ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: لم يعد نصر الله محصنا من ناحية إسرائيل وهناك ما يدعوه للخوف

يديعوت احرونوت 29/7/2024، سمدار بيري: لم يعد نصر الله محصنا من ناحية إسرائيل وهناك ما يدعوه للخوف

في واقع آخر، في ظروف اكثر منطقية، كان حزب الله سيسارع الى اخذ المسؤولية عن اطلاق الصاروخ الذي سقط في الملعب في مجدل شمس، قتل 12 طفلا وطفلة وتسبب باصابات غير بسيطة لنحو 30 آخرين، كلهم بلا استثناء مدنيون. لكن ناطقون بلسان حزب الله يصرون على نفي دور المنظمة، والمسؤول عن العلاقات الاعلامية في حزب الله، محمد عفيف، يتهم إسرائيل وكأن هذا صاروخ للقبة الحديدية.

ان السلوك الحالي لزعيم حزب الله حسن نصرالله يشهد على شخص يخاف على حياته. هذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يكون فيها نصرالله في ضغط، يخشى من اغتيال مفاجيء. المرة الأولى كانت في 3 حزيران، بعد ان قصفت طائرات سلاح الجو في العمق اللبناني. في حينه أيضا صدر البيان الصاخب لرئيس الموساد السابق يوسي كوهن والذي جاء فيه ان “إسرائيل تعرف بالضبط اين يوجد نصرالله، ويمكن انزاله في كل لحظة”. كما سمح كوهن بان نفهم بان الحديث لا يدور عن مصاعب تنفيذية للموساد، بل عن قرار سياسي. وأوضح بانه “اذا ما صدر امر التصفية من الكابنت الأمني او من مجموعة وزراء ضيقة، فلن تكون للموساد مشكلة في تصفية نصرالله. في ضاحية بيروت أيضا سمعوا، وتحفزوا. نصرالله سارع لان يترجم الاقوال الى تهديد حقيقي وأمر، كما افيد باتخاذ إجراءات الحذر. 

هذه المرة، في حزب الله يتابعون كل كلمة تصدر عن نتنياهو، غالنت ورؤساء الموساد الذين يعرفون جيدا المنظمة والأرض اللبنانية. في حزب الله يقدرون بان القرار في شكل الرد الإسرائيلي “الذي سيكون قويا”، اتخذ لدى رئيس الوزراء منذ كان في واشنطن – وتبلور ونزل الى تفاصيل التفاصيل بالتوازي مع لقاء الكابنت. غير ان هذه المرة، حسب الشهادات، يجري حزب الله مشاورات عن بعد. قادته الكبار اختفوا خوفا من ضربة من جهة غير مرتقبة.

نصرالله هو الأمين العام الثالث لحزبه. الأول، صبحي طفيلي، انتخب في 1989 وترك بسبب النزاعات. بعده انتخب عباس موسوي، الذي صفته إسرائيل في شباط 1992. منذئذ، مرت 32 سنة، رقم قياسي عالمي، يتولى نصرالله المنصب كأمين عام كاريزماتي وذكي جدا – حتى في نظر خبراء إسرائيليين. مكانته قوية ليس فقط في لبنان بل وأيضا في مكتب الحاكم علي خامينئي في طهران والحرس الثوري. مؤخرا اصبح نموذج للاقتداء أيضا لدى زعيم الحوثيين في اليمن، عبدالمالك الحوثي الذي علق صوره في شوارع مدينة صنعاء العاصمة. في لحظات قليلة كان هناك في قيادة حزب الله من اعتقدوا وجوب القاء المسؤولية عن الصاروخ على مجدل شمس على الحوثيين في اليمن. اما أمس فقد كان أيضا من ذكر نصرالله بخبث بان الحصانة لا تدوم وان لكل زعيم يوجد موعد نفاد. المرة تلو الأخرى يصعد اسم هاشم صفي الدين الذي هو ليس فقط ابن عم نصرالله بل وأيضا صهر الزعيم المحبوب لفيلق القدس في ايران الذي صفاه الامريكيون، قاسم سليماني. حتى لو اختفيت، كما يطلقون لذعتهم نحو نصرالله، فان حزب الله لن يضيع. اذا لم تكن أنت، فسيأتي زعيم آخر في مكانك.

ايران هي الأخرى لا تدقق في كرامة نصرالله. فالحاكم خامينئي ورؤساء الحرس الثوري وان كانوا يتحدثون عن تأييد غير متحفظ لحزب الله ويحذرون إسرائيل من الرد “غير المتوقع”، لكن نصرالله نفسه يدحر الى هوامش التصريحات. من الجهة الأخرى تتخلى إسرائيل عن المفهوم الذي يقول ان عدوا معروفا على مدى عشرات السنين أسهل على المواجهة. اضيفوا الى هذا صمت رئيس اركان الجيش اللبناني، جوزيف عون، والقيادة السياسية التي لا تسارع الى تغليف نصرالله – فستحصلون على سبب وجيه لخوف حقيقي من جهته. لكنه يعرف كيف يتغلب، وحتى بعد أن الحقت المنظمة خسائر هائلة ببلدات الشمال وادت الى اخلاء المواطنين، توجد لديها القوة والصبر للمواصلة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى