ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: قطاع غزة الجديد

يديعوت احرونوت 5/7/2024، رون بن يشاي: قطاع غزة الجديد

بعد أشهر من القتال، يستعد الجيش الإسرائيلي لواقع جديد في غزة هو بقدر كبير من صممه. في القطاع يوجد في الفترة الحالية وضعان قتاليان. في شمال القطاع، حتى محور نتساريم، انتقل الجيش الإسرائيلي بشكل كامل الى المرحلة الثالثة من مراحل القتال الثلاثة. الجيش خرج من المنطقة ويجري فيها اقتحامات وفقا لمعلومات استخبارية، مثل العملية التي تنفذ الان في قيادة فرقة 98 في حي الشجاعية. توجد أيضا اقتحامات في حجم لوائي وكتائبي تستهدف أساسا اخراج المخربين من مخابئهم وعندها ضربهم وتدمير منظومات قتالية فوق الأرض وتحتها لاجل الوصول الى القضاء على مقاومة حماس.

عمليا، بعد أن انهى تفكيك الأطر القتالية لحماس، ودفع المنظمة للانتقال الى قتال العصابات للافراد والخلايا، دخل الجيش مرحلة استنزاف العدو. الان هو يترك العدو ينظم نفسه – وعندها يضرب به المرة تلو الأخرى ويقلص تواجده حتى لا يعود يعرض للخطر بلدات غلاف غزة. هذا القتال في المرحلة الثالثة في شمال القطاع سيؤدي الى مزيد فمزيد من اجتياحات القوات، التي ستتكرر مرة، مرتين وثلاث مرات الى الحي او البلدة ذاتها التي تلاحظ فيها الاستخبارات إعادة تنظيم لحماس.

لا يزال للمنظمة بضع مئات من الصواريخ الثقيلة القادرة على الوصول الى أراضي إسرائيل. هدف “قص العشب” هذا هو العثور والتدمير لمعظم منصات اطلاق الصواريخ المتبقية ووسائل ومنشآت الإنتاج.

الفقاعة ستنفجر؟

هدف المرحلة الثالثة، كما تنفذ في شمال القطاع، هو منع ترميم حماس كمنظمة عسكرية إرهابية ودفعها لان تكون في حالة فرار لا تتوقف. الوضع الحالي يتيح منذ الان البدء بالتوازي في تنفيد خطة اليوم التالي، المعدة لخلق حوكمة مدنية بديلة لحوكمة حماس. المقصود هو البدء قريبا بتطبيق الفقاعات الإنسانية في شمال قطاع غزة – بيت حانون، بيت لاهيا والعطاطرة. السكان هناك سيديرون حياتهم ويتلقون مساعدات إنسانية. ولاحقا سيمتد هذا النموذج الى باقي القطاع. وادعى مصدر حكومي رفيع المستوى بان للخطة فرصة للتحقق.

الجيش الإسرائيلي سيعزل مثلا قرية العطاطرة ويحرسها ويحرص ان لا يكون بين العائدين اليها رجال حماس او الجهاد الا سلامي. لجنة محلية ستدير الشؤون المدنية. الجيش ومنظمات دولية تنقل اليها الغذاء، الدواء والاحتياجات الحيوية وهو الذي سيوزعها على المحليين.

هذه الجيوب ستصبح حكما محليا توجد له مثابة لجنة عليا دولية تتشكل من مندوبي دول إسلامية ودول عربية ليست معادية لإسرائيل. كما أنها ستحوز قوة سلام لانفاذ القانون والنظام في القاطع إياه وتحل محل الجيش الاسرائيلي في حراسة الفقاعات الإنسانية. تبدو الخطة جميلة على الورق، لكن برأي الخبراء فرصتها للتحقق طفيفة، ضمن أمور أخرى لان حماس لا تزال متواجدة في الميدان بل حتى قتلت رؤساء عشائر وقبائل كانوا مستعدين للنظر في المشاركة في المشروع الحوكمي البديل الذي تحاول إسرائيل خلقه. وزير الدفاع غالنت ومحافل أخرى في القدس يوافقون بان هذا ممكن ويضغطون على نتنياهو للتنفيذ.

لكن ما يعيق حقا في هذه اللحظة بدء تنفيذ خطة اليوم ا لتالي هن معارضة ئيس الوزراء لطرح الموضوع لاقرار الكابنت خوفا من رد فعل الوزيرين سموتريتش وبن غفير. وكنتيجة لذلك تفقد إسرائيل زمنا ثمينا ، وحماس التي لا تزال تقيم حوكمة مدنية يمكنها أن تحاول إعادة تنظيم قواتها العسكرية، ضمن أمور أخرى من خلال تجنيد شبان عاطلين عن العمل، عائلاتهم تحتاج الى المال كي تعيش. الى أن يعرض حكم بديل لحماس لا يمكن لإسرائيل ان تنهي تماما الحرب وتوفر الامن لسكان الغلاف. عمليا ما يحصل حاليا في شمال القطاع، وفي أجزاء أخرى منه أيضا هو الوضع الأسوأ الذي خافت منه إسرائيل (الصوملة). عائلات الجريمة وحماس تقاتل بعضها البعض على السيطرة وعلى سلب المساعدات، التي تباع بعد ذلك بأسعار خيالية في الأسواق.

