ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: قصة الرد القاسي الحل ليس في لبنان

يديعوت احرونوت 30/7/2024، ناحوم برنياع: قصة الرد القاسي الحل ليس في لبنان

“ردنا سيكون قاسيا”، وعد نتنياهو في زيارة عاجلة اجراها أمس في مجدل شمس. “ردنا سيكون قاسيا”، وعد غالنت في زيارة اجراها هناك أول أمس. رد قاسي وعد به أيضا رئيس الأركان، وعد به الوزراء، وعد به النواب من الائتلاف والمعارضة. ذات يوم سيجلس مؤرخ عسكري ليكتب كتابا عن حروب إسرائيل يسمى “فصول في تاريخ الرد القاسي”. وسيفصل الكتاب كل الوعود بالردود القاسية، مكان الدولة وما بعدها، ما تحقق عمليا وما تبدد في الهواء، ما أجدى وما اضر وسيكشف أنه سهل الوعد لكن صعب الإيفاء. 

الصاروخ الذي انفجر في ملعب كرة القدم في مجدل شمس سقط هناك بالخطأ. قصدوا جنودا يهودا – اصبوا أطفالا دروز. الحرب الجارية في الجنوب وفي الشمال منذ 7 أكتوبر مرشحة لاخطاء من هذا النوع. هذا حصل، لشدة الأسف، للجيش الإسرائيلي أيضا، في حدث في كانون لأول الماضي والذي قتل فيه ثلاثة مخطوفين إسرائيليين. حصل مخرة أخرى في نيسان في حدث قتل فيه سبعة موظفي منظمة الإغاثة الدولية وحصل في احداث أخرى. أذكر هذه الحقيقة لا كي اخفف من مسؤولية حزب الله عن الفظاعة التي تسبب بها – الذنب كله عليه – بل كي اعطي اطارا للواقع الذي نعيش فيه منذ عشرة اشهر. اللعبة كانت سائبة وخطيرة وتستدعي الكارثة من يومها الأول. الحدث يوم السبت كان النتيجة. 

حكومات ذكية تقرر خطواتها وفقا للموضوع؛ حكومات اقل ذكاء تقررها وفقا للنتائج. 

نصرالله فتح لعبته في 7 أكتوبر. وحسب ما نشر منذئذ، من الصعب ان نعرف ما الذي في هذه المبادرة كان له وما الذي القي عليه من ايران. مهما يكن من امر هو بدأ ونحن جررنا وراءه. غانس وآيزنكوت، اللذان دخلا في تلك الأيام الى الحكومة، يتباهيان في أنهما في 11 أكتوبر منعا إقرار عملية عسكرية مدوية ضد حزب الله كان من شأنها أن تتسع الى حرب إقليمية والى كشف الجبهة الداخلية. في نظرة الى الوراء ليس مؤكدا انهما عملا بشكل صحيح؛ في عشرة الأشهر التي مرت تكبدنا أيضا خسائر في الأرواح وفي الممتلكات، افرغ الشمال والجنوب من سكانهما أيضا وكذا دعونا جنود الاحتياط لتجنيد ثان وثالث، ولا يزال يوم فوقنا خطر حرب بحجم كامل، تماما مثلما في اليوم الأول. الوحل اللبناني يلاحقنا الى داخل إسرائيل. 

لانجرار الحكومة لحرب استنزاف في الشمال توجد ملابسات مخففة: الخوف من تدخل مكثف من ايران ومن ضرر مكثف في الجبهة الداخلية، الضغط الأمريكي والنقص في الوحدات القتالية. في الجيش فوجئوا بان اكتشفوا بان لنتنياهو موقفا مختلفا من الجبهتين: في الجنوب يدفع نحو تمديد القتال انطلاقا من الوهم في أن في موعد ما على الطريق يمكنه أن يدعي بانه وصل الى نصر مطلق؛ في الشمال يخشى من التورط. حتى الحدث في السبت فضل المواصلة اكثر فأكثر في اللعبة، بصواريخهم ونح بطائراتنا. هم بتصعديهم ونحن بتصعيدنا. هم خنادقهم ونحن في خندقنا – عقيدة عسكرية نسخت من الحرب العالمية الأولى الى عصر المُسيرات. 

نظريا، الحكومة تنتظر صفقة مع حماس تتسبب بوقف طوعي بهجمات حزب الله وعودة الى الاتفاق الذي انها حرب لبنان 2006، بالتعديلات اللازمة. نظريا، بان الحكومة إياها تعرقل الصفقة مع حماس. يد يمنى تحبط يدا يسرى. 

اللواء احتياط غيورا آيلند يقترح منذ بداية الحرب التركيز على دولة لبنان: تدمير البنى التحتية هناك سيردع حزب الله من مواصلة النار على الجولان والجليل. ربما، الصعوبة في هذه الحجة هي انه مشكوك ان تكون دولة لبنان موجودة حقا. يحتمل أن تكون هي قصة يرويها العالم – واساسا حكومتا الولايات المتحدة وفرنسا – لنفسه. تشديد الضغط على ما تبقى من الدولة من شأنه أن يتركها نهائيا لرحمة ايران. 

منذ 7 أكتوبر وانا أتساءل لاعرف اذا كان من الحكمة من جانب إسرائيل استثمار مقدراتها في حرب ضد وكلاء ايران – حماس، حزب الله، سوريا والان الحوثيين أيضا – بدلا من التصدي للاصل. نحن نعرف كيف نلذع ايران. نحن نعرف كيف نؤلمها. نحن نرفض رفضا باتا كل حلف إقليمي ضدها. حيال محور الشر ينصب نتنياهو محور البكاء: ليس هكذا يبنى النصر. 

السنوات العشرة الأخيرة تتلخص بنجاح هائل للنظام الإيراني في المواجهة العسكرية والسياسية مع إسرائيل. تثبيت محور الشر مع روسيا والصين هو نجاح واحد؛ التقدم نحو قدرة نووية عسكرية هو نجاح ثان؛ ضرب الوكلاء الإيرانيون في إسرائيل، امنها في الدخل ومكانتها في الخارج هو نجاح ثالث. لإسرائيل لا يوجد حاليا جواب على هذه التحديات، لا عسكري ولا سياسي. وبالتأكيد ليس في اثناء ولاية هذه الحكومة، التي لا تتجه الا لمواصلة التخندق في الحفرة التي وقعنا في داخلها. 

نحن لا نحتاج الى رد قاس: نحن نحتاج الى رد مجدٍ، فاعل. الوضع في الشمال لا يمكنه أن يستمر كما هو. فضلا عن هذا، حان الوقت للتوقف عن خطابات التحذير لنصرالله. هو يفهم جيدا ما فعله. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى