ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: ليس ضغطا عسكريا فقط

يديعوت احرونوت 25/9/2024، غيورا آيلند: ليس ضغطا عسكريا فقط

منذ أسبوع والجيش الإسرائيلي ينجح في ضرب حزب الله بشكل مبهر للغاية. معقول أن يكون نصرالله يأسف اليوم على قراره المتسرع بفتح الجبهة الثانية ضد إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023. معقول أكثر ان يكون نصرالله تواقا اليوم لان تتحقق صفقة في غزة، صفقة تؤدي الى وقف نار في الجنوب وتعطيه مخرجا مشرفا لانهاء الحرب. 

لو كانت المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله تجري في ميدان معركة صحراوي بعيد فلا شك أنه سيكون ممكنا وصف المعركة كانتصار كبير لنا، غير أن الوضع اكثر تعقيدا. فمع التصعيد الناشيء ستزداد أيضا الإصابة في الجهة الداخلية الإسرائيلية. ويثور الان السؤال ماذا ينبغي لإسرائيل أن تفضله بين الامكانيتين: ان تواصل القتال كي تصفي مزيدا فمزيدا من قدرات حزب الله، قدرات بناها بعناية على مدى 18 سنة، ام تستغل الزخم العسكري والارباك في الجانب الاخر كي تحاول خلق وضع سياسي وامني جديد. 

من المجدي ان نفهم الاختلاف الكبير بين غزة ولبنان. كل اللاعبين الهامين في الساحة الدولية، من فرنسا، الولايات المتحدة والسعودية من جهة، وحتى ايران وروسيا من جهة أخرى، لا يريدون شيئين: ان تدمر دولة لبنان، وان تتحول المواجهة في لبنان الى حرب إقليمية. 

القاسم المشترك هذا هو تفوق كبير لإسرائيل. ليس واضحا لماذا يتناكف نتنياهو مع رئيس فرنسا ومع زعماء آخرين. فمعظم زعماء العالم، بمن فيهم بوتين، وضمنا حتى رئيس ايران، يدعون الى وقف الحرب في لبنان، وعمليا الى الفصل بين غزة وبين الساحة الشمالية. وإسرائيل يمكنها ان تقول ببساطة: إسرائيل سيسرها انهاء الحرب في الشمال اذا ما نشأت بالفعل شروطا وتوافقات على نظام جديد في الحدود بين إسرائيل ولبنان. 

بقدر ما يتعلق الامر بإسرائيل، ورغم الاغراء الذي في مواصلة ضرب حزب الله من الأفضل لنا أن نوافق على انهاء الحرب في هذه الجبهة اذا ما اقترحت القوى العظمى تسوية تبعد حزب الله عن الحدود. 

توجد لهذا أربعة أسباب. أولا، سيكون ممكنا محاولة ترميم الشمال قبل أن تصبح هذه مهمة متعذرة. ثانيا، ستكون هذه فرصة لترميم المكانة الدولية لإسرائيل، بما في ذلك إزالة حظر جزئي أو كامل للسلاح من جانب دول كثيرة. ثالثا، مرغوب فيه في هذه المرحلة الامتناع عن خطر مواجهة مباشرة مع ايران. رابعا، اقدر بانه ستبدأ صحوة في الغرب بالنسبة للضرر الذي تلحقه ايران بالمنطقة. لا يدور الحديث عن التهديد على إسرائيل (هذا ليس هاما جدا للاخرين) ولا حتى عن البرنامج النووي. يدور الحديث عن خليط فتاك لاستقرار المنطقة كنتيجة لعنصرين في السياسة الإيرانية. الأول هو تدمير الدول من الداخل وذلك من خلال وجود الميليشيات، التي مثل السرطان تفكك جوهر وجود الدول القومية. لقد نجح ايران حتى الان في لبنان وفي اليمن ونجحت جزئيا في العراق وفي سوريا، لكن الشهية الإيرانية بقيت كبيرة. الدول التالية في التابور هي السودان، الأردن والبحرين، وبعدها السعودية. العنصر الثاني من السياسة الإيرانية هو منح سلاح متطور لتلك الميليشيات. لا يدور الحديث إذن عن “منظمات إرهاب” مع كوفية وكلاشينكوف، بل عن جيوش مع قدرات دولة زائد. فلكم دولة في العالم توجد صواريخ حتى مدى 2000 كيلو متر مثل الحوثيين؟ لكم دولة في العالم توجد ترسانة سلاح مثل حزب الله؟ الغرب يبدأ في الفهم بان لا يدور الحديث فقط عن إسرائيل بل عن استقرار المنطقة كلها، وكفيل بان يطرح مطالب (اقتصادية أساسا) متشددة تجاه ايران. من الأفضل إن الارتباط بهذا النهج الدولي بدلا من الاصطدام به.

بكلمات أخرى، سيكون ممكنا المطالبة بتفكيك حزب الله من خلال ضغط دولي على ايران وعلى لبنان في ظل التلويح بالقدرة العسكرية الإسرائيلية المبهرة مثلما تثبت هذه الأيام.

ويوجد سبب آخر لهذا التفضيل. لأول مرة نشأ وضع تكون فيه لإيران مصلحة واضحة للضغط على حماس للوصول الى صفقة، إذ ان الامر كفيل بان ينقذ شرف نصرالله. مشكوك أن تكون ايران (او أي جهة أخرى) قادرة على ان تؤثر على السنوار الحي او الميت، لكن يحتمل أن تكون توجد فرصة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى