ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: نتنياهو يصل الى واشنطن في توقيت بائس

يديعوت احرونوت 22/7/2024، ناحوم برنياع: نتنياهو يصل الى واشنطن في توقيت بائس

جو بايدن، رئيس إسرائيل مدين له بالكثير، قد يكون آخر الصهاينة في البيت الأبيض، اعترف أمس بالمحتم وانسحب من السباق لولاية إضافية. القرار يتحدث في صالحه. فهو يدل على الاحترام الذي يكنه لقواعد اللعب الديمقراطية وعلى استعداده لان يستمع الى أصوات الجمهور. هذا لم يكن سهلا. القرار كان ينطوي على عذابات كبيرة. كان يتعارض مع أمانيه وغرائزه السياسية. لكن أحيانا لا مناص. 

الحزب الديمقراطي يقف الان امام تحد غير بسيط. ثلاثة أسابيع فقط حتى مؤتمره في شياغو. وحسب الانباء من يوم أمس، يتبنى بايدن ترشيح نائبته، كمالا هاريس. هاريس هي مرشحة معروفة لكن غير شعبية. أربع سنواتها في ظل بايدن لم تعزز مكانتها في الرأي العام وفي القاعدة الديمقراطية. من جهة أخرى فان القفزة عنها الى مرشح أو مرشحة أخرى له ثمن سياسي لا بأس به. 

كل رئيس في أواخر ولايته يعتبر اوزة عرجاء: أمريكا تتعلم أن تدير نفسها بدونه. هذا صحيح أساسا في الساحة الداخلية. فترة الخبو تبدأ في اليوم الذي يختار فيه المؤتمر مرشحا جديدا او عشية الانتخابات في تشرين الثاني والتي بعدها، حسب القانون، يوجد شهران ونصف يستعد فيها الرئيس المنتخب لولايته والرئيس المنصرف يحزم امتعته. 

بيان بايدن امس يجعله أوزة عرجاء على مدى ستة أشهر. هذا اكثر مما ينبغي. على هذه الخلفية كان هناك من اقترح امس في وسائل الاعلام الامريكية ان يعتزل بايدن الان، يخلي كرسيه لهاريس، وهكذا يسمح لها ان تبني ترشيحها وان تختار لنفسها نائبا مع قوة جذب خاصة بها. قرار كهذا يتطلب من بايدن سخاء استثنائيا قد يكون غير مسبوق. الكثير متعلق بوضعه الصحي: حتى تفككه في المواجهة مع ترامب أحد لم يتصور إمكانية كهذه. 

ما كان ينبغي لبايدن ان يعرض ترشيحه لولاية أخرى. ليس بسبب مؤشرات الشيخوخة التي طلت بقوة اكبر في الأسابيع الأخيرة بل لانه يدعي بانه سيعطي أمريكا رئيسا بوظيفة كاملة حتى في سنة 35. كل ناخب يفهم بان ادعاء كهذا محكوم بالاحتقار. رئيس الولايات المتحدة يفترض به أن يستوعب كل يوم كمية كبيرة من المعلومات ويترجمها الى قرارات مصيرية. وهو مكشوف على عين الجمهور كل وقت. كل تلعثم له، كل وجه نسيه، كل كبوة على الدرج تحدث جلبة سياسية وحزبية وتدهور الأسهم في البورصة. لا توجد حالة يكون فيها شخص ابن 85 يقوم بهذا العمل وينجح فيه. 

لكن الدراما حول تردداته لن تكون الا ملاحظة هامشية في حياة سياسية ممتازة بلغت ذروتها في ثلاث سنوات ونصف له في البيت الأبيض. فقد كان رئيسا مشرعا، ذا التزام اجتماعي عميق لشعبه والتزام قيمي لدول أنظمتها ديمقراطية. وقد اخرج الولايات المتحدة من الكورونا، انقذها من الأرض المحروقة التي خلفها ترامب وراءه، فعل كل ما في وسعه لتقليص الاستقطاب الداخلي، ومد اليد، بما فيها المساعدة العسكرية السخية لاوكرانيا وإسرائيل، الدولتين الديمقراطيتين اللتين علقتا في حرب رغم انفهما. لقد كان رئيسا إيجابيا في عصر كله سلبية. معظم الأمريكيين سيشتاقون للعم جو. 

يصل نتنياهو الى واشنطن في توقيت بائس. له توجد مصلحة في المدينة؛ اما المدينة فلا مصلحة لها به. عندما سمع نتنياهو أمس الانباء عن انسحاب بايدن من السباق توتر، على أي حال، لقاء كان له مع كلينتون في 1998. كنت هناك. كلينتون بعث نتنياهو ووفده لوجبة غذاء خارج البيت الأبيض ولم يكلف نفسه عناء القول لنتنياهو لماذا: في ذاك الوقت نشبت قضية مونيكا لفنسكي، المتدربة في البيت الأبيض التي اقام كلينتون معها علاقات جنسية. دفعة واحدة إسرائيل شطبت من جدول الاعمال. 

هذه طبيعة واشنطن: عندما تنشب دراما سياسية فانها تفرغ كل الاكسجين في المدينة. بيان بايدن امس هو دراما من هذا النوع. هي ليست كبيرة مثل هجمة مؤيدي ترامب على الكونغرس قبل أربع سنوات أو فيتنام، أو بيان انسحاب الرئيس جونسون من السباق في 1968 لكنها كبيرة بما يكفي كي تنسي لبضعة أيام مشاكل الشرق الأوسط. 

للقاء بين نتنياهو وبايدن، اذا ما عقد غدا سيكون معنى عملي محدود. بايدن سينظر الى ما وراء كتف نتنياهو، الى القرارات السياسية العاجلة التي تنتظره؛ نتنياهو سينظر الى ما وراء كتف بايدن الى الرئيس، او الرئيسة التاليين. نتنياهو لم يجلب بشرى لواشنطن، لا في موضوع المخطوفين، لا في موضوع اليوم التالي. المسائل التي بدونها لن تقوم جبهة إقليمية واسعة ضد ايران. عشية الرحلة وعد نتنياهو أو رسله الأمريكيين بان في نهاية دورة الكنيست سيكون حرا من ضغط بن غفير وسموتريتش، وسيمدد الحبل الذي يعطيه لطاقم المفاوضات. يحتمل ان يكون حتى هذا الوعد بات الان تاريخا.

عندما سيخرج نتنياهو من اللقاء سيكثرون من سؤاله عن وضع الرئيس، هل كان يقظا، هل تحدث موضوعيا، هي شفي من الكورونا. قلة سيستمعون لرسائله عن غزة، حزب الله، اليمن، ايران، المخطوفين. 

هذا صحيح أيضا بالنسبة لخطابه في الكونغرس بعد غد. رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون دعا نتنياهو كي يحرج الديمقراطيين. المجموعة المناهضة لإسرائيل في الجناح اليساري من الحزب الـ “سكوير” الكسندرا اوكسيو بورتو، الهان عمر، رشيدة طليب وخمسة آخرين تعتزم الوصول لمقاطعة الخطاب. الناخبون اليهود سيشاهدون ويتأثرون. إسرائيل ستتخذ صورة الحليف لحزب واحد. هذا ليس جيدا لإسرائيل لكنه جيد للجمهور.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى