ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: كيف ينحي الآخرين امر الاعتقال بلا أساس وكذا الرد عليه

يديعوت احرونوت 22/11/2024، ناحوم برنياع: كيف ينحي الآخرين امر الاعتقال بلا أساس وكذا الرد عليه

بعد يومين من بدء الحرب استدعى نتنياهو وزير الدفاع غالنت ورئيس الأركان هليفي الى لقاء سري ثلاثي. صدمة الإخفاق كانت في ذروتها. الشارع كان يريد أن ينحي الجميع، من رئيس الوزراء فدونه. “انا كنت في هذه الأوضاع”، قال نتنياهو. “تذكروا: نحن ملزمون بان نبقى موحدين”. 

في الغداة بدأت آلة السم البيبية تهاجم غالنت وهليفي. مر يوم آخر، ونتنياهو اقترح إقامة كابنت طواريء، مع اللواء المتقاعد اسحق بريك وغابي اشكنازي. بريك كان في حينه حبيب نتنياهو: فقد وفر له مبررات ضد توسيع الحرب وضد قيادة الجيش. 

لعل القصة ستجد مكانها في كتب السيرة الذاتية التالية لنتنياهو كدليل على قدرته على ان يركز على ما هو هام له حقا، قدرته على ان يخدع الناس، ان يفعل الشيء ونقيضه حتى عندما يكون حسب كل الشهادات غارقا في الصدمة ولم يؤدي مهامه. التحقيق في القرارات التي اتخذها منذ 7 أكتوبر مشوقة بقدر لا يقل وربما اكثر من التحقيق في القرارات حتى 7 أكتوبر. لا تقلقوا: لا هذه ولا تلك سيحقق فيها، ليس في عهد الحكم الحالي. 

نتنياهو تلقى امس الى جانب غالنت امر اعتقال دولي من المحكمة في لاهاي. الامر سطحيا بلا أساس، لكن هكذا أيضا بيان الضحية الذي نشره نتنياهو، وشبه فيه نفسه بدرايفوس. يخيل لي انه كان سيكون اكثر دقة لو أنه شبه نفسه بميكافيلي. 

الكل يريد اتفاقا

    تدعي محافل تشارك في المفاوضات على انهاء الحرب في لبنان بان حزب الله ناضج لاتفاق شهر على الأقل. نتنياهو رفض. وتعليله الأساس للرفض كان الانتخابات في الولايات المتحدة. فقد عول على انتصار ترامب.

الحسم في الانتخابات في أمريكا جلب لحظة نادرة، قد تكون لمرة واحدة، رتبت فيها كل النجوم: ترامب وبايدن معنيان بتسوية الان؛ ايران وحزب الله أيضا معنيان بتسوية الان. الخوف في ايران مما سيفعله ترامب او مما سيسمح لإسرائيل بأن تفعله في مسألة النووي هو الان في ذروته؛ في اللحظة التي يدخل فيها الى البيت الأبيض، سيكون استقرار والخوف سيزول. هذه هي الفرصة. 

ترتيبات أخيرة في واشنطن؛ ترتيبات أخيرة في بيروت؛ ترتيبات أخيرة أيضا في منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. محفل تعرف الاتصالات عن كثب تدعي بان التسوية متعلقة في هذه اللحظة بشخص واحد – نتنياهو. 

وسع الجيش الإسرائيلي مؤخرا الهجمات الجوية في الضاحية وحرص على أن يقوم بها في وضح النهار كي يفهم كل لبناني الرسالة. تطهير القرى في جنوب لبنان اتسع الى قرى أخرى. ليس لاجل تشديد الضغط كما تؤكد محافل في الجيش بل لاجل تعميق الإنجاز. مثلما في صورة مرآة، حزب الله أيضا وسع اطلاق الصواريخ اليومي. يتبين أن حزب الله أيضا يسعى لنقل رسالة. 