تحدي الانفاق

في وسط القطاع يسود حاليا وضع يمكن أن نسميه من ناحية القتال ب/1. أي ان القتال يوجد في المرحلة الثانية حسب تعريف الجيش الاسرائيل. بقي في المنطقة نحو ثلاث كتائب لحماس والجهاد الإسلامي لم يفككها الجيش، في مخيمات اللاجئين دير البلد والنصيرات.

في جنوب القطاع، في منطقة رفح، يسجل الجيش نجاحات فوق وتحت الأرض. لواء رفح عمليا قريب من الهزيمة، لكن القتال الشديد سيستمر هناك على ما يبدو لنحو شهر آخر على الأقل، حتى الإبادة او سد المنظومة التي أرضية – انفاق التهريب من تحت محور فيلادلفيا الحيوية لحماس لاجل ترميم قوتها من خلال العلاقة مع العالم الخارجي، أي مصر والبدو في سيناء. عثر الجيش الإسرائيلي حتى الان على اكثر من 25 نفقا بين رفح الغزية ورفح المصرية. يبدو أن قسما من الانفاق على الأقل لم تسد في الجانب المصري ولا تزال تتيح التهريب. الجيش الإسرائيلي يحقق في الموضوع. لكن الأساس من ناحية إسرائيل ومن ناحية حماس أيضا، هو السيطرة على معبر رفح الذي عبره كانت المنظمة تتلقى التموين ووسائل القتال. إسرائيل ستطالب بالاشراف قبل ان توافق على اخلاء محور فيلادلفيا.

السلاح الأساس للمخربين في رفح هو العبوات والتفخيخات التي تستهدف تدمير احياء كاملة على مقاتلي الجيش الإسرائيلي. لقد طور الجيش منذ الان أساليب عمل تتضمن مساعدة كلاب وحوامات، وتتيح له التصدي لمحاولات المس بالقوات. مئات المخربين فروا الى مناطق الايواء، وسيتواجدون هناك طالما تقدم الجيش الإسرائيلي. لكنهم تركوا في المنطقة كاميرات مخبأة تتيح لهم متابعة قوات الجيش الإسرائيلي في محاولة للمس بها.

اذا ما خرج الجيش الإسرائيلي من منطقة رفح، معقول الافتراض ان يحاول المخربون العودة الى هناك. في هذه الحالة سيعمل الجيش في المكان مثلما يعمل في شمال القطاع – اجتياحات وفقا لمعلومات استخبارية.

في الجيش توجد نية لان يحوز حتى في المرحلة الثالثة محورين يبتران القطاع. محور نتساريم يقبع بين وسط القطاع والشمال. يستخدمه الجيش الإسرائيلي كي يمنع عودة الغزيين والمخربين تحت غطاء اللاجئين الى ما تبقى من بيوتهم في شمال القطاع. وشكلت حيازة هذا المحور وتشكل أيضا مجالا لممارسة الضغط على السنوار لتحرير المخطوفين. تنفيذ صفقة مخطوفين ستلزم على ما يبدو الجيش للتخلي عن حيازة هذا المحور والسماح بمرور الغزيين الى ما تبقى من بيوت لهم في الشمال. اذا خرق السنوار او لم ينفذ صفقة المخطوفين بكاملها، يعود الجيش ليسيطر على هذا المحور.

الجيش الإسرائيلي، بكل الأحوال سيبقى في منطقة الحراسة التي بعرض نحو كيلو متر، في هوامش القطاع. المحور الثاني هو محور فيلادلفيا بين كرم سالم وشاطيء البحر لرفح. مثلما في محور نتساريم في هذا المحور أيضا توجد قواعد عملياتية متقدمة ومركز لوجستي متقدم. حيازته هي أساس لاجل تدمير انفاق التهريب وممنع تجديدها. الى أن تتحقق تسوية دائمة مرضية مع مصر، ستبقى إسرائيل في فيلادلفيا. القوات غير الكبيرة التي تحوز المحورين ستكون في حالة حركة وستهاجم المحورين كي توسعهما وتمنع عن العدو مهاجمة قواتنا.

 الاستخبارات فوق كل شيء

مهام المناورة، أساسا في رفح ومعسكرات الوسط ستستكمل في غضون وقت غير بعيد. انتقال كل القطاع الى المرحلة الثالثة يمكن أن يحصل في سيناريوهين. الأول، صفقة لتحرير المخطوفين في اطارها يعلن عن وقف نار طويل. يخرج الجيش من معظم أراضي غزة، وربما حتى منها كلها، لكنه يواصل حيازة منطقة الفصل في هوامش القطاع التي ستوفر الامن لبلدات الغلاف. هذا الوضع مفضل من زاوية نظر إسرائيلية. لكن الجيش يستعد أيضا لامكانية أن يفجر السنوار الاتصالات للصفقة وعندها يستمر القتال في القطاع، ربما بالتوازي مع حرب في الشمال.

العنصر الأهم في حماية إنجازات الجيش في القطاع ومنع ترميم حماس بعد أن صفي معظم قوتها العسكرية، هو حيازة منطقة استخبارية تسمح بمعرفة ما يحصل في كل مكان في القطاع، في كل ساعة، لمساعدة وسائل تكنولوجية واستخبارات بشرية.  الوضع سيشبه الواقع حاليا في الضفة، مع فارق كبير واحد: في الضفة الجيش ملزم بحماية المستوطنات اليهودية والبؤر غير القانونية التي توجد في داخل المنطقة. في غزة الحماية ستتم في ظل حيازة منطقة استخبارية وجوية واجتياحات برية دون التواجد الدائم على أراضي القطاع.

 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى