يديعوت احرونوت: نقد شديد على فرقة غزة ووحدات مختارة في الجيش
يديعوت احرونوت 12-7-2024، ناحوم برنياع: نقد شديد على فرقة غزة ووحدات مختارة في الجيش
صباح أمس اجتمع في قاعات في فندق دافيد في البحر الميت نحو 400 عضو من كيبوتس بيرس. يشكل الفندق لهم مكان سكن مؤقت، منذ المذبحة. كانت الأجواء متحفزة، مشحونة، متوترة حتى آخر حد. اللواء احتياط ميكي ادلشتاين، الذي عينه رئيس الأركان للتحقيق في احداث 7 أكتوبر في الكيبوتس، عرض نتائجه. الجمهور استمع له بصمت. رضيع فقط بكى خرق السكون.
الناطق العسكري العميد دانييل هجاري بدأ الحدث بطلب المعذرة. الاعتذار يبدأ اليوم كل حديث مع ضابط كبير في الجيش. يخيل لي ان الناس حتى من دفع ثمنا شخصيا باهظا لا يحتمل على التسيب، يقدرون البادرة الطيبة: هم أيضا ليس لهم جيش آخر. ومع ذلك، في نقطة معينة سيقولون، جميل، اعتذرتم. ماذا ستفعلون لاحقا؟
هذا الاختلاف يظهر أيضا في رد فعل نشره الكيبوتس بعد عرض التحقيق. “يمكن القول ان التحقيق كان جذريا وساعد أعضاء الكيبوتس على أن يفهموا قليلا عمق وتعقيد القتال”، يقول البيان. “نحن نرى أهمية كبيرة في قبول الذنب والمسؤولية من جانب الجيش الإسرائيلي على انه فشل فشلا مطلقا في حمايتنا وطلب الاعتذار عن تركنا لمصيرنا… نحن نطالب بلجنة تحقيق رسمية لا تبقي حجرا على حجر”.
في الجيش يعزون لعرض التحقيق أهمية كبيرة. هذا هو التحقيق الأول في احداث الحرب الذي يصل الى النضج والاكتمال. التحقيق الكفيل بان يكون نموذجا لما سيأتي بعده، ولعله أيضا نموذج لاعادة بناء الثقة، من الصفر. في الأشهر التسعة التي انقضت منذ المذبحة، كل واحد من الأعضاء في الكيبوتس بلور موقفا. الجيش مشبوه – عن حق مشبوه. من ترك لمصيره في 7 أكتوبر لن يسارع الى تبني نتائج الجسم الذي تركه لمصيره.
في يوم الاحد التقى هجاري وادلشتاين مع رؤساء الكيبوتس في بيري. كيف تريدون أن نعرض التحقيق على الكيبوتس، سأله. وعملا حسب تعليماتهم. يوم الاثنين التقيا في تل ابيب مع أعضاء من ثلة التأهب ومع عائلات ثكلى من الحدث في منزل باسي كوهن – الحدث الأصعب في بيري في ذات اليوم. جلسا لساعتين مع ثلة التأهب؛ خمس ساعات مع العائلة. ملاحظاتهم رفعها في ذاك اليوم الى رئيس الأركان الذي قدم ملاحظاته. كان يفترض بادلشتاين ان يحاضر امس أيضا لابناء الشبيبة من الكيبوتس. ضباط ارسلوا بالتوازي الى العائلات الثكلى الذين لم يصلوا الى البحر الميت. لا أتذكر جهدا كهذا من جانب جسم سلطوي في الماضي.
ادلشتاين خلق محورا زمنيا يشمل يوما كاملا – من السبت في السادسة ونصف صباحا حتى الثامنة في صباح اليوم التالي. ملأ المحور بالتفاصيل. أجزاء من التقرير ثاقبة: يوجد فيه نقد قاس على فرقة غزة وعلى وحدات مختارة في الجيش الإسرائيلي، وصلوا الى بيري ولم يؤدوا مهامهم كما يجب. لكن سحابة الذنب الأساسية تربض على الجيش الإسرائيلي كله، الذي لم يعرف، لم يستعد ولم ينجح في الوصول الى الكيبوتس حتى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، بعد سبع ساعات من بداية الهجوم. سبع ساعات قاتلت ثلة التأهب ضد خمسين مخربا نموا الى 340. سرية شلداغ، وحدة مختارة في سلاح الجو، انسحبت مع شهيد واحد امام قوة مخربين متفوقة وأبقت ثلة التأهب للقتال وحدها.
احداث كهذه كانت في حرب الاستقلال، قبل أن تقوم الدولة. يمكن شرحها؛ لا يمكن استيعابها؛ محظور استيعابها. ما الذي سيقال في التحقيق عن كيبوتس نير عوز، الذي لم يصل الجيش الإسرائيلي اليه الا بعد أن انهى المخربون حملتهم للقتل، الخطف، السلب والنهب وعادوا مع المخطوفين الى غزة.
101 من أعضاء الكيبوتس قتلوا؛ 30 اختطفوا؛ 11 لا يزالون هناك. واحدة من البلدات الجميلة في البلاد دمرت ودنست؛ احدى الجماعاعات الاهلية الأقوى انكسرت.
واظب أعضاء الكيبوتس على صمتهم حتى عندما عرض عليهم اللواء استنتاجات تحقيق الحدث في منزل باسي. اكثر من أي حدث آخر، عصف هذا الحدث بالارواح، في الكيبوتس وفي وسائل الاعلام على حد سواء. في مركزه وقف العميد باراك حيرام الذي عين مساء 7 أكتوبر قائدا لفرقة غزة. الغضب في الكيبوتس على حيرام جمد تعيينه. من ذبحنا، قال الأعضاء، لن يولى الان المسؤولية عن أمننا. التحقيق يبريء ساحته – لكن ليس بالضرورة يبريء ساحته في نظر الكيبوتس.