غالنت املى المطالب الإسرائيلية للتسوية في المداولات مع المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين قبل بضعة اشهر. نتنياهو، ديرمر والجيش تبنوا المطالب. وهي تتوزع على ثلاثة بنود:

  1. حزب الله ينسحب الى ما وراء الليطاني. الى مسافة 10 كيلو مترات عن حدود إسرائيل.
  2. قوة انفاذ دولية، مع لجنة اشراف برئاسة القيادة الوسطى الامريكية وتفاهم مع الولايات المتحدة في أن تكون إسرائيل حرة بالرد بقوة على كل خرق.
  3. لن يكون تهريب سلاح الى لبنان. الجيش اللبناني وقوة دولية يشرفان على المعابر. 

اذا كانت تجربة الماضي تدل على شيء، فان البند الثالث هو اول ما سيخرق. غالنت أوضح في المحادثات بانه اذا كان خرق، ستسقط إسرائيل على الفور ثلاثة مبان في الضاحية. بخلاف الاتفاق الذي انهى حرب لبنان الثانية في 2006، حزب الله لن يتمكن من ان يهدد برشقة صواريخ مكثفة على إسرائيل. هو سيواصل العمل في لبنان لكن قوته تضاءلت. 11 عضو كانوا في مجلس الجهات في حزب الله. عشرة صفوا؛ من اصل 7 قادة ألوية صفي 6. والاساس، نصرالله، الايقونة التي سارت اسمها امامها في العالم الإسلامي، لم يعد. 

ايران بعثت مؤخرا بجنود ميليشيات من سوريا لمساعدة حزب الله. هذه قوات صغيرة نسبيا. كان منهم من فر وهرب. 

على فرض أنه سيتحقق اتفاق، الخطة هي إعادة سكان الشمال بالتدريج الى بيوتهم. الخط الثاني يعود في كانون الأول؛ الخط الأول في نيسان. التوازن العسكري سيكون واضحا لكنه اقل من الانتشار اليوم. فليس للجيش الإسرائيلي ما يكفي من القوات. 

قبل بضعة أسابيع أمر قائد المنطقة الشمالية اوري غوردن باسقاط الاسوار الاسمنتية التي نصبت في مفترقين بارزين في اصبع الجليل. والرسالة ليست فقط لسكان الشمال بل وأيضا لمقاتلي الاحتياط في بيلدا، القرية اللبنانية غربي منيرا. إزالة هذه الحواجز استهدفت الإشارة الى بداية النهاية. 

صورة النصر الثالثة

صورتا نصر نوعا ما قدمتهما لنا الحرب: صورة الحفرة التي أخرجت منها جثة حسن نصرالله، وصورة الغرفة التي قتل فيها يحيى السنوار. القتال في لبنان وفي غزة لن يصدر لنا على ما يبدو صورة نصر أخرى. لا يوجد من ننتصر عليه. صورة النصر الثالثة ستكون اللحظة التي تعانق فيها ميراف ليشم غونين ابنتها المخطوفة روني غونين. هناك احتمال في أن يكون نصف الـ 101 مخطوفا على قيد الحياة. احتمال وليس يقين. كل يوم آخر من المفاوضات الملفقة يقلص الاحتمال. 

الجيش حرث وعاد يحرث البلدات في القطاع. بعد أن حرث مجددا جباليا، بيت لاهيا وبيت حانون، بثمن باهظ لقواتنا بقي تجمع سكاني واحد فقط يوجد فيه تجمع كبير من الحماسيين: مركز غزة. مخطوفون أيضا يوجدون هناك. دخول قوات مشاة سيكلف حياة مخطوفين، بنار حماس او بالخطأ بنار الجيش. احتلال متجدد لمركز غزة طرح على البحث وشطب. 

لقد ترك غالنت لإسرائيل كاتس هدفين في غزة: الأول إعادة كل المخطوفين وهذا لا يمكن عمله الا بصفقة والثاني استبدال حكم حماس. تحقيق هذين الهدفين يؤدي بالضرورة الى الصدام مع ذاك الجناح في الحكومة الذي يطلب إقامة حكم عسكري في غزة وإقامة مستوطنات فيها، ومع نتنياهو الذي يريد ان يحافظ على وحدة حكومته بكل ثمن. فقدان المخطوفين، الغرق في رمال غزة والنقص الحرج في الجنوب – هذه هي الإمكانيات. سيتعين على كاتس ان يقرر لماذا هو مخلص اكثر، للمنصب ام للكرسي. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى