يديعوت احرونوت: لنرفع الستار عن المفاوضات
يديعوت احرونوت 19/8/2024، آفي كالو: لنرفع الستار عن المفاوضات
قمة “الفرصة الأخيرة” في الدوحة للدفع قدما بالمفاوضات على إعادة مخطوفينا انتهت، كما كان متوقعا، بهمس مشوب بتفاؤل حذر من إدارة بايدن – هاريس، التي تزن نتائج المفاوضات، إيجابا ولا سمح الله سلبا، في حملة الانتخابات المكثفة للرئاسة.
ان وصف اللقاء في الدوحة كـ “الفرصة الأخيرة” قد يكون يستهدف جانب آخر من الضغط على أصحاب القرار على جانبي المتراس لتحقيق الصفقة. لكن واضح ان حتى هذا لم يترك اثرا شديدا عليهم في شرق أوسط بشع ويقطر دما.
عظيم القتلة السنوار، الآخذ بالانعزال في قيادة حماس في ضوء موجة التصفيات في القيادة العسكرية والسياسية من غير المتوقع أن يتنازل عن المواقف الأساس للمنظمة، ويرى أهمية في ترك أثره على الصراع ضد إسرائيل حتى بعد رحيله؛ بينما بالمقابل يواصل نتنياهو تحميل “عنزات” على المسيرة لم يكن يشملها منحى بايدن (مثل قائمة المخطوفين ناهيك عن انه ليس واضحا اذا كان بوسع حماس أن تقدمها، مثلما أكدت محافل امن مصرية؛ محور نتساريم وغيره). كل هذا بشكل لا يسمح، باختبار النتيجة للوصول في هذه المرحلة الى توافقات – بينما عنصر الزمن يلاحقنا جميعنا بهلع: مخطوفونا يذوونا في الاسر.
ان رفع الستار في العالم التجاري يشبه المجال الذي تنفد فيه كل السبل، تجاريا وعائليا على حد سواء – النقطة التي يكون فيها أصحاب السيطرة ومدراء الشركة ان يتحملوا المسؤولية الشخصية امام المساهمين عندما تصل الشركة مثلا الى الإفلاس. بهذه المفاهيم يخيل أن مسيرة المفاوضات هي الأخرى بحاجة الى رفع الستار. لا تلميحا ولا غمزا، لا في قول عام عن رفض نتنياهو التقدم في المسيرة لاعتبارات البقاء السياسي والشخصي.
ان الضعف البنيوي لحماس في هذا الوقت يوسع مجال مرونة ذوي الشأن حول “الخروج” ورفع الستار عن المسيرة. هذا حيوي في ضوء الوضعية المتواصلة والعوائق المتراكمة. ان رفع الستار يمكنه أن يقام على ثلاثة أعمدة مركزية: الأول مبادرة من الإدارة الامريكية تلقي مسؤولية علنية على الطرفين عن عدم التقدم مع التركيز على المسؤولية الشخصية لنتنياهو عن الجمود وتمييزه عن جهاز الامن الذي يؤيد، باسناد من وزير الدفاع غالنت، التقدم الى الصفقة.
الثاني، مثلما ألمحت دوائر في واشنطن مبادرة الوسطاء بقيادة الولايات المتحدة لتحديث ما في منحى بايدن في ضوء التطورات في المفاوضات وتقويم الوضع بالنسبة للمخطوفين؛ والثالث فكرة ما قاله رئيس الأركان قبل نحو شهرين، ومرة أخرى بالتشاور مع وزير الدفاع، بان بوسع الجيش الإسرائيلي مواجهة التحديات في حالة تنفيذ المنحى لتحرير المخطوفين، في ظل ربط الأمور بالقاسم المشترك الاوسع الذي يتناول اهداف الحرب والتي يفهم منها بانه لا يوجد نصر بلا إعادة المخطوفين، وهم على قيد الحياة. وبالنسبة لقادة الأجهزة السرية فهؤلاء مرؤوسون بحكم القانون من رئيس الوزراء. وعليه فان مجال مرونتهم للحديث في هذه المواضيع اضيق من مجال رئيس الأركان، الذي الى جانبه توجد أيضا الواجبات بصفته قائد الجنود المخطوفين لضمان عودتهم. فضلا عن ذلك من المتوقع من الجيش، مثلما تصرف أيضا في حالات سابقة مثل صفقات شهداء هار دوف (2004) وشاليط (2011) لمواصلة تحدي المستوى السياسي حتى بثمن احتكاك متواصل ومستمر، في الطريق الى تحقيق الصفقة. هذا واجبه ولا بديل عنه.
وفي نظرة مقارنة الى ما وراء البحر: في ختام عهد ترامب في البيت الأبيض في كانون الثاني 2020، كان رئيس الأركان، الجنرال مارك ميلي هو الذي توجه بشكل شاذ وتاريخي الى الكونغرس والى الجمهور الأمريكي من فوق رأس الرئيس الغاضب وحذر من نواياه للهجوم على ايران استنادا الى الاطار الدستوري الذي يستوجب إقرار الكونغرس للإعلان عن حرب. وجه الشبه مع أيامنا واضح، السياق مخيف بقدر لا يقل – حان الوقت لرفع الستار عن مسيرة المفاوضات وعن المعيقات لاعادة بناتنا وابنائنا، رجال، نساء وأطفال – الى حدودهم. وخير ساعة مبكرة اكثر.