يديعوت احرونوت: هكذا تموت الديمقراطية؛ أقال الدولة
يديعوت احرونوت 6/11/2024، ناحوم برنياع: هكذا تموت الديمقراطية؛ أقال الدولة
صباح الخير لكم مواطني إسرائيل. يحتمل الا تكونوا تشعرون بذلك، يحتمل أن يكون ما يقال في الاخبار لا يتعلق حاليا بحياتكم، لكنكم تعيشون من هذا الصباح في الديمقراطية السابقة. ظاهرا، يوم عادي: الشمس تشرق، الأطفال يذهبون الى المدرسة، القهوة ساخنة، أزمات السير مثيرة للاعصاب كالمعتاد في الطريق الى العمل.
خطأ جسيم. توجد ديمقراطيات تموت بين ليلة وضحاها، في حمام دماء. ديمقراطيتنا ماتت ببطء، بالتدريج، برقة. الإقالة الثانية لغالنت أسوأ من الإقالة الأولى. في المرة الأولى اقال غالنت لانه حذر من الانطباع الذي يخلقه الانقلاب النظامي لدى اعدائنا. اقيل لانه كان محقا. اما هذه المرة فقد اقيل لان رفضه تسويغ تملص الحريديم من الخدمة ولد تهديدا محتملا على حكم نتنياهو. لقد اصبح بقاء نتنياهو كل شيء. هو أهم من أداء المنظومة العسكرية في ذروة حرب، عشية هجوم إيراني؛ هو اهم من أمن المقاتلين في الجبهة الذين تقف خلفهم حكومة مسؤولة، عاقلة. عندما يكون رئيس الوزراء اهم من الدولة التي يقف على رأسها، نحن في دكتاتورية. راجعوا رومانيا تشاوشسكو، راجعوا هنغاريا اوربان. المؤشرات باتت هنا.
احدها هو تعيين إسرائيل كاتس وزير دفاع. كاتس هو سياسي قديم، مجرب، يجيد السباحة في مستنقع مركز الليكود. إدارة الحرب ليست الوظيفة التي اعد لها. الجيش يمكنه ربما ان يتدبر أمره بدون وزير دفاع. لكن ماذا سيحصل للاتصالات المركبة مع وزارة الدفاع الامريكية. بافتراض ان كاتس سيجلب الى هناك ذات الحكمة الدبلوماسية التي تسببت له بان يدخل في شقاق مع كل دولة محتملة في منصبه كوزير خارجية، فاننا في مشكلة.
لكن نتنياهو لا يهمه. كلما كان وزير دفاعه يعرض كغير أهل، كسخيف، كاخفاق، هكذا يكون الطف له.
غالنت ليس رجلا سهلا. ادعاء نتنياهو بانه لا توجد ثقة بينه وبين غالنت صحيح. لكن لا توجد ثقة أيضا بينه وبين وزير خارجيته الجديد، جدعون ساعر، وهو يتدبر أمره مع هذا على نحو ممتاز. الثقة في السياسة هي بشكل عام انباء ملفقة. امر لا وجود له. امر يظهر في صفحات الرسائل التي تطلقها ابواق الحكم. انظروا رابين وبيرس. انظروا نتنياهو وايتسيك مردخاي، نتنياهو وغانتس. نتنياهو ومعظم وزراء حكومته. لا يهمه انه لا توجد لهم ثقة به طالما لا يهددون استمرار حكمه. كي يشعر بنفسه عظيما هو يحتاجهم صغار.
القوة التي يعطيها القانون لرئيس الوزراء لاقالة الوزراء مبررة تماما. فالحكومة ليست نادي جدال: وزير يعمل بخلاف سياسة الحكومة يجب أن يطير. لكن الكنيست التي أقرت القانون لم تأخذ بالحسبان انه سيقوم ذات مرة في البلاد رئيس وزراء الخوف من فقدان الحكم يفقده صوابه. هو ليس السياسي الأول في العالم الذي انتخب كديمقراطية واصبح دكتاتورا.
القوة مفسدة، قال لورد آكتون. واذا سمح لي ان اضيف، فان القوة أيضا تجعل الناس الحكماء مجانين. “خطر واضح وفوري”، كتبت في ليل غالنت الأول. هذا صحيح بقوة اكبر بالنسبة لليل غالنت الثاني، في منتصف الحرب.
توجد ربما نقطة واحدة إيجابية في هذا الحدث الصعب: غالنت يمكنه أن يصبح زعيم طيف واسع من الإسرائيليين الذين يقولون ليس اكثر. في المكان الذي لا يوجد فيه شخص ولا توجد فيه معارضة، غالنت كفيل بان يصبح أملا، بديلا.