ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: من إدارة المخاطر الى إدارة المراهنات

يديعوت احرونوت 4/8/2024، ناحوم برنياعمن إدارة المخاطر الى إدارة المراهنات

أمس عاد رئيس الموساد ورئيس الشباك من رحلة عقيمة أخرى الى القاهرة، رحلة عرفا مسبقا انها ستنتهي بلا شيء. الامريكيون، المصريون، القطريون ورؤساء جهاز الامن في إسرائيل مقتنعون بان الاتفاق الذي سيغير وجه الحرب موضوع على الطاولة. المانع هو نتنياهو. فقد قرر احباط كل تقدم: هو وحده. هو لم يعد يكافح في سبيل ارائه – هو يتمسك بها. الحوار بين المستوى السياسي والمستوى العسكري، الذي كان يسبق كل قرار لرؤساء الوزراء في الماضي، بما في ذلك نتنياهو توقف. مصدر مطلع على عملية اتخاذ القرارات يشهد بان الرجل تغير؛ فقد كف عن الاستماع؛ مقتنع بالطريق الذي اختار السير فيه ومصمم على أن يأخذ دولة إسرائيل معه. 

لا تخطيء، قال لي مصدر آخر، المفاوضات تجري بين شخصين: يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو. تأثير كل الاخرين – الدول الوسيطة، طاقم المفاوضات، قيادة حماس – صغير جدا. السنوار لم يعد حاكم مليوني فلسطيني في غزة. في نظر نفسه هو المسيح: خليفة صلاح الدين. اما نتنياهو فلم يعد رئيس وزراء عشرة ملايين إسرائيلي. هو أكثر بكثير من هذا: هو الرجل الذي سينقذ الغرب والشعب اليهودي والتاريخ اليهودي الذي فيه، من العدو الإسلامي. هي المسيح.

الأسبوع الذي بدأ اليوم كفيل بان يكون دراماتيكيا. تصفية فؤاد شكر في بيروت وإسماعيل هنية في طهران تدفع ايران وبناتها لاعداد عملية رد. إسرائيل، يقول مصدر في المنظومة، انتقلت من إدارة المخاطر الى إدارة الرهانات: النقاش حول الخطوات اللازمة حيال ايران يجري حين لا يكون لاصحاب القرار معرفة عما سيفعله الإيرانيون وكيف ستدار سلسلة ردود الأفعال بعد ذلك. مصير الطرفين في يد الصدفة. اذا كانت كارثة بحجم مجدل شمس او أكثر ستقع في تل أبيب او في حيفا سيكون من الصعب منع التدهور الى حرب إقليمية.

يميل المحللون لان ينسبوا معارضة نتنياهو لصفقة تحرير المخطوفين لاعتبارات الراحة السياسية: بن غفير وسموتريتش من شأنهما أن يفككا له الائتلاف؛ اتفاق مع حماس سيوقظ معارضة في القاعدة. الاعتبار السياسي قائم لكنه ليس الوحيد. في 7 أكتوبر كان صعبا عليه أداء مهامه. فالغاية التاريخية التي اخذها على عاتقه منذئذ ملأته من جديد بعظمة روح: لديه ما يقاتل من اجله. 

ماذا يريد نتنياهو تنفيذه في ايران؟ ما الذي يمكن ومن الصواب عمله؟ 

لديه غاية لكن ليس لديه خطة. خيرا كان ام شرا، المسافة بين المسيح بن دافيد ودون كيشوت، الفارس الذي كان يقاتل طواحين الريح، ليست شاسعة جدا. فإسرائيل لا يمكنها أن تدير هذه المعركة بدون أمريكا. لكن الأمريكيين سلموا عمليا بكون ايران دولة حافة نووية. منذ سنين وهم يشتبهون بنتنياهو بانه يريد أن يجرهم الى حرب ضد ايران. رفض التورط في ايران يتشارك فيه بايدن، ترامب وعلى أي حال هاريس أيضا.

عندما سُئل نتنياهو، بعد قصور 7 أكتوبر، لماذا امتنع عن مهاجمة حماس (وكذا ايران وحزب الله) في الماضي، شرح بانه ما كان يمكنه أن يخرج الى عمل عسكري بدون اجماع. الجيش عارضن الوزراء عارضوا؛ فاضطر لان يتنازل.

كان هذا نتنياهو القديم. اما الان فهو يتصرف بشكل مختلف.

حسب النبأ في اخبار كيشت أمس، في المكالمة الهاتفية مع بايدن، عندما ادعى نتنياهو بان ها هو يبعث برسله لمواصلة المفاوضات، اجابه بايدن بجملة: “كف عن توسيخ عقلي” (بالانجليزية يبدو هذا التعبير اكثر فظاظة). لماذا بايدن، مصر، قطر، رئيسا الشباك والموساد، الجيش الإسرائيلي، لا يفجرون الخدعة؟

لكل واحد أسبابه. الامريكيون يخشون من ان يفقدوا السيطرة على المسيرة. من شأن هذا ان يفاقم النار حتى حرب إقليمية. المصريون يخشون من استئناف التآمر الإسلامي في سيناء واستمرار السيطرة الإسرائيلية في محور فيلادلفيا؛ هم يطالبون بان ترحل إسرائيل من هناك. القطريون يسعون لان يرمموا مكانتهم كوسيط بعد أن اتهموا بانهم وكلاء حماس وايران. اما بالنسبة للاسرائيليين، رونين بار ودادي برنياع فهما مرؤوسين لرئيس الوزراء. مجال مناورتهما محدودة. نيتسان الون، الذي يمثل الجيش في الطاقم هو رجل احتياط. يمكنه أن يرحل. فهل هذا سيدفع قدما بتحرير المخطوفين؟ لست واثقا.

وبالتالي الكل يلعب اللعبة بشد على الاسنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى