يديعوت احرونوت: هكذا تتحقق خطة ترامب

يديعوت احرونوت – سيفر بلوتسكر – 9/2/2025 هكذا تتحقق خطة ترامب
حسب خطة الرئيس الأمريكي ترامب مع انتهاء القتال والقضاء على القوة العسكرية لحماس ينقل قطاع غزة الى السيطرة المدنية للولايات المتحدة التي ستدير مهمة الاعمار الهائلة له. كي ينجح الاعمار الذي تقدر كلفته عشرات مليارات الدولارات وكي يضمن مستقبل افضل لسكان القطاع، سيشجع الحكم الأمريكي بكل طريقة ممكنة هجرة الغزيين من القطاع. اصطدمت الخطة في ارجاء العالم – وبخاصة العالم الإسلامي – بمعارضة جارفة، ورغم ذلك لا يزال ترامب يتمسك بها – لكن مشكوك أن ينجح في المواظبة على ذلك.
هل توجد خطوة بواسطتها يمكن لترامب أن يغير الرد السلبي المطلق على خطته بل وان يدفع قدما بتحققها؟ توجد. لاجل اثبات جدية نواياه، لتغيير خطاب الترحيل و “الاقتلاع” واسكان النقد المتعاظم – او على الأقل لتخفيض مستوى لهيبه – على ترامب أن يوقع على مرسوم رئاسي يمنح الفلسطينيين في قطاع غزة نصف مليون تأشيرة هجرة الى الولايات المتحدة. عليه أن يعلن في تصريح ملزم بان أمريكا العظمى مستعدة لان تفتح بواباتها لـ 500 الف فلسطيني من قطاع غزة وتطلب من دول غنية أخرى – كندا، نيوزيلندا، النرويج، اتحاد الامارات وغيرها – السير في اعقابها، 200 الف تأشيرة هجرة لكل دولة. والتأشيرات توزع بالقرعة بلا تمييز.
لمرسوم رئاسي كهذا منطق عظيم. بداية، هو يستجيب للمبدأ الأخلاقي “اطلب بلطف ونفذ بلطف”. ليس ثمة افضل من القدوة الشخصية – في هذه الحالة القدوة القومية – لغرض تحريك سياقات تاريخية موضع خلاف. فتح بوابات الولايات المتحدة امام نصف مليون فلسطيني من غزة ستشكل سابقة، آلية واشارة مرور لتنفيذ خطة ترامب كلها – إذ لماذا يستجدي رئيس الولايات المتحدة دولا فقيرة لتستوعب الفلسطينيين نزلاء الخيام المؤقتة في قطاع غزة، اذا كانت عظمة وثراء بلاده تتيح لها أن تستوعب بسهولة ثلثهم على الأقل؟ العام الماضي فقط هاجر الى الولايات المتحدة 3.5 مليون مواطن من دول مجاورة، معظمهم بدون تأشير دخول، فما بالك تأشيرة هجرة. إضافة الى ذلك، اذا ما وجد الغزيون بيتهم الجديد في ارجاء أمريكا، وبالتوازي سيطرت أمريكا لفترة زمنية طويلة في غزة سيتمكنون من العودة اليها كأمريكيين من اصل غزي، لينخرطوا في اعمارها وليكونوا عمودا فقريا للقطاع “الجميل الجديد”، على حد قول ترامب.
من السهل التخمين ماذا سيحصل في اعقاب اعلان استيعاب كهذا من جانب ترامب: الخطاب سيتغير. فلا يعود “اقتلاع من الوطن الفلسطيني”، رغم أن قطاع غزة لا يعتبر في نظر الفلسطينيين اللاجئين من الجيل الأول، الثاني وحتى الثالث كبلد موطن، بل كمعسكر انتقال مؤقت – بل هجرة مرغوب فيها الى أمريكا، البلاد المنشودة. ان يسمى انتقال عائلة فلسطينية من خيمة في جزر خرائب في شمال القطاع الى حي سكني جديد في اريزونا “ترحيل” – سيكون سخافة. لن يتجرأ أي زعيم سياسي جدي على أن يدعو الفلسطينيين الى رفض الامكانية لمستقبل افضل لهم، ولابنائهم واحفادهم، في صالح حياة سكنية في خيام متفككة وجمع الصدقات من منظمات الإغاثة. حتى هنا الخيار الأمريكي للاجئين غزة. احتمال تحققه في ادارة ترامب التي خطت على علمها اغلاق أمريكا في وجه المهاجرين، قريب جدا من الصفر. لكن بدونه ينعدم أيضا الاحتمال لتحقق عناصر أخرى من الخطة لاعمار وتنمية قطاع غزة، وازدواجيتها الأخلاقية تصرخ الى السماء.
خطة عملية أخرى لا توجد على الاطلاق على جدول الاعمال – لا توجد هيئة دولية أو عربية مستعدة لان تأخذ على عاتقها عبء السيطرة في غزة وإعادة اعمارها. الثقب الأسود الذي يسمى قطاع غزة سيتعمق فقط ويسود أكثر فأكثر.