ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: هكذا تسقط الديمقراطيات

يديعوت احرونوت 15/9/2024، نداف ايال: هكذا تسقط الديمقراطيات

ايتمار بن غفير هو مجرم مدان وثور مندفع. حياته المهنية – اذا كان ممكنا ان نسميها هكذا – كانت تتركز على اللعب على الخط القاتم الذي بين القانوني وغير القانوني، التحريض والاستفزاز. مجرد تعيينه لمنصب الوزير المسؤول عن الشرطة كان ينبغي أن يدفع الجمهور الى ليل غالنت عشرة اضعاف.

لكن بن غفير اجتاز مسيرة تطبيع وشرعية متواصلة عظمت قوته. جعلته حقيقة حياة سياسية. في صالح هذه المسيرة ارتبطت قوتان مختلفتان تماما: بنيامين نتنياهو، الذي هجر ادعاءه لمقاطعة الكهانيين، ادعاءات كانت حازمة جدا حتى قبل نحو ثلاث سنوات. من اجل الحكم والقوة، سحق نتنياهو مبدأ أساسيا لليمين الليكودي واصلاحية جابوتنسكي – في أن الوطنية لا ترتبط بالعنصرية. 

القوة الثانية هي بالطبع الاعلام الإسرائيلي؛ بأُسم التغطية والجبن اصبح بن غفير، الرجل الذي كان ينبغي ان يكون موصوما بحكم الجريمة، هو من يلتقيه الاعلام دوما. وهذا لم يضر حين كان يوزع القصص على المراسلين كالرمال. خطير اكثر بكثير تجند معظم الأصوات ذات الأهمية في خطاب اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك صحافيون واصوات أيديولوجية، للدفاع عن بن غفير بكل ثمن، بكل ذريعة وتشبيه اشوه. وكله من اجل ماذا؟ هزيمة الخصم. معسكر عرف كيف يقاطع كهانا، ومستعد الان لان يكون جوقة تشجيع لاكثر تلاميذه سطحية وتهكما. وها نحن، بعد نحو سنتين: بن غفير يفعل بالضبط ما هو متوقع منه. الشرطة، الجهاز الذي اضعفته على نحو ثابت حكومات نتنياهو، اصبح ملعب فتى التلال. لقد جسد بن غفير بالملموس كيف يمكن أن يأخذ افرادا وضباطا من الشرطة مشبوهين بجرائم ذات مغزى وترفيعهم. جسد كيف يمكن أخذ عقيد وترفيعه بسرعة الى منصب لواء. الشرطة سقطت، يقولون في أروقة وزارة العدل. الشرطة غير موجودة، يهمسون في الشباك.

هكذا تسقط أنظمة ديمقراطية بشكل عام: في البداية، من خلال التعيينات. بهذا المفهوم، فان بن غفير اكثر ذكاء بكثير من يريف لفين وسمحا روتمان. فقد حاولا التوجه نحو تصفية الديمقراطية الليبرالية من خلال تغييرات دستوية سريعة، فظة. لكن الطريق الصحيح والناجع، وبخاصة في إسرائيل الصغيرة هو جلب الأشخاص الصحيحين الى النظام الجديد. هؤلاء الأشخاص ينبغي أن يكونوا ذوي ميزة واحدة مركزية: ولاء كلبي. فكلما كانوا مهنيين وخيرين اكثر، هكذا يكونون مهددين اكثر للنظام؛ وعليه فالمهنية تتراجع باستمرار امام الولاء. كل قرار هو سياسي وكل تعيين هو وظيفة. النظام كله هو خطة هرم واحد كبير. الخدمة في أساسه هي ان الأشخاص يختارون بسبب قدراتهم بعامة. هم يعرفون هذا، ويغطون الواحد على الاخر. النتيجة الواجبة هي ليس فقط شرطة تخدم الحكم بل تدهور في الخدمات للمواطن لدرجة انعدام أداء المهام. 

ان القصة عن اعتقال النساء بسبب منشورات في الكنيس هي بالضبط نموذج عمل الاعتقالات في الساحة الحمراء في موسكو. يصل بضعة متظاهرين يوزعون أوراقا او يهتفون شعارا، ويعتقلون على الفور تقريبا. بين الاعتقال وبين القانون لا يوجد أي شيء. ظاهرا الدستور الروسي يسمح بحرية التعبير. بشكل عملي، الشرطة والجهاز السري هما ميليشيات بوتينية تعمل بدون قانون. افراد الشرطة والضباط يعملون من اجل إرضاء المسؤول عنهم وهو يعمل من اجل المسؤول عنه، كل الطريق الى الزعيم. 

صورة المرآة هي الطريق الذي لا تنفذ فيه الشرطة الاعتقالات عندما اقتحم مسلحون من اليمين المتطرف معسكرات الجيش الإسرائيلي. في احد الأوضاع لا يوجد على ما يبدو جريمة اجمالا (وضع منشورات في كنيس، ليس فيها اعتداء او تحريض). في الوضع الثاني جرائم خطيرة وجسيمة في اثناء الحرب. موضوع واحد يؤدي الى اعتقال فظ وغير قانوني. موضوع آخر وخطير حقا لا يؤدي الى اعتقالات. هذا تجسيد لشرطة لا تؤدي مهامها. ماذا نعم؟ بن غفير يصل لالتقاط الصور له في اجتياح شرطية لمنطقة الجواريش في اللد. محظور لرجل سياسي أن يشارك في احداث كهذه، بالطبع، ومشاركته هي استعراض. لكن الاعلام يتعاون. في الشرطة يوجد أناس طيبون ومتفانون وبدونها، كجسم، لا توجد دولة. ينبغي ان نطلب من هؤلاء الافراد والضباط من الشرطة الا يتركوا الخدمة وان يواصلوها بتفان حين تظلم الصورة حولهم. ان معارضة الخدمة العامة كلها هي البقاء، رغم كل شيء، وعند الحاجة التوثيق الجيد لافعال خرق القانون والفساد. يوجد سبب للامل: أناس كـ بن غفير يقومون بعمل سيء جدا ويولدون سلوكا لا يؤدي المهام جدا، وهم بشكل عام الفيروس القومجي – الشعوبي يبيد نفسه ساسيا. بشكل عام.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى