ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: هذا هو وقت قرارات تاريخية من رئيس الوزراء، وليس خطابات لامعة

يديعوت احرونوت 28/7/2024، عاموس جلعاد: هذا هو وقت قرارات تاريخية من رئيس الوزراء، وليس خطابات لامعة

الضرر المتواصل في شمال دولة إسرائيل والذي كانت ذروته في الكارثة الرهيبة في مجدل شمس، تجسد غياب سياسة لدولة إسرائيل ورئيسها. رئيس الوزراء نتنياهو، وبخاصة هو، عليه أن يقرر أخيرا: هل ومتى يزيل التهديد المحدق من لبنان. يوجد طريقان محتملان لعمل ذلك: صفقة مخطوفين تؤدي الى تهدئة في قطاع غزة، وبناء على ذلك الى تهدئة في الشمال؛ او التوجه الى مواجهة واسعة في توقيت جد غير مريح، وعلى ما يبدو دون تأييد من جانب الولايات المتحدة – والذي هو حيوي لغرض تنفيذ خطوة عسكرية واسعة. 

خطاب رئيس الوزراء امام الكونغرس، والذي حظي بالتصفيق من جانب كل الحاضرين، يجسد فقط مأساة غياب الزعامة. فقد اجاد الجيش الإسرائيلي في العمل، لكن دون سياسة مرتبة من المتوقع لإسرائيل مسار تدهور شامل – بدون افق سياسي أو استراتيجي. بكلمات بسيطة: اذا لم توقع في الأيام القريبة القادمة صفقة لاعادة المخطوفات والمخطوفين، سيكون في ذلك وصمة عار الى الابد. هذا هو الوقت لقرارات تاريخية من رئيس الوزراء، وليس لخطابات لامعة كبديل عن ذلك. 

ان إعادة المخطوفين والمخطوفات – التي حسب المنشورات تؤيدها قيادة جهاز الامن كحيوية وكممكنة – الى جانب تسوية سياسية – تستهدف السماح للجيش الإسرائيلي ولدولة إسرائيل بتحقيق إنجازات ممكنة وعلى راسها بناء محور استراتيجي بقيادة الولايات المتحدة في وجه التهديد الإيراني المتعاظم. ايران تصبح كدولة حافة نووية – أي بوسعها، حسب مسؤولين أمريكيين كبار، ان تطور سلاحا نوويا في غضون وقت قصير. لهذا ستكون تداعيات خطيرة على مكانة إسرائيل، عظمتها وصورتها الاستراتيجية في المنطقة. بمعنى أنه اذا ما تزودت ايران بسلاح نووي او حتى اجرت تجربة نووية ما، فان الشرق الأوسط كله من شأنه أن يدخل الى سباق تسلح نووي. مظلة نووية إيرانية ستسمح لنظام خامينئي لتعزيز وتعظيم الحزام الناري المبني على كيانات مثل حزب الله والحوثيين والتي تأكل من الداخل الدول السيادية التي تعمل فيها.

ان إقامة محور استراتيجي بقيادة الولايات المتحدة ضرورية بالذات في عهد بايدن – عظيم أصدقاء إسرائيل منذ الازل. اذا لم يصحُ رئيس الوزراء، وواصل التمسك باستراتيجية النصر المطلق – عبارة مبهرة لكنها بلا مضمون حقيقي – فبانتظار إسرائيل الصعود الى مسار ضعف آخذ في التعمق، في جوانب اقتصادية، سياسية وعسكرية أيضا.

يشبه رئيس الوزراء نفسه بتشرتشل الذي وان كان هو الاخر تميز بخطابات ملتهبة ومفعمة بالالهام، لكنه ارفق هذا بقرارات زعامية سمحت في نهاية الامر بالنصر الكامل على الطاغية النازي. مع هبوطه في ختام زيارته الى الولايات المتحدة فانه مطالب بحساب نفس عميق. عليه أن يهجر سياسة الطمس، التأجيل، الخطابية والامتناع عن اتخاذ القرارات – وان يطرح على الكابنت مشروع شامل لتعزيز إسرائيل على أساس تحرير فوري للمخطوفين والمخطوفات، مع التشديد على أولئك المتبقين على قياد الحياة، إعادة الهدوء لغرض تعاظم القوة قبيل تحديات المستقبل في غزة وفي الشمال، إعادة الإسرائيليين النازحين الى بيوتهم وإعادة إسرائيل الى مسار الترميم. وفي هذا الوقت مطلوب وحدة حقيقية لشعب إسرائيل – أولا وقبل كل شيء في شكل تبني قوانين تجنيد وامتناع عن قوانين تملص من الخدمة تكسر الدولة من الداخل – الى جانب تعزيز علاقات إسرائيل والولايات المتحدة، والتي هي عمود فقري مركزي وخاص في الامن القومي لإسرائيل، ولا يمكن تخيل قوتها دون دعم هذه القوة العظمى. الكارثة التي وقعت لاخواننا الدروز يجب أن تكون المحفز لاتخاذ قرارات زعامية، تشرتشلية حقيقية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى