يديعوت احرونوت: ماذا تخفي قطر؟

يديعوت احرونوت 6/3/2025، آفي يسسخروف: ماذا تخفي قطر
رد فعل حكومة قطر على تحقيق الشباك في أحداث 7 أكتوبر 2023، يشهد على الضغط الذي توجد فيه الدوحة. وزارة الاعلام الدولي في قطر نشرت أمس بيانا زعم فيه أن تحقيق الشباك هو “مثال آخر على التحريض الذي تحركه مصلحة ذاتية في السياسة الإسرائيلية”، وان “كل مساعدة أرسلت من قطر الى غزة، نقلت بالعلم، التأييد والرقابة التامة للحكومة الإسرائيلية – بما في ذلك الشباك. لم تقدم ابدا مساعدة لحماس”.
غير أن الحديث يدور هنا عن أنصاف حقائق او نقص دقة واضح في أفضل الأحوال. في الحالة الأقل جودة، هذه كذبة تذكر أيضا بنبرة وأسلوب الاقوال التي تخرج عن مقربي رئيس الوزراء، من القدس ومن ميامي، بالنسبة لرئيس الشباك روني بار. محقة حكومة قطر في قولها ان المساعدة المالية من الدوحة نقلت بعلم حكومة إسرائيل بل حتى بعلم الشباك. غير أن الشباك كان الجهة التي عارضت نقل هذا المال. وبخلاف ما زعمه مكتب رئيس الوزراء، لا يدور الحديث هنا عن موضوع بين بار ونتنياهو. هذه الادعاءات يطلقها عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين في جهاز الامن، بمن فيهم رئيس الشباك السابق نداف ارغمان. الاقوال موثقة ومكتوبة، واذا ما أقيمت هنا لجنة تحقيق رسمية، فانه يمكنها أن ترى هذا بسهولة.
اما ادعاء بيان قطر بانه لم تنقل مساعدة لحماس، فقد بات تشويها متطرفا للحقيقة. صحيح أن المال نقل بشكل رسمي الى عائلات محتاجة الى قطاع غزة والى جملة مشاريع إنسانية، لكن هذا المجال نقل نقدا وشق طريقه بسهولة كبيرة الى الذراع السياسي لحماس ومن هناك الى الذراع العسكري. في الموساد أيضا عرفوا بذلك، وليس فقط في الشباك، وحاولوا تحذير نتنياهو، لكنه تجاهل هذه التحذيرات أيضا وواصل تحويل الأموال.
360 مليون دولار في السنة نقدا نقلت الى حماس. مقارنة بالاقتصاد الإسرائيلي، بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني يدور الحديث وكأنه نقل الى حماس أو الى غزة مبلغ يساوي 150 مليار دولار. مبلغ سمح لحماس بان تتعاظم عسكريا مثلما تتعاظم سياسيا أيضا. فقد فرغ لها مالا من أموال الضرائب التي جبتها حماس من سكان غزة نقلت مباشرة الى الذراع العسكري، دون حتى ان يكون المال القطري نقل الى حماس مباشرة.
وهكذا فلا تنكشف فقط رويدا رويدا حجوم التدخل القطري في السياسة الإسرائيلية عبر مكتب رئيس الوزراء وعبر جهات أخرى في إسرائيل بل ان الدوحة الان تجد نفسها في قلب المواجهة المباشرة والعلنية بين رئيس الوزراء نتنياهو وبين رئيس الشباك بار. ولقطر، مثلما هو الحال دوما، يوجد الكثير، وربما حتى الكثير جدا مما تخفيه.
المساعدة القطرية المذكورة في تحقيق الشباك، مثلما هي أيضا علاقة الدوحة بإسرائيل، تثير الهستيريا في أوساط رجال نتنياهو ويبدو أنه يوجد ما يبرر ذلك. ولهم أيضا صعب تفسير نقل المال هذا ومريح لهم بالطبع اتهام جهاز الامن بكل شيء. غير أن هنا بات الحديث يدور عن قرار سياسي صرف، لرئيس الوزراء نتنياهو، هو وليس غيره. البند الثاني في تحقيق الشباك والذي يثير القرف في أوساط رجال نتنياهو هو الاتهام او الاستنتاج الواضح بان نتنياهو (الى جانب الجيش) رفضوا المرة تلو الأخرى مطالبة الشباك بتنفيذ “حملات قطع رأس” أي تصفية رؤساء حماس بمن فيهم يحيى السنوار. كان لهذا غير قليل من الفرص تحت ثلاثة رؤساء شباك مختلفين (كوهن، ارغمان وبار) وفي كل مرة من جديد رد نتنياهو (وكذا نفتالي بينيت) التوصية. يمكن التخمين ماذا كان سيحصل لو كانت حملة قطع رؤوس كهذه خرجت الى حيز التنفيذ، ويمكن فقط التخيل كيف ان حماس ما كانت لتعمل في 7 أكتوبر.
في نهاية الامر لا حاجة للمرء ان يكون عبقريا عظيما كي يستخلص الاستنتاجات البسيطة الواضحة لمعظم مواطني إسرائيل: الشباك فشل في أداء مهمته في 7 أكتوبر، الجيش الإسرائيلي فشل في أداء مهمته في 7 أكتوبر لكن من فوقهم جميعهم رئيس الحكومة وحكومته كانوا هم من فشلوا في الأشهر والسنوات ما قبل ذلك. نتنياهو كان أبو المفهوم الذي طور حماس، نقل لها الأموال ورأى فيها ذخرا. هو الذي غرس في رؤساء الشباك تحته ورؤساء الأركان سياسة احتواء حماس وتعزيز المنظمة. والان لا يمكنه أن يهرب من المسؤولية ومن الاعتراف بانه المسؤول المركزي عن فشل دولة إسرائيل في 7 أكتوبر.