ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: هداف ترامب استئناف المفاوضات مع ايران الضعيفة، واسرائيل كلب الهجوم

يديعوت احرونوت 15/6/2025، ناحوم برنياع: هداف ترامب استئناف المفاوضات مع ايران الضعيفة، واسرائيل كلب الهجوم

ثمة شعوب تختار الحرب: حين تبدأ الصواريخ بالنزول تندفع الجموع الى المطارات. وثمة شعب واحد يصر على التصرف بشكل مختلف: حين تنشب حرب تندفع الجماهير الى البوابات من جانبها الاخر. الى الديار، بكل سبيل، بكل ثمن. الرأس في السحاب لكن الاقدام تسعى الى الأرض. يخيل لي ان هذا يقول شيئا ما طيبا عن صلة الإسرائيليين ببلادهم وربما أيضا عن احساسهم بالامن.

حرب إسرائيل – ايران أمسكت بي في أوروبا. في نظرة صحفية من بعيد يوجد الكثير من النواقص. يوجد فيها فضل واحد: أحيانا توفر منظورا واسعا. فالانجازات العسكرية في اليومين الاولين مبهرة جدا. وهي تدل على استعدادات دقيقة، في الاستخبارات، في الموساد، في الحملات وفي سلاح الجو على حد سواء. يشارك في هذا الإنجاز كثيرون كانوا شركاء في قصورات 7 أكتوبر. ليس في ذلك مواساة، لكن يوجد تعويض. التحدي هو ربط الإبداعية والجسارة في مهمات خاصة بما هو مطلوب في الامن الجاري، في الحيادة العادية. لا يمكن ان نبقي للاخرين روتين الامن: فلا يوجد آخرون.

القرار بفتح حرب هو كله لنتنياهو. فقد عرف على مدى السنين كمن يمتنع عن كل قرار عسكري ينطوي على ثمن بالارواح ومطالبة بالمسؤولية. وها هو يقرر وهو المسؤول: الحظوة كلها له. رجاء لا تقزموا أهمية القرار، يمكن أن يكون له معنى تاريخي. قرار بن غوريوني، كما درج ذات مرة على تسمية مثل هذه القرارات.

يحتمل أن نكون اخطأنا فيه؛ يحتمل أن يكون تغير. المؤكد هو أن الظروف تغيرت وذلك بسبب وصمة الحرب وبسبب نضوج البرنامج النووي الإيراني على حد سواء. نتنياهو ظرفي. في شيء واحد هو ثابت: ليس له استراتيجية خروج. لا في غزة، لا في تجنيد الحريديم، لا في ايران. على مدى كل حياته المهنية يوصي بالوجبات الأكثر ثمنا في لوحة الطعام على فرض أن أحدا ما آخر سيدفع الحساب. مشوق أن نشبه تصريحاته في الحرب بتصريحات ترامب، الرئيس الذي لا يعتبر عبقريا استراتيجيا. ترامب اعطى إسرائيل ضوء اخضر لفتح الحرب، شريطة الا تعرض أمريكا كشريكة وكمسؤولة. الهدف واضح: لقاء ايران ضعيفة، مفككة واستئناف المفاوضات بشروط محسنة. المحطة النهائية هي الاتفاق. إسرائيل كل كلب الهجوم. نهج ترامب لا يميز بين أوكرانيا زلنسكي وايران خامينئي: الإهانة على الطريق هي الضمانة لاتفاق في نهايته.

لكن ترامب مثل ترامب: هو ملزم بان يعزو لنفسه كل نجاح. في يومي الحرب الاولين نفى كل دور في الحملة الإسرائيلية وفي نفس الوقت تباهى بدوره. في الاحاطات للمراسلين في البيت الأبيض شددوا على أن الحكم الإيراني يلقي بالمسؤولية عن الحرب على إسرائيل وحدها. قواعد أمريكية لن تهاجم. وقريبا سيدعى ويتكوف لمواصلة المفاوضات.

ما هي نقطة خروج نتنياهو ليست معروفة. هو قال في احدى تصريحاته: “أزلنا تهديد النووي الإيراني”. لهذا الإعلان لا يوجد في هذه الاثناء أساس في الواقع. العكس هو الصحيح: ايران من شأنها أن تستخدم الهجوم الإسرائيلي كي تقتحم رسميا سور الغموض وتعلن بانها وصلت الى القنبلة. هل ترامب سيرد بدخول امريكي الى الحرب؟ شك كبير.

ايران ليست حزب الله وليست حماس. بدلا من القادة وخبراء النووي الذين صفوا سيأتي آخرون: بدلا من القادة وخبراء النووي الذي صفوا سيأتي آخرون؛ بدلا من البنى التحتية العسكرية التي تضررت ستبنى جديدة. الحل هو تغيير النظام: حكومة إيرانية أخرى، لا تدعو الى إبادة إسرائيل، تحيد معنى التهديد النووي. اوري لوبراني الراحل، الذي كان رجلنا في طهران في عهد الشاه ادعىل سنوات بانهم اذا ما خصصوا له بضع عشرات ملايين الدولارات فانه سيحدث تغيير النظام. مع المال او بدونه، المعجزة لم تحصل. اذا حصلت في اعقاب العملية الإسرائيلية – انتصرنا. خير ان يكون هذا النظام السيء من نصيب التاريخ.

الحروب المبادر اليها تبدأ بالنشوى. نشوى وقلق. النشوى تذوي والحرب تستمر. المال، قال حكماء اكثر مني، يعد في الدرج.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى