ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: نتنياهو يجهز لمهاجمة النووي الإيراني على طريق النصر المطلق لكنه لا يجهز ساحته الداخلية

يديعوت احرونوت 16/12/2024، ناحوم برنياع: نتنياهو يجهز لمهاجمة النووي الإيراني على طريق النصر المطلق لكنه لا يجهز ساحته الداخلية

نتنياهو يشهد مؤخرا أياما طيبة، طيبة جدا. كل النجوم تترتب له: حزب الله منهك؛ الأسد ضائع في موسكو؛ آيات الله مفزوعون في طهران؛ حماس تلعبط في غزة وكل كارهينا ينظرون بخوف لبداية حكم الصديق العزيز دونالد ترامب. في وسط كل هذا الخير جاءت مكالمة هاتفية “جد ودية، جد حارة وجد هامة” مع الرئيس المنتخب. “تحدثنا عن الحاجة لانهاء نصر إسرائيل”، كما بلغنا نتنياهو أمس.

هذا هو الوقت للاستمتاع. إذ بعد قليل سيتعين على نتنياهو، كما يتعين على ترامب أيضا ان يقرر ماذا سيفعل بكل هذا الخير. قرار أول: صفقة مخطوفين. سهل أكثر أن ترغب في صفقة، ان تصلي لصفقة، ان تحد على صفقة غير موجودة من أن تدفع الاثمان التي تنطوي على الصفقة، ابتداء من القتلة الذين سيتحررون، عبر الحرب التي ستتوقف وانتهاء بالمخطوفين الذين سيروون عند عودتهم كيف مات أولئك الذين كان ممكنا انقاذهم.

القرار الثاني هو ايران. التحولات في سوريا، في لبنان وفي غزة والتوقعات من الإدارة الامريكية الجديدة خلقت فرصة لم يكن مثلها لمهاجمة منشآت النووي الإيرانية. قسم هام من الدفاع الجوي الإيراني دمر؛ مسارات الطيران الى هناك فتحت؛ والاساس، التهديد الإيراني بهجوم مضاد، من لبنان، سوريا وايران نفسها، ضعف جدا. 

في 2011 هدد نتنياهو بمهاجمة ايران وفزع. بعد ذلك القى بالمسؤولية على قادة اذرع الامن وعلى إدارة أوباما. الان كل القوة في يديه: قادة اذرع الامن ضعفوا جدا في اعقاب اخفاق 7 أكتوبر؛ الخطاب بينهم وبين رئيس الوزراء تغير. بالنسبة لواشنطن هي في فترة انتقالية؛ الإدارة الراحلة مشغولة بتصفية الأملاك والإدارة الوافدة تبحث عن مغامرة للاحتفال بها. تصفية في عملية عسكرية للمشروع النووي ستوفر لنتنياهو النصر المطلق الذي يتمناه. 

اوكي، توجد فرصة. لكن هي من المجدي القفز عليها؟ ايران هي دولة حافة نووية فقط لانهات تصر على أن تتوقف عند الحافة. منشورات في العالم تتحدث بان لديها مادة مخصبة لبضع قنابل. صعوبتها هي في الاطلاق – في انتاج رؤوس متفجرة تحمل القنبلة، وفي الجمع – في تركيب كل العناصر معا. فهل يمكن في حملة عسكرية لتصفية المشروع كله؟ ليس مؤكدا. كيف سيرد النظام؟ كيف سيرد حلفاؤه في روسيا، الصين، كوريا الشمالية؟ هل سيدعم ترامب الخطوة ام بالعكس، سيعقد صفقة مع ايران من خلف ظهر إسرائيل؟

زعيم يعتزم ان يأمر بحملة عسكرية محملة بالمصير يحرص قبل كل شيء على جبهة داخلية هادئة. أحيانا الحل هو حكومة واسعة: هكذا تصرف ليفي اشكول عشية حرب الأيام الستة؛ هكذا تصرف نتنياهو فور 7 أكتوبر. أحيانا الحل هو إزالة مواضيع موضع الخلاف عن جدول الاعمال؛ هكذا تصرف نتنياهو حين أوقف قوانين روتمان – لفين في اثناء الحرب.

لكن نتنياهو لا يتصرف هكذا الان. أمس عقد نتنياهو رؤساء الائتلاف لبحث في تنحية المستشارة القانونية للحكومة. وزير العدل أعلن بانه سيستأنف الانقلاب النظامي بكل تشريعاته. العائق الوحيد امام انهيار النظام الديمقراطي في إسرائيل هو إصرار الحريديم على حقهم في التملص من الخدمة العسكرية. طالما لا يوجد قانون تملص لا توجد اغلبية للحملة التشريعية للفين. لفين ودرعي يعطل الواحد الاخر: الى هذا الخير أيضا وصلنا. 

إذن هكذا: إما ان يكون نتنياهو لا يعتزم حقا تغيير وجه الشرق الأوسط: ليس خامينئي هو من يهمه بل غالي بهرب ميارا. ام أنه يؤمن بانه يمكنه أن يفعل هذا وذاك معا: الطيارون يقصفون في طهران حتى لو كان جهاز القضاء ينهار في القدس. رجال الاحتياط سيواصلون البحث عن النخب في غزة حتى لو فوتت الحكومة مرة أخرى صفقة مخطوفين.

لا يوجد رفض للخدمة في إسرائيل – ليس في زمن الحرب. كل التهديدات بالرفض – الأخير الذي هدد هو النائب العام السابق موشيه لادور – تعود كالسهم المرتد على مهدديها. عندما يدعو الجيش الإسرائيلي الى الخدمة فان الكل يمتثل لها، حتى تطوعا. الطريق الوحيد لاعاقة الحملة لتقويض الديمقراطية هي طريق القاضي اسحق عميت ورفاقه في المحكمة العليا وطريق غالي بهرب ميارا وطريقها في وزارة العدل.

المواظبة على الصراع اليومي ضد كل قانون تعسفي، ضد كل خطوة نكراء: الا يخافوا، الا يستسلموا. ان يساهموا في الجهد الحربي وكأنه لا يوجد روتمان ولفين، وان يصارعوا ضد روتمان ولفين وكأنه لا توجد حرب. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى