الحرب في غزة لاجل إعادة 101 مخطوفا عددهم آخذ في التناقص. 

الجواب لهذا معروف: لانه لا يريد. لانه يخشى من كل الأسباب المحتملة: انهيار الائتلاف، فقدان قاعدته واساسا – فقدان الحكم عشية استئناف محاكمته. عندما تنشر دانييلا فايس وجوقتها المسيحانية بنسائها واطفالها الخيام على حدود غزة وتنتظر الفرصة الأولى للاستيطان فيها – فان رئيس الوزراء يفضل إعطاء لبنان مقابل غزة. حزب الله مقابل حماس. مخطوفون مقابل حفظ حكمه. نتنياهو، لمن لم يفهم بعد، تخلى عن المخطوفين. وبدلا منهم يسوق النصر على حزب الله.

امس، جند كل الحماسة التي يمكن أن يجندها كي يقدم استعراضا عابثا للنصر. لكن يجدر بنا الا نتشوش. لم ننتصر ولن ننتصر في حرب 7 أكتوبر الى أن يعاد آخر مخطوفا. 

غير أنه لا يهم اذا كنت أنت مع أم ضد الاتفاق مع لبنان – فعلى القلب ان يكون هذا الصباح مع سكان الشمال. مع صرخة رؤساء المجالس الذين على مدى سنة وشهرين يحملون عبئا عسيرا على الحمل من خراب المدن، البلدات والكيبوتسات، وعلى مدى كل هذا الوقت تجاهلوهم. ألم السكان الذين اخلوا ويترددون في العودة الى بيوتهم قبل أن يكونوا واثقين من أن غدا لم تسقط عليهم الصواريخ. قبل أن يؤمنوا بانه لم يتبقَ نفق واحد يمكن عبره ان يمر إرهابي ليمتشق من السرير بناتهن وابنائهم. 

إذ من منا كان سيثق بقيادة قبل ذاك السبت من أكتوبر أيضا نفت وجود انفاق في الحدود الغزية وهي والمستوى العسكري لم يشخصا الكارثة المتحققة، تلك المذبحة والحرب التي في اعقابها التي لا يهم كم يحاولون هندسة وعينا – ستقع الى الابد حرب 7 أكتوبر. 

لكن مع كل العطف لسكان الشمال، وللثمن الباهظ الذي اضطروا لان يدفعوه على مدى اكثر من سنة، ينبغي أن نقول الحقيقة. والحقيقة هي انه لا يوجد، ببساطة لا يوجد بديل آخر. 

ان الوهم الإسرائيلي الذي بموجبه لا يمكن حل النزاعات الا بالقوة، يتبدد المرة تلو الأخرى. فلا يوجد أي سبيل لانهاء النزاعات، اذا كان ممكنا على الاطلاق، الا بالاتفاق. 

باستثناء وزير الدفاع الوافد لم يحدد أحد تصفية حزب الله كجزء من اهداف الحرب. واحد آخر من المستوى السياسي والعسكري لم يقرر أننا انتصرنا. ثمة من يقولون انه من السابق لاوانه جدا التوقيع على اتفاق، وانه ينبغي المواصلة والسحق. التقويض التام لحزب الله. لكن من يدري ما هو الوقت الصحيح، ما هي اللحظة الدقيقة لعمل هذا؟

مع كل الانتصارات الفاخرة، فان القرار لوقف الحرب في الشمال يملى علينا. لا يهم كم يرغب نتنياهو في أن يجعل هذا هو الذي قرر – مساهمته هي في أنه وافق على أن يقبل الطلب الأمريكي. ان يستسلم للضغط. 

نتنياهو لم يفعل هذا في صالح إدارة بايدن، بل بسبب انه يعرف بالضبط ما الذي تتوقعه منه الإدارة التالية. ترامب كان يريد أن ينهي القصة قبل أن يستقر في البيت الأبيض، ويخيل انه لا يهمه حقا ان يبدأ هذا الإنجاز في أواخر عهد بايدن. أربع سنوات كاملة امامه، وحتى اذا كان انجاز الاتفاق مع لبنان يبدأ قبل نحو شهر من تتويجه، فان هذه الهدية مستعد لان يقبلها.

لكن هذا ليس هذا فقط. نتنياهو يفهم بانه لم يعد لنا ما نفعله في لبنان. لا توجد اهداف كبيرة أخرى على جدول الاعمال، وباستثناء الحاجة لارضاء اليمين المتطرف في ائتلافه، يعرف ان الأموات آخذون في التراكم وبعد قليل، لا سمح الله، ستنصب يافطة امام بيت نتنياهو مع عدد القتلى المتغير في كل يوم، مثلما فعلوا امام بيت مناحم بيغن في حرب لبنان الأولى. 

في مثل هذه الحالة نحن كفيلون بان نقبل طلبا آخر من سارة نتنياهو للاعتراف بها كمتضررة، مثلما فعلت امس من تلك الألعاب النارية التي اطلقت قرب بيتها في قيساريا، بينما لم تكن هناك على الاطلاق.

وفقا للمنطق ذاته، يمكن لكل سكان إسرائيل، حتى أولئك الذين بالكاد سمعوا صافرات انذار ان يرفعوا ادعاءاً تمثيليا بالتعويض عن السنة التي مرت عليهم، بما فيها المذبحة في الغلاف والتي لم يكونوا فيها. 

 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى