يديعوت احرونوت: لمنع العملية التالية: تحييد القنبلة الاستراتيجية في الضفة
يديعوت احرونوت 29-8-2024، يوسي يهوشع: لمنع العملية التالية، تحييد القنبلة الاستراتيجية في الضفة
الحملة التي انطلق اليها الجيش الإسرائيلي أمس بصخب كبير ترافقت واوصاف متفجرة، مثل “الحملة الاوسع منذ السور الواقي” وحتى “حملة غير مسبوقة”. اما الواقع فأقل حماسة، لكنه لا يقل أهمية: من حيث حجم القوات، فان حملة “بيت وحديقة” في جنين قبل سنة كانت أكبر. الاختلاف الان ينبع من اعمال الجيش الإسرائيلي في ثلاث جبهات في آن واحد – طولكرم، جنين وشمال غور الأردن – لاجل تحييد القنبلة الاستراتيجية التي تتكتك في يهودا والسامرة.
هذه المناطق ليس مجرد تعتمل بالإرهاب – بل هي تجتاز مسيرة متسارعة من الغزية، بما في ذلك طوفان في العبوات الناسفة ذات المواصفات المعيارية، توجيه مهني من ايران والكثير جدا من الجسارة. غني عن الإشارة الى أن مثل هذه الحملة ما كان يمكن أن تنطلق على الدرب قبل 7 أكتوبر: المستوى السياسي وجهاز الامن لم يرغبا في المخاطرة بنار صواريخ من غزة.
من ناحية ما يجري في الميدان، في هذه اللحظة طاقمان قتاليان لوائيان ولكن مقلصين جدا مقارنة مع تلك العاملة في غزة، يعملان في طولكرم تحت قيادة قائد لواء كفير، العقيد ينيف باروت، وفي جنين تحت قيادة العقيد أيوب كيوف، قائد لواء منشه. في غور الأردن تستخدم قوة مقلصة اكثر بقيادة قائد لواء الغور، العقيد أفيف أمير. وسبب ذلك هو ان معظم الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي توجد في غزة او في حدود الشمال وعليه فان التحدي اكبر، لكن هذا هو وجه الأمور منذ 7 أكتوبر وعليه فان جبهة الضفة هي الجمرات المشتعلة التي ينبغي الحرص على الا تشتعل اكثر مما ينبغي.
عمليا، منذ بداية الحرب صعد الجيش الإسرائيلي كمية الحملات في تلك الجبهة، في ظل الاستناد الى وحدات احتياط. كما ان الهجمات الجوية أصبحت امرا اعتياديا. في الحملة الحالية تشكل غلافا جويا قويا بالنسبة للطواقم القتالية.
وكان القرار بحملة على مثل هذا النطاق اتخذ بعد استنفاد حملات اصغر. فقد أثبت الواقع بان كمية الاخطارات ارتفعت ومعها كمية العمليات وكذا مدى الجسارة، الذكاء ومستوى الفتك في الوسائل القتالية المتطورة. رأينا خلايا خططت للخروج الى عمليات في منطقة خط التماس، وفي الأسبوع الماضي وصل مخرب يحمل عبوة ناسفة شديدة الانفجار حتى تل أبيب وخطط لان ينفجر في كنيس.
في جبهة شمال الغور وقعت سلسلة عمليات من المنطقة الشرقية للسامرة ولهذا فقد زار رئيس الأركان هرتسي هليفي هذه الجبهة أول أمس. وهو يعرف لماذا: في الحدود الشرقية ملزم الجيش الإسرائيلي بان يجد حلا ليس فقط للارهاب الشعبي بل وأيضا للعائق في خط الحدود مع الأردن والذي تبقى منفلتا.
قوات الجيش الإسرائيلي دخلت في ظل المخاطرة بحياتهم الى جنين وطولكرم لاجل العثور على العبوات، لكن هذا لن يجدي نفعا اذا كانت الحدود مع الأردن، على طول مئات الكيلو مترات ستبقى فالتة والايرانيون يضخون عبرها وعبر سوريا عبوات بمواصفات معيارية. وهكذا فان الجيش الإسرائيلي حقا يستجدي من المستوى السياسي ان يحول له ميزانية فورية لبناء الجدار، إقامة عائق، وسائل جساسية وغرف حربية بكلفة 4 مليارات شيكل. المال لا يصل منذ بضع سنوات. ويتبقى أن نرى اذا كان سيصل قبل ان تضطر لجنة التحقيق للبحث في هذا الإخفاق أيضا.
واذا لم يكن هذا بكاف، ففي الجيش الإسرائيلي سيتعين عليهم ان يتصدوا لاحداث جريمة خطيرة من الجانب اليهودي، كتلك التي وقعت في قرية جيت قبل أسبوعين. وكان الجيش نشر امس تحقيقا وكانت نتائج ثاقبة ولا لبس فيها: الجيش فشل في الدفاع عن السكان الفلسطينيين في الوقت الذي ما لا يقل عن 100 ملثم اجتاحوا المنطقة، اشعلوا النار في السيارات وفلسطيني واحد قتل. وحتى الاخطار المسبق من الشباك لم يجدِ نفعا.
اعمال الشغب والتحقيق فيها هي الاختبار الأول بالنسبة لقائد المنطقة حديث العهد، آفي بلوط، الذي هو نفسه خريج الكلية العسكرية في عاليه. هو وليس آخر قضى بان اعمال الشغب هي “حدث إرهابي خطير” وأخذ المسؤولية عن الفشل. مشكوك جدا أن يكون المستوطنون يقبلون اقوالا كهذه على لسان سلفه في المنصب اللواء يهودا فوكس، الذي اصبح علما احمر في التلال. اقوال بلوط عن الواجب لاستنفاد القانون مع المشاغبين تطلق الإشارة أيضا الى لواء شاي في الشرطة الذي يتعرض لنقد حاد على سيره على الخط مع وزير الامن القومي ايتمار بن غفير.
فضلا عن الجانب الجنائي والأخلاقي، فان احداث جيث تدل على ضائقة القوة البشرية في الجيش الإسرائيلي بعامة وفي جبهة الضفة بخاصة. معظم القوة هناك تقوم على أساس كتائب احتياط اقل خبرة، بينها الكتيبة التي تحملت المسؤولية عن شافي شمرون ودعيت الى التوجه الى جيت. في كل السنوات الأخيرة كانت ترابط هناك كتيبة دورية مختارة من لواء المظليين، غولاني وجفعاتي والان استبدلت بكتيبة احتياط من قيادة الجبهة الداخلية. محزن وخطير انه يوجد بيننا من يستغلون هذا.