يديعوت احرونوت: في الطريق الى كارثة تاريخية
يديعوت احرونوت 18/11/2024، عيناب شيف: في الطريق الى كارثة تاريخية
بعد بضعة أيام من اغداقه الثناء بحنجرة مخنوقة على بطولة سكان نير عوز ومسؤوليته تجاههم في أعقاب زيارة الى المكان، كشف وزير المالية بان كل شيء كان خدعة، مناورة علاقات عامة عليلة وتهكمية: “لن اسمح بصفقة وقف الحرب”، قال أول امس لبن كسبيت وعميت سيغال في برنامج “التقِ الصحافة” (اخبار كيشت)، “ولا اعتقد انه سيكون احد ما من رفاقي في الحكومة وجهاز الامن يسمح بوقف الحرب. نحن سننهي الحرب هذه فيما تكون حماس مشطوبة، غائبة ومبادة”. هذه الاقوال، التي معناها الواضح هو ترك المخطوفين والمخطوفات لنزاع موت طويل ومهين والموت بعده، قالها فيما كان يضع شارة صفراء على طرف ردائه إذ ليس للحرب حدود ويتبين ان لا حدودا للوقاحة أيضا. لكن سموتريتش الذي لا ينفي أن امنيته هي ضم الضفة الغربية و(على الأقل) شمال قطاع غزة، يسمح لنفسه ان يعرف بان معظم الجمهور كف عن أن يهتم بالجبهة الجنوبية الا عندما تأتي اخبار رهيبة عن سقوط جنود. ما يجري هناك هذه الأيام يحصل عليه مستهلكو الالكترونيات في الغالب عبر مرشحات الناطق العسكري والصحافة المجندة. وحتى ما جاء من طفيف عن الواقع الفلسطيني مثلما في التقرير موضع الخلاف (من اليمين ومن اليسار) لـ “اوهاد حامو” في اخبار كيشت عن نفور اللاجئين واللاجئات من حكم حماس، لا يعنى بمسألة هدف القتال في هذه المرحلة، جدواه وبالطبع مسألة التزامه بقواعد واخلاق (عفوا عن التعبير) الحرب. باستثناء جمهور متظاهرين ومتظاهرات غير كبير فان المخطوفين والمخطوفات هم في مكان ما بين ذاكرة غامضة ووجع رأس.
للكبت، النفي وحتى التوافق مع هذا الواقع توجد أسباب عديدة، بعضها شرعي وموضوعي. هذا بخلاف الوجه البشع واحادي البعد الذي يظهر في المرآة الشوهاء لليسار المتطرف في العالم (وبعضه في البلاد أيضا). لكن تعقيد الحقيقة لا يغير النتيجة التي لا يمكن الاختباء منها: إسرائيل توجد في طريق مؤكد لتحويل الكارثة الكبرى في تاريخها الى كارثة من نوع آخر – أخلاقية، سياسية واقتصادية. الحقائق على الأرض التي يثبتها الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع (من خلال شق الطرق، بناء البنى التحتية وطرد السكان)، غياب افق لانهاء الحرب والغموض السلطوي بالنسبة لمستقبل القطاع تشتم كاحتلال وليس من النوع المؤقت. ان تعاظم الخطاب في اليمين عن إقامة مستوطنات، دون أي جهد من جانب رئيس الوزراء للايضاح بانه لن يكون، يعمق فقط الاشتباه بان إسرائيل اقرب لتحقيق إحلال سموتريتش من انهاء كابوس عيناب تسنغاوكر.
وبينما حتى البابا (بالاجمال الشخصية الأهم على وجه الأرض بالنسبة لطائفة صغيرة من 1.4 مليار نسمة) يدعو الى الفحص فيما اذا كانت إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في غزة، فان شاشة الجهل الإسرائيلي، التي تبدأ تشبه ما يحصل في روسيا، ناقص إخفاء معارضي النظام، أصبحت اكثر سمكا وغلاظة: بدون الصور التي تنتشر كالنار في الشبكات الإعلامية الأكبر، بدون رقابة جدية على سلوك الجيش، بدون محاسبة الأفعال التي تطرد إسرائيل من اسرة الشعوب، بترقب أن يدور دونالد ترامب وهو يحمل عصا كبيرة ويسمح لنا بكل شيء. وسواء كان هذا سيحصل ام لا، ستأتي اللحظة التي يضطر فيها جمهور وطني وصهيوني (نعم، صهيوني) لان يصرخ “ليس باسمنا”. هذه اللحظة تقترب بخطوات كبرى. احد لا يمكنه أن يقول “لم اعرف”.