ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: ليس لعملية الجيش في غزة بوليصة تأمين

يديعوت احرونوت 16/4/2025، رونين بيرغمان: ليس لعملية الجيش في غزة بوليصة تأمين

“زمير قال ان العملية في غزة لا تعرض المخطوفين للخطر. كل خطوة تتم بمصادقة اللواء نيتسان ألون، قائد الوحدة التي أقيمت في الجيش في موضوع المخطوفين”، هذا ما كتبه ناحوم برنياع على هذه الصفحات، وقيل في الجلسة المتوترة التي عقدت في مكتب نائب رئيس الأركان الأسبوع الماضي مع مندوبي طياري سلاح الجو في الاحتياط. بقيادة قائد سلاح الجو ورئيس الأركان الأسبق دان حلوتس، نظموا انفسهم كي يوقعوا على الكتاب الذي اثار العاصفة. وحاول الفريق ايال زمير اقناع طواقم سلاح الجو ممن هم من رجال خدمة الاحتياط الفاعلة، سحب الكتاب والاكتفاء كل باحتجاجه الشخصي، بلباسه المدني وبمعتقداته – وليس كرجل احتياط يظهر باسمه وبرتبته في توقيعه على نص نقدي جدا على الحرب، أسبابها ودوافعها. 

ظاهرا، كانت لرئيس الأركان مبررات ثقيلة الوزن، إضافة الى الادعاء بان العملية لا تعرض المخطوفين للخطر. اول هذه الادعاءات هو أن هذه عملية كان هو من بادر اليها وقادها وان أحدا من فوق، بمعنى من المستوى السياسي، لم يكن مصدر الأوامر للقوات للانطلاق على الدرب. وذكر زمير ان حلوتس بالذات كان ضد الرفض. اما حلوتس فقال ان الكتاب لم يذكر الرفض على الاطلاق. تعليل هام آخر كان أنه “يوجد للعملية هدف واحد: دفع حماس الى الصفقة”. أي نقيض الشبهات ضد نتنياهو بانه ضد الصفقة وانه لا يريد الا الحرب. هنا كان رئيس الأركان بنفسه والناطقون بلسانه يدعون بان هذه خطوة هي كلها من أجل إعادة كل المخطوفين الى الديار. هذه بالطبع تعليلات ثقيلة الوزن لكن فقط اذا كان لها أساس. فقد فشل زمير في محاولات الاقناع وخرجت العريضة التي رد عليها رئيس الأركان بحدة بفصلهما الموقعين عن خدمة الاحتياط مما أدى فقط الى اشعال مزيد من العرائض التي قد تصبح بحرا واسعا ما أن تتعاظم موجاته وفصل من وقع على العرائض قد يضر بقدرات الجيش مما سيحشر زمير في زاوية حرجة أكثر فأكثر. 

لكن هذا الجدال طمس السؤال الأهم: لماذا دخل الجيش الإسرائيلي مرة أخرى الى غزة؟ وكيف تنسجم هذه الخطوة مع دروس ا لحرب التي كانت حتى الان. وهل هي تخدم انهاء الحرب بشكل يفيد إسرائيل ام ربما تبعد هذا اليوم الذي سيكون بداية كل التطورات في الشرق الأوسط في السنوات وربما العقود القادمة.

ويوجد موضوع آخر يتعلق بمكان بعيد عن غزة لكن مصيره يرتبط جدا بما سيحصل هنا وما سيحصل للمخطوفين: التخطي الإسرائيلي للهجوم على منشآت النووي الإيرانية. وقالت مصادر في محيط نتنياهو انه كان يريد أن يتحدث مع ترامب عن الجمارك لكن ترامب قال انه يريد أن يتحدث معه ليس هاتفيا، ونتنياهو بعفويته لم يفوت الفرصة للقاء الرئيس الأمريكي فانطلق على الدرب. 

مهما يكن من أمر فان لقاء الخازوق لنتنياهو في البيت الأبيض ودخول الولايات المتحدة الى حوار مع ايران يؤجل لعدة اشهر على الاقل كل فكرة هجوم إسرائيلي في ايران قد يؤدي بنتنياهو الى أن يأمر بتعميق العملية في غزة.  نتنياهو، حسب هذا التحليل بقي بدون هجوم في ايران وبدون اتفاق سلام مع السعودية. وهذا يتركه فقط مع احتلال غزة وابادة حماس “وليذهب المخطوفون الى الجحيم” كما يقول احد المصادر ويشرح أيضا بان “الجيش يعمل حسب ساعة الحرب”. فاذا ما الغيت له المخططات لإيران فانه سيرغب في خطوة اشد في غزة”. 

وفي كل ما يتعلق بالمعركة في غزة حسب مصادر رفيعة المستوى في الجيش والاستخبارات فانها لا تتضمن أهدافا واضحة وقابلة للتحقيق، تعرض للخطر بشكل حاد المخطوفين وتخلد فقط الأسباب التي لاجلها تواصلت الحرب منذ سنة ونصف. 

أمران يتحكمان بالعمليات التي يخوضها الجيش في غزة وهما “مجال ناري محمي” و “أسرى ومفقودين”. ويعمل الجيش في هجماته في إيقاع مع هذين الامرين بحيث يتجنب إيقاع إصابات محتملة غير مرغوب فيها، حيث تشتعل على الفور أضواء التحذير لوقف العملية. لكن وهذه لكن كبيرة يوجد لهذا الحرص حدود هامة تتعلق أيضا بمدى ودقة المعلومات الاستخبارية، وينبغي أن نتذكر بان الحديث يدور عن مخطوفين كثيرين وفي أماكن كثيرة. حيث كان غير قليل من الفراغات في المعلومات وفي انعدام اليقين. وتقول هذه المحافل انه “هكذا هو الحال عندما تحاول تحقيق هدفين متعارضين: ان تنقذ حياة أناس من نوع ما وتنهي حياة أناس من نوع آخر. وما كان لاحد أن يقول ابدا ما   قاله رئيس الأركان وكأن عملا عسكريا بقوة متزايدة في غزة لا تعرض المخطوفين للخطر على الاطلاق. يمكن أن نفهم أن وزير الدفاع يقول هذا لارضاء مسؤوليه. أما ان يقول رئيس الأركان مثل هذا الامر بل ويجر اللواء نيتسان الون الى هذه المغامرة الخطيرة وهو يعرف أنها غير صحيحة”. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى