ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: لنحافظ على أنفسنا

يديعوت احرونوت 22/8/2024، عميحالي اتالي: لنحافظ على أنفسنا

يشهد الله كم أني راغب في نزول نتنياهو عن الساحة العامة. مرة في اليوم تقريبا اخرج عن طوري من افعاله ولي معه أيضا حساب شخصي: فقد روج لصراع بلا هوادة ضد الإرهاب، كتب وتحدث عن ان كل انزال رأس امام الإسلام الاجرامي سيزيد فقط من قوته، خطب عن هذا بشغف في بيت اهلي حين كنا نجلس الحداد على اخي – وعندها اطلق سراح قاتليه من السجن. منذ سنين وهو يدهور إسرائيل في جملة ساحات فيما ان اللازمة المتكررة هي الفجوة الهائلة التي بين التصريحات العالية والأداء الهزيل. من جهته ومن جهة الأشخاص الذين يصر على ان يحيط نفسه بهم. لست قادرا على ان احتمل افعاله. فقد حطم قلبي وعظم صدمتي العائلية – ورغم كل هذا لم أكرهه ابدا. 

انا الى هذا الحد لا اكره نتنياهو لدرجة اني في سيناريو خيالي يقودنا فيه الى المكان الصحيح لنا حقا – أهلا وسهلا، فليديره. الامر الأهم في حياتنا هو دولة إسرائيل، انتصارها وتثبيت مستقبلها، واذا كان من كل سكان الكرة الأرضية هو بالذات القادر على أن يفعل هذا بدون عراقيل وتأخيرات، بدون ان يسوق لنا قصصا لا تنتهي ومخلوقات منقطعة عن الواقع الحقيقي – فليكن، المهم ان يكون خير. لكن لا يوجد مثل هذا السيناريو. هو اسير كبير جدا لنفسه، لمخاوفه، لتردداته ولائتلافه المستحيل الذي بناه حوله، بعد أن غش على مدى السنين كل شريك سياسي محتمل آخر. 

ولا يزال، ينتشر مؤخرا المزيد فالمزيد من الأشخاص والمنظمات الذين يلصقون به لقب “الطاغية” او “عدو الشعب” وهذا سيء جدا على مستويين: قيمي – جوهري وسياسي. في الجوهر، نتنياهو ليس طاغية، وهذا التعبير لا يقل بأي شكل عن وصف “خائن” تجاه رابين. الطاغية هو من يريد الشر لك وهدفه هو أن يضرك. نتنياهو لا يريد الشر لي، ولا الشر لدولة إسرائيل ولا الشر للمخطوفين وعائلاتهم. هو ببساطة لا يعرف كيف يتصرف ولا يعرف كيف يتغلب على اخفاقاته الداخلية. يتعين عليه أن يخرج من حياتنا بشكل مرتب وديمقراطي، بأسرع وقت ممكن. واذا ما حطمنا الاواني، اذا ما وصلنا الى عنف سياسي فستتحطم أيضا القيم الأساس لكل شخص ذي عقل وتتحطم معها الدولة أيضا.

اكثر من كل شيء لا يعرف نتنياهو كي يتغلب على الإرادة الاعمق لديه: البقاء السياسي الى ابد الآبدين. لاجل أن يصل الى هناك هو قادر على أن يحرر مئات القتلة في صفقة شاليطـ، إذ ان هذا ما خدمه في تلك اللحظة، على الرغم من أنه كان واضحا له بان هذه كارثة استراتيجية. والان هو قادر من جهة على أن يقرع طبول النصر المطلق، وفي نفس الوقت ان يتلبث لاشهر طويلة مع دفع المناورة في القطاع. 

فلماذا مثلا لا يلقي بكل ثقل وزنه على مسألة المساعدة الإنسانية في القطاع؟ لماذا أيضا بعد سنة من الحرب المجنونة تواصل حماس تتلقى كل يوم مئات شاحنات من المؤن الطازجة، مباشرة منا؟ لان كل طاقة نتنياهو منصبة على إدارة بقائه والتي تتركز الان في الحاجة لارضاء اسحق غولدكنوف، ايتمار بن غفير وجو بايدن. عمليا، كل حياتنا في الوقت الحالي تخضع لهذه الحاجة في إدارة هذا البقاء. لكن، وهنا تأتي المسألة السياسية – نتنياهو لا يزال يحقق في الاستطلاعات اعدادا غير مفهومة بالنسبة لادائه. يوجد مئات الاف الإسرائيليين الذين بعد كل ما حصل في عهده لا يزال يرون فيه الخيار المفضل. واذا كنا سندقق: الخيار الأقل سوء. لماذا؟ لان الجمهور يفهم بان ما هو مطلوب في هذه اللحظة هو الحزم تجاه العدو، التصميم الأمني، المبادرة والهجوم. هذا معطى عرضي في كل استطلاع محتمل. وفي هذه اللحظة، وبقدر ما يبدو هذا مضحكا، من ناحية الكثير من الإسرائيليين فان نتنياهو هو من يوفر كل هذه اكثر من كل البدائل المطروحة على الطاولة. البدائل مزودة ربما بمجموعة قيم سامية اكثر، ولكن في نظر الجمهور ستجلب لنا نتائج امنية أسوأ. وعليه فانه أن نشتم نتنياهو بقوة، وبعدها بقوة اكبر، وبعدها بقوة اكبر منها، فان هذا لن يأخذ من يريد ان يستبدله الى أي مكان. هذا من شأنه فقط أن يعزز لدى رجال المعسكر الوطني التفكير بانه توجد مؤامرة يسارية لان يجلب علينا مدير أسوأ بكثير في جعبته دولة فلسطينية. 

معظم الجمهور ليس غبيا. صراخات “طاغية” لن تأخذنا الى أي مكان. المطلوب هو بديل حقيقي. لا دمية ولا مستعرض. مطلوب شخص يفهم جيدا الوض غير البسيط لإسرائيل ويمكنه أن يحصي بصوت عال تحدياتها الكثيرة، تكون له قدرات إدارية فائقة وقلبه في المكان السليم، يفهم ان في هذه اللحظة مطلوب مبادرة، حدة، دهاء وحزم ضد العدو، وابداعية حيال أصدقائنا في العالم في ظل التدقيق الحريص لعدم قطع الحبل. مطلوب زعيم يعرف كيف يجند اجماعا صهيونيا واسعا لمعالجة جملة مسائل داخلية حادة. 

حين يأتي شخص كهذا، سيشخصه الجمهور وبسرعة شديدة سيبعث بنتنياهو الى المكان المناسب له: الى التقاعد، في البيت، بعيدا جدا عن خيوط إدارة دولة إسرائيل في لحظاتها الحرجة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى