ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: ليس عقلانيا وبالتالي رهيب

يديعوت احرونوت – سيفر بلوتسكر – 17/4/2025 ليس عقلانيا وبالتالي رهيب

جائزة نوبل في الاقتصاد ستعطى هذه السنة لمن ينجح في أن يحل لغز منظومة الجمارك على الاستيراد لامريكا التي فرضها، الغاها، فرضها من جديد، الغاها من جديد، ارخاها، شددها وعقدها حتى التعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وسائل اعلام اقتصادية رائدة حاولت تنفيذ المهمة وفشلت؛ الخفة والارتجال من جانب ترامب شوشهم هم أيضا. فما بالك ان كل اعلان لترامب في الصباح يترافق وتفسير مناقض على لسان كبار  رجالات ادارته في الظهيرة؛ اذهب لتعرف ما هو الصحيح لدى رئيس دولة غير عقلاني بهذا القدر. 

في ضوء لعبة الظلال هذه واضح أن وعد رئيس الوزراء نتنياهو لترامب في المؤتمر الصحفي “المشترك” (هو لم يكن مشترك: فترامب تحدث وهدد كل الوقت) في البيت الأبيض لم يعد ضروريا. فإسرائيل لم تعد تحتاج لتصفير الفائض في تجارتها الخارجية مع الولايات المتحدة والذي يصل الى 9 مليار دولار في السنة، كي تحظى بتخفيض معدل الجمارك على الإنتاج الإسرائيلي الذي يصدر الى الولايات المتحدة الى 10 في المئة وتأجيل فرضها لاشهر عديدة أخرى. فقد غير ترامب كما هو معروف رأيه في مسألة الجمارك من يوم الى يوم ومنح هذه التسهيلات بعموم الاستيراد الأمريكي من كل العالم باستثناء الصين. وحتى بالنسبة للصين أيضا تتبين مباديء ترامب مرنة، هشة وعرضة لتتغيير مفاجيء.

التقلبات عديمة التفسير لترامب تحدث انعدام اليقين الاقتصادي العالمي الذي يصدم ويجنن الأسواق المالية. وبالاساس تكبح الاستثمارات الإنتاجية الكبرى بعشرات ومئات مليارات الدولارات. هي بحاجة الى قدر معقول من اليقين وقرارات حكومية تتخذ بطريقة منطقية وثابتة وليس بالجهل والقفز. ان انعدام العقلانية هي مصدر الخوف المتزايد من ركود يبدأ بالولايات المتحدة وينتشر على طريقة الأوبئة الى باقي عناصر الاقتصاد العالمي. ولا تقلقوا هو سيصل الينا أيضا. 

يبدو أحيانا وكأن ترامب قرأ بعمق كتاب البروفيسور دان ارئيلي عن انعدام العقلانية (“ليس عقلانيا لكن ليس رهيبا”) ويتصرف بموجبه. غير أن ترامب لا يقرأ الكتب والبروفيسور ارئيلي يتناول في كتبه انعدام العقلانية في الشؤون اليومية وليس للقرارات المصيرية التي تؤثر على حياة الملايين ومئات الملايين. أما الرئيس ترامب، بالمقابل، فيبدي عدم منطق وعدم ثبات – الى جانب ثقة مبالغ فيها بالنفس وجهل في الحقائق يثير الدوار –  بالذات في قرارات على مستوى رئاسي بقوة عظمى. لا توجد قطرة عقلانية في المطالب التي طرحها ترامب على أوكرانيا التي تقاتل ببطولة وبانعدام قوى ضد المعتدي الروسي. عبثا نبحث عن منطق في نهجه تجاه المشروع النووي الإيراني؛ هو ضد لكن في واقع الامر مع أو العكس. يكتفي باطلاق التهديدات العظمى التي لا تخيف أحدا في الحرس الثوري في طهران. التهديدات إياها من الفم الى الخارج هي أيضا لم تحرك ساكنا لدى حماس عن مواقفها. الوساطة انتقلت من أمريكيين عاجزين الى مصريين حازمين. 

الحقيقة هي أنه كان لترامب ومبعوثيه تأثير عملي طفيف على الصفقة الأخيرة لتحرير المخطوفين. 98 في المئة منها اتفق عليها وتمت في عهد رئاسة جو بايدن بفضل جهود الوساطة من وزير الخارجية في حينه انطوني بلينكن. منذ دخول ترامب الى البيت الأبيض لم يتحرر مخطوف إضافي واحد. ومع ذلك ترامب يتباهى بقدراته الرائعة على إتمام صفقة مخطوفين.  فقط أنا يمكنني أن افعل هذا، يتبجح، بدون سندات: في هذه الاثناء الحروب في غزة وفي أوكرانيا تفاقمت في ثلاثة أشهر ولايته. في رأس قوة عظمى مستقبل الحضارة متعلق بها يقف الان رئيس غير متوقع، متبجح، لا يهمه الا نفسه، يتذبذب بلا انقطاع، عديم المعرفة والعلم لكن واثق بلا حدود بنفسه وبعظمته. هو جد غير عقلاني وهذا بالفعل رهيب. رهيب جدا. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى