ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: محق في التشخيص مخطيء في العلاج

يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع – 24/2/2025 محق في التشخيص مخطيء في العلاج

يوم السبت شاهدت شريط الدعاية الذي انتجته حماس بالمشاركة القسرية لافيتار دافيد وغي غلبوع دلال، شابين اختطفا من حفلة النوبا. فقد اجبر الاثنان على أن يشاهدا من بعيد مراسم تحرير عومر شمتوف، الياهو كوهن وفينكرات. فقد صورا في الشريط الكامل وهما يشكران آسريهما ويستجديان تحريرهما. منظرهما، وهما معا انتزع مني تنفس صعداء: حياتهما مؤمنة.

كل ما تبقى علمني بغباء جهاز الدعاية الحماس. فالمنظمة تسعى لان تثبت للعالم بانها كيان مسؤول، راشد، يقاتل في سبيل الشعب الفلسطيني كله. المراسم التي يجريها والاشرطة التي ينتجها تثبت العكس – بانه داعش، بصيغة اقل تطورا. هم يسعون لان يبثوا قوة لكنهم لا يوقظون الا المقت. الا يوجد واحد في كل غزة يعلمهم العبرية؟ الإنجليزية؟ العقل السليم؟ كل المراسم، كل الشريط يقنع مزيدا من أصحاب القرار في إسرائيل في الغرب وفي العالم العربي، بان شيئا صالحا لن يحصل في غزة طالما كانت هناك هناك. دم المنظمة في رقبتها. 

الى هذا اضيف الخطأ في تشخيص شيري بيباس. فالملابسات تشير ظاهرا الى اهمال من جانب مخربي حماس، وليس الى نية مبيتة، لكنها توفر سببا آخر لعدم الثقة بكلمتهم. 

السؤال هو ما هو الاستنتاج الواجب. نتنياهو رد ببث دعاية خاصة به، نسب فيه لقصة التشخيص اتلال من النوايا دون ان يثبتها بل وفرض عقابا أيضا. مئات القتلة الذين كانوا يوشكون على التحرر في السبت لم يحرروا. لم يحرروا حتى كتابة هذه السطور، يوم الاحد. ردا على ذلك، هددت حماس بتفجير المسيرة. إعادة توابيت أربعة ضحايا آخرين لحماس، كانت مخطط لها لان تكون في يوم الخميس من هذا الأسبوع، وضعت في علامة استفهام.

استنتاجي معاكس: طالما كان ممكنا التحرير من قبضة حماس مخطوفين احياء، فيجب إعطاء ذلك أولوية عليا. صحيح أنه توجد لحماس مصلحة لاحتجاز مخطوفين على قيد الحياة: فهم كنزها الأكبر، الرافعة التي تتيح لها المجال. لكن مثلما يثبت قتل طفلي عائلة بيباس المصلحة في جهة والسلوك العملي في جهة أخرى. تحت الضغط، مخربو حماس لن يترددوا حتى في قتل رضع. 

ان الإرهابيين المحررين يجب فحصهم ليس وفقا لجرائمهم في الماضي بل وفقا لمخاطرهم في المستقبل. هذا ليس علما دقيقا – فتحرير يحيى السنوار في صفقة شاليط يثبت ذلك – لكن هذا هو المعيار الصحيح، المقرر. كبار رجالات الشباك الذين تعاملوا مع قائمة الأسماء التي تقدمت بها حماس، اخذوا بالحسبان أيضا جرائم الماضي وكذا المدة الزمنية المتبقية للسجين في السجن، وكذا تقويم الخطر منه. مجال مناورتهم، ولا سيما في ما يتعلق بسجناء حماس الثقيلين، كان محدودا. المجال كان محدودا أيضا في التفكر الى أين ينقل المحرر، الى الضفة، الى غزة او الى دول اجنبية. من ناحية أمنية كان من الصواب ابقاؤهم قريبا، في مكان يكون ممكنا اعتقالهم وهم فيه من جديد؛ من ناحية سياسية كان من الصواب اطلاقهم الى مسافة بعيدة. الاملاء السياسي هو الذي حسم. 

وفي هذه الاثناء، كل من يتحرر هو عالم بكامله. 100 في المئة صافي. هذا هو احد الفوارق بيننا وبينهم. عندما تضع حماس قائمة محررين تكون معضلتها هي الحرية مقابل السجن؛ اما المعضة في إسرائيل فهي الحياة مقابل الموت. مصير 63 إسرائيليا، 24 منهم احياء، موضوعة على الطاولة، مع الوصمة التاريخية التي سيخلفها فقدانهم. يمكن أن نلعب بين الحين والاخر بعقوبات مؤقتة، بعصي وجزر، لكن محظور ان نشيح ولو للحظة العينين عن الكرة. 

عن حق، نحن نتقدم في استعادة الاحياء. لكن توجد أهمية هائلة أيضا لاعادة المقتولين. في اثناء الاتصالات ناشد الإسرائيليون الوسطاء لترتيب إعادة هدار غولدن، الذي قتل في حملة “الجرف الصامد” قبل 11 سنة. حماس رفضت: رجالها مقتنعون بان الموقف الخاص للرأي العام في إسرائيل تجاه هدار غولدن وسقوطه يسمح لهم بان يطالبوا بمقابل إضافي. هكذا هم يعملون. 

نتنياهو هو الذي عين فريق المفاوضات الأول. اثنان من أعضائه، رئيس الشباك ورئيس الموساد تابعان له مباشرة. لايام اتهمهما بمراعاة زائدة لمطالب حماس، بسلوك “العطاء والعطاء” (كانت هذه كذبة فظة بالطبع، لكن ليس في هذا من جديد). والان، حين عين بدلا منهما مقربيه ديرمر وهيرش، حبس نفسه في داخل العملية: لا يمكنه أن يتهم الآخرين. هذه ليست بشرى طيبة للمخطوفين، ولا للعائلات التي تصلي للمرحلة الثانية، لكن هذا هو الموجود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى