يديعوت احرونوت: في الطريق الى حكومة بن غفير

يديعوت احرونوت 24/12/2024، بن درور يميني: في الطريق الى حكومة بن غفير
في الليلة ما بين الخميس والجمعة كان شغب آخر، هذه المرة في قرية مردة، تضمن حرق مسجد. كان هناك، حسب التقارير، عشرة شبان. فكم واحد اعتقل؟ صحيح حتى امس – صفر. كم واحد قدم الى المحاكمة؟ العدد كان مشابها. نحن ننظر الى أنفسنا، وليس هناك مكان نخفي فيه عارنا. العالم أيضا ينظر الينا. هذا العالم يضم أصدقاء إسرائيل. هم يرون ويغضبون – لكن شرطة ايتمار بن غفير، لا ترى، لا تسمع ولا تعرف.
في الجبهة العسكرية يوجد تغيير إيجابي، وان كان القتال لم ينتهِ. لكن المعركة تضم أيضا الجبهة الدولية. هذه جبهة تضم علاقات تجارية، علاقات علمية وكذا تعاون امني. هذه العلاقات هي جزء من المناعة القومية لإسرائيل. المشكلة هي ان حكومة إسرائيل تبذل كل جهد كي تخسر إسرائيل. لا يوجد أي احتمال للتأثير على مؤيدي حماس في الجامعات واحيانا في الصحف الرائدة في العالم أيضا. فهم مدمنون على الكذب بان إسرائيل هي دولة أبرتهايد استعمارية. حتى لو قامت هنا حكومة برئاسة يئير غولان ومحمود عباس، فانهم سيواصلون حملة الكراهية.
لكن يوجد كثيرون آخرون. لهم انتقاد على إسرائيل. هم لا يكرهون إسرائيل. لا يرفضون حقها في الوجود. لا يكررون الببغاوات فرية “الإبادة الجماعية” ولا كذبة “التطهير العرقي” رغم ان هذه الادعاءات تطرح في إسرائيل نفسها أيضا، في الجبهة التي تمتد بين عوفر كسيف وبوغي يعلون. وحتى في “امنستي إسرائيل”، كما تبين مؤخرا، يتحفظون من ادعاءات الإبادة الجماعية لـ “امنستي الدولية”.
هكذا بحيث أنه رغم الدعاوى التي رفعت الى المحكمة في لاهاي، ورغم اصدار أوامر الاعتقال ضد نتنياهو وغالنت، يمكن منع الهزيمة في الساحة الدولية. لكن حكومة إسرائيل، بجلالة عظمتها، تصر على أن تقود إسرائيل الى الهزيمة. يعلم الله اني اكرس جزءاً هاما من عملي لمواجهة حملة الكراهية لإسرائيل. العمل ليس سهلا. كثيرون وطيبون يشاركون في الجهد. لكن مع كل الاحترام لداغلس ماري وريتشارد كامب وعينات ولف ويوسف حداد ونائل زعبي وكثيرين آخرين – إسرائيل لا تخسر في الساحة الدولية بسبب الاعلام. هي تخسر بسبب السياسة. المشكلة هي أيضا ليست مع الزعران، وهم بالتأكيد مشكلة. زعران عنصريون وعنيفون موجودون في كل دولة ديمقراطية. وهم مشكلة عويصة.
المشكلة هي ان حكومة إسرائيل تتخذ صورة سيدة الزعران. التنديدات الرسمية، اذا كانت على الاطلاق، هي بالأساس ضريبة كلامية. مع تمثيل رفيع المستوى في الحكومة وفي الكابنت – للزعران توجد حصانة. هم اخطر الف مرة من مطلقي الألعاب النارية، المتهمين بالإرهاب او من ضابط الصف الذي لا يزال قيد المعتقل، او من فيلدشتاين الذي مكث في المعتقل أسابيع طويلة. هم يمسون بالامن. لكن الحكومة الحالية نزلت عن الخطوط. مراسل “يديعوت احرونوت” في المناطق، اليشع بن كيمون ليس بالضبط رجل يساري، كتب يوم الجمعة فقط بانه “رغم الاعمال الظاهرة للشرطة في مراحل التحقيق المختلفة، بما في ذلك الاعتقالات، تكاد الاحداث لا تصل الى لوائح اتهام”. نحن نعرف عن شرطة بن غفير. في الوتيرة الحالية من شأن هذه ان تكون حكومة بن غفير.
في الصراع ضد معسكر كارهي إسرائيل توجد أجوبة طيبة تقريبا لكل ادعاء. ويوجد من هو مستعد لان يستمع. لكن لا يوجد جواب طيب لما يحصل في المناطق. لا يوجد جواب طيب للعنف الذي يبقى بلا عقاب تقريبا. لا يوجد جواب للاحساس بان إسرائيل الرسمية تعطي اسنادا للمشاغبين وللزعران. هذه ليست إسرائيل الصهيونية، ليست اليهودية وبالتأكيد ليست الديمقراطية والليبرالية. وحتى حقيقة أن اغلبية المستوطنين يتحفظون من الزعران لا تجدي نفعا لان العنف يتواصل والحكومة تسكت. إذن نعم، توجد مواجهة بين الشباك الذي يحاول مكافحة الجريمة القومية، وبين الشرطة التي تطيع بن غفير. وهذه أيضا هي الخلفية للتحقيق في قضية العقيد افيشاي معلم الذي حسب الاشتباه يتجاهل الجريمة القومية.
العبث الدولي يتواصل. ايرلندا جعلت العداء لإسرائيل سياسة معلنة. مؤخرا فقط رفعت ايرلندا طلبا رسميا الى محكمة العدل الدولية كي “توسع تفسير تعريف الإبادة الجماعية”. على الأقل يوجد هنا اعتراف بان إسرائيل لا تنفذ إبادة جماعية. هكذا تطالب ايرلندا بفاعلية قضائية دولية كي يكون ممكنا مع ذلك، بفعل مخادع، يسمى باللغة القضائية “تفسير موسع”، اتهام إسرائيل بالابادة الجماعية. ورغم ذلك في ايرلندا أيضا يوجد لإسرائيل أصدقاء. اذا تركت إسرائيل كل دولة مع مستوى عداء عال فان مستوى العداء سيرتفع فقط. وأيضا في فرنسا، في اسبانيا، في هولندا وفي بريطانيا مستوى العداء عال. هذه دولة فرضت مقاطعة على التصدير الأمني لإسرائيل. أهذا سبب لترك الساحة؟
لا حاجة لاقناع الكارهين. لكن ترك الساحة الدولية، سواء من خلال اسناد الزعران ام اغلاق ممثليات – هو مس بإسرائيل. لان العلاقة مع أوروبا هي مصلحة إسرائيلية. لا يمكن التخلي عن علاقات التجارة والعلوم او عن العلاقات الأمنية. لكن مثلما في الكثير من المجالات الأخرى، فان إسرائيل هي التي تمس بنفسها. الأسوأ لا يزال أمامنا. نحن في الطريق الى حكومة بن غفير. في الطريق فقط. محظور الوصول الى هناك.