ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: موت اسطورة الجيش الاسرائيلي

يديعوت احرونوت 15/7/2024، عيناب شيف: موت اسطورة الجيش الاسرائيلي

كان هذا متوقعا مثل حالة الطقس، لكن التحقيق في القصور في كيبوتس بيري لم ينجو حتى نهاية أسبوع واحدة في قمة الوعي الوطني. فحتى أولئك الذين لا يزالون ينشغلون به يفعلون هذا في الغالب من داخل التفاصيل التي يقشعر لها الابدان والتي تصفها الوثيقة الثاقبة وعلى رأسها مسألة هل احيق ظلم بمقاتلي الوحدات الخاصة، شلداغ وسييرت متكال التي وصمت بالعار بادعاءات قاسية. هذه بالطبع زاوية هامة من كل ناحية: مهنية، أخلاقية بل وربما قانونية، في ضوء احتمال المس بالسمعة الطيبة للناس.

لكن ما هو غير مختلف عليه هو أن التحقيق أكد ما كان يعرفه كل من نظر الى الواقع بعيون مفتوحة وليس من خلف منظار سياسي، المنظار الوردي للناطق العسكري والعمى المخزي لاجسام واسعة في وسائل الاعلام والتي حتى القصور نفسه لم يغير لديها شيئا. كل من خشي من الفجوة بين التبجحات في نهاية حملات سابقة وبين ما وقع في الميدان، قرأ تقارير مراقب الدولة ومأمور شكاوى الجنود ومجرد طرح أسئلة واجيب بالبربوغندا وتقارير الثناء المتزلف، كان يفترض أن يعرف بان الجيش لم يعد ما يرونه عنه ولا حتى قريبا من ذلك.

في 7 أكتوبر تفجر هذا الفهم الصادم علينا كلنا، وبقوة اكبر على كان النقب الغربي، بقوة تسونامي تاريخي. لكن الزمن الممتد وحقيقة انه باستثناء رئيس شعبة الاستخبارات أمان وقائد فرقة غزة لم يترجم ولا حتى ضابط كبير واحد أخذ “المسؤولية” الى أفعال تخصي الفهم الحرج حقا: القصور اكبر من رئيس الأركان، من قائد المنطقة، من قائد اللواء، من شعبة العمليات وما شابه. فالشجاعة في ميدان المعركة، التي لم تكن تنقص حتى في 7 أكتوبر رغم المهزلة، تطمس الحاجة الدراماتيكية لتحليل طاريء لن ترمم الجيش بل ستنقذه، قبل لحظة من غرقه في المستنقع الذي حملنا الى الهوة. والجمهور أيضا الذي اعتاد على ان يعتمد على الجيش كمخدة مهدئة قبل اليوم من شأنه ان يفزع من التفكير من أننا لعلنا نلقي بالرضيع مع الماء. 

غير أن الجيش الإسرائيلي ليس رضيعا. العكس هو الصحيح. الازمة تنبع من حقيقة أننا نتعاطى معه كطفل: ندلله، نفطمه، نستجيب لنزواته، نغض النظر، نثني عليه بانعدام توازن، ننقض على كل من يتجرأ على أن يقول شيئا غير لطيف. وها هو، التحقيق الأول من اصل عشر تحقيقات أخرى ستنشر يدل على أن الجيش فشل في مهمته الأولى والأخيرة، وكلمة الدفاع في “جيش الدفاع الاسرائيل” أصبحت زائدة. فخسوف بهذا المدى لا يقع بسبب مكالمة مؤتمر واحدة في منتصف الليل ولا حتى بسبب تفكر قائد سييرت تحت ضغط ذري بل بسبب سياقات تعفن بعيدة المدى. ونعم، أيضا بسبب نظام اجتماعي كامل رفض حتى التفكير بإمكانية ان يكون الملك عاريا.

وعليه، فان أهمية التحقيق في بيري لا تتلخص بتحليل سلسلة الأخطاء الفتاكة من ساعات الصباح وحتى استعادة السيطرة في الكيبوتس. جوهره أيضا ليس توزيع المسؤولية بين القيادة العليا والمستويات في الميدان. القصة هي الانهيار المدوي لاسطورة الجيش الإسرائيلي التي قامت على أساس تناقض “جيش الشعب” المعفي، زعما، من الثقافة التنظيمية المريضة للدولة، مثل الخلطات، الطمس وبالطبع “سيكون على ما يرام”. اذا لم يكن الاستنتاج من التحقيق في بيري بان الجيش تحطم تماما كجهاز ولي صدفة، وبالتالي فان الإصلاح يجب أن يكون من الأساس، فلا توجد أي أهمية لباقي الخطوات التي ستتخذ: على أي حال في موعد ما سنعود الى النقطة ذاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى