يديعوت احرونوت: لنغلق ساحة الجنوب: الأسباب لانهاء الحرب في غزة
يديعوت احرونوت 22/10/2024، غيورا آيلند: لنغلق ساحة الجنوب: الأسباب لانهاء الحرب في غزة
لاصحاب القرار في الدولة ينبغي أن يكون واضحا الان تماما بانه من الصواب التطلع الى صفقة لاعادة سريعة لكل المخطوفين – مقابل انهاء الحرب. صحيح، قد يكون ممكنا محاولة تحسين شروط الصفقة، واساسا بالنسبة لعدد المخربين الذين ينبغي تحريرهم مقابل كل مخطوف حي، لكن لا ينبغي العناد على الترهات، واساسا ليس على “فيلادلفيا”.
فضلا عن الحاجة الماسة لإنقاذ المخطوفين في الفرصة الأخيرة التي لا تزال قائمة، توجد على الأقل أربعة أسباب أخرى لماذا هي صائبة هذه الخطوة.
أولا، مصابونا. قبل 13 شهرا كان الجمهور الإسرائيلي كله يبكي على مدى أيام على كل جندي قتيل. يبدو أننا فقدنا هذا. قلبنا اصبح غليظا لموت الجنود، من افضل أبنائنا. أما على الإصابات الشديدة فتوقفنا تماما عن التأثر. لكن الحديث يدور عن شبان يفقدون أطرافا أو بصرا وعالمهم يخرب.
ثانيا، العبء المجنون على الجنود، أولئك الذين في الخدمة النظامية، لكن أساسا رجال الاحتياط الذين وضعهم العائلي والاقتصادي معقد في حالات كثيرة. العبء على المقاتلين سيبقى عاليا في كل حال، لكن مرغوب فيه التخفيف منه قدر الإمكان.
ثالثا، العبء الاقتصادي، كل يوم قتال يكلف نحو نصف مليار شيكل! صحيح، الجهد الأساس هو الان في لبنان، لكن كل شيكل نبذره اليوم سينقصنا جدا غدا.
سبب رابع: كل العالم وزوجته يتوقون لانهاء الحرب في غزة. يوجد تفهم اكبر في العالم لماذا تقاتل إسرائيل في لبنان، وحتى مباشرة حيال ايران، لكن أحدا لا يفهم ما الذي نريد أن نحققه اكثر في غزة.
اذا واصلنا القتال في غزة بنصف سنة أخرى، او سنة، فان الامر لن يغير الواقع هناك. أمران فقط سيحصلان: كل المخطوفين سيموتون وسيقتل مزيد من الجنود. الواقع في القطاع لن يتغير لانه طالما دخلت الى هناك مؤن بكميات كبيرة، طالما توزع هذه حماس على السكان وطالما تفري حماس من هذا العمل وبمعونة الأرباح تجند المزيد من المقاتلين – دوما سيبقى لها مئات المخربين الذين سيواصلون القتال حتى لو لم تكن لهم سلسلة قيادة ناجعة.
في الاتفاق مع حماس يجب المطالبة فقط بإعادة المخطوفين. لكن حيال باقي اللاعبين، مع التشديد على الولايات المتحدة، مصر وقطر يجب الإصرار على امر إضافي: إسرائيل ستسمح باعمار غزة فقط اذا ما تجريدها من السلاح بالتوازي مع المشروع. غزة مدمرة تماما. حماس لا يمكنها ان تبني قوتها من جديد اذا لم يجرِ هناك مشروع ضخم من إعادة البناء، وهذا لن نسمح به دون آلية تدمر بمنهاجية ما تبقى من البنى التحتية العسكرية.
اقدر بانه يحتمل ان تكون صحوة لسكان غزة لدرجة التمرد على حماس، لكن هذا لن يحصل طالما تواصلت الحرب وطالما بقيت قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع. التمرد كفيل بان يحصل عندما يفهم السكان بانه بسبب حماس يمنع اعمار القطاع.
حرب غايتها إزالة التهديد هي حيوية بل وتبرر الاثمان الباهظة التي تنطوي عليها. ليس هذا هو الوضع في غزة. التهديد الحقيقي ازيل. وإعادة المخطوفين لا يمكن تأجيلها، واذا ما تصرفنا على نحو صائب فلن تتمكن حماس من بناء قوتها. وعليه فينبغي التطلع الى انهاء الحرب في غزة. توجد لنا سبع ساحات مفتوحة أخرى (بما فيها حدود الأردن). حان الوقت لان نحاول انهاء الحرب في كل مكان يكون فيه الثمن أعلى من المنفعة.
لشدة الأسف، حكومة إسرائيل لا تعمل حسب هذا المنطق، ولا حتى تعتزم البحث في مضمون القرار بين بديلين: استمرار الحرب في غزة حتى “النصر النهائي”، او الاستعداد لانهاء الحرب في غزة مقابل كل المخطوفين.