يحتمل أن يكون حيرام القى بهذه المشكلة عن ذاته، في المقابلة التي أعطاها للمحققين الصحفيين من “نيويورك تايمز”. امس، في نهاية الحدث في البحر الميت، اعتذر هجاري لاعضاء الكيبوتس عن ارسال حيرام الى المقابلة الصحفية.
منزل باسي يقع في حي اشليم، في شرق الكيبوتس، غير بعيد عن غرفة الطعام. غريب، لكن في ذاك اليوم الرهيب، التي تميز أساسا بالفوضى وفقدان السيطرة، كان هذا، حسب التحقيق، احد الاحداث الوحيدة التي كان يدار. يدار نعم، لكنه لا يدار بنجاح.
حسب التحقيق، في 13:15، تلقى العميد حيرام القيادة على بيري ومناطق مجاورة. ادلشتاين يقرر بان هذا كان قرارا صائبا. اصطدم بالطريق بمخربين، ووصل الى الكيبوتس في 16:15.
قوة النخبة، نحو 40 مخربا كانت تسيطر في ذاك الوقت على الحي. في 15:58 اتصلت من داخل المنزل ياسمين فورات، ناجية الحدث في نوبا التي اخذت كرهيبنة، الى مركزية 100 في الشرطة. بلغت عن انها توجد مع 50 رهينة آخرين في زاية الطعام في المنزل. في الشرطة ظنوا أنها تقصد زاوية في غرفة طعام الكيبوتس.
قوة من الشباك واليمم كانت في استحكام قرب ناحل عوز تلقى امرا بالسفر الى بيري. اعلن عن نظام حدث مع رهائن. يستغرق زمنا الى أن يفهموا اين الحدث. في 14:30 دخلت الى الكيبوتس دبابة العقيد نيسيم حزان. فتلقت قذيفة آر.بي.جي ونجت. في 16:50 يخرج مخرب بلباس تحتي مع ياسمين فورات الى الخارج. طاقم المفاوضات يستخدمه كأداة لاقناع المخربين بالاستسلام. هم يرفضون.
في 18:00 يصل باراك حيرام الى منزل باسي. امتداد المفاوضات يقلقه. يخشىى من معركة في الظلام. يربطونه بمكالمة مؤتمر مع “ح” قائد اليمم، الذي يوجد في غرفة عمليات الشباك في مكان ما. اليمم مسؤول عن احداث مع رهائن. الحدث في بيري يأخذ أساس انتباهه من تلك اللحظة. الهدف هو انقاذ الرهائن. النتيجة هي فشل ذريع.
بعد مكالمة المؤتمر يوجه حيرام تعليماته لقوة اليمم لان تسيطر في غضون 40 دقيقة على المنزل. يقر باستخدام الدبابة لكنه يأمر باستخدام قذائف من نوع حلولان، اثرها محدود. هدف النار هو الضغط على المخربين.
حيرام يتوجه الى شؤونه، في قسم آخر من الكيبوتس. بعد نصف ساعة في 18:27، تطلق الدبابة قذيفة أولى، باتجاه آخر. بعد سبع دقائق تطلق قذيفة ثانية. رجل الشباك الذي يرافق الدبابة يتفاجأ: فقد توقع نارا من رشاش، وليس قذيفة.
بعد 23 دقيقة تطلق الدبابة قذيفة تصيب على ما يبدو الرصيف امام المنزل، تضرب وتصيب الرافعة فوق الباب. من شظايا الاسمنت يقتل على ما يبدو عدي داغان، الذي كان في الساحة من الخلف، مع زوجته هداس، التي أصيبت.
في 18:26 يتحدث المخربون مع قيادتهم في غزة. “اهربوا الى غزة”، يأمرونهم. بعد ست دقائق يهاتفون مرة أخرى القيادة في غزة. يبلغون انهم قرروا الانتحار مع الرهائن. هذه المكالمة تقنع قائد اليمم بان يأمر بالاقتحام. الامر صدر في 18:57. هذا اقتحام صاخب: الكثير من اطلاق النار، الكثير من النار وكذا تفجير قنابل يدوية. تسمع صلية طويلة من داخل البيت. بعدها لا يعود يسمع اكثر صراخات بالعبرية.
13 رهينة قتلوا في الحدث. ليس معروفا ممَ قتل الاخرون، هل برصاص المخربين، من قنابلهم اليدوية أم من رصاص قوة اليمم. ادلشتاين يقترح ان يتواصل التحقيق، لكن لما كانت العائلات رفضت اخراج الجثث من القبور، والمنزل دمر، فان الاحتمال متدن حتى صفري.
التحقيق يبريء ساحة حيرام لانه لم يكن في المكان في اثناء نار الدبابة والاقتحام، وعمليا ترك لليمم إدارة الحدث. لا يوجد سبب يجعلنا نشتبه بادلشتاين بالطمس او بالتغطية على حيرام. المشكلة هي ان حيرام نفسه، في المقابلة مع “نيويورك تايمز” تحدث كمن ادار الحدث وكمن قرر التضحية بحياة الرهائن. جملة واحدة من المقابلة التي نشرت في التقرير الصحفي، الذي كان تحقيقا واسعا للحدث في بيري. ادلشتاين لم يطلب من “نيويورك تايمز” تسجيلات المقابلة. خسارة انه لم يطلب. لعله ما كان هذا لتغير استنتاجاته بالنسبة للحقائق، لكنه كان سيصب ضوء على الفكر الذي وجه الضابط، الحد البارزين في المنظومة القتالية في الجيش الإسرائيلي.