ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: في الطريق الى حرب اللاخيار

يديعوت احرونوت 24/9/2024، آفي يسسخروف: في الطريق الى حرب اللاخيار

ينبغي أن تقال الحقيقة القاسية: حزب الله ورئيسه، حتى بعد سلسلة الضربات القاضية التي تلقاها، لا يعتزم رفع علم أبيض. العكس هو الصحيح. حزب الله سيكون مصمما الان على أن يثبت بانه لا يزال يقف على قدميه وقادر على ان يضرب العدو الإسرائيلي حتى بعد أن أصيب الالاف من نشطائه وصفي رئيسا أركانه الأخيرين الى جانب قيادة قوة الرضوان.  حسن نصرالله ليس فقط مفعما بالثأر بل اكثر من كل شيء يبحث عن سبيل لإنقاذ شرفه الضائع وفي الشرق الأوسط كما تعلمنا يوجد معنى للشرف. ومن هنا فان النار نحو إسرائيل لن تتوقف بل العكس ستشتد، وبالتأكيد بعد اكثر من 350 قتيل في لبنان أمس. كما أنها من المتوقع أن تنتقل جنوبا باتجاه المركز. 

غير أن هنا نصرالله، ذاك الذي يتباهى بانه يعرف إسرائيل جيدا، يلعب نصرالله لعبة خطيرة واشكالية وهو أيضا يعرف هذا. امين عام حزب الله ما كان يريد حربا شاملة الان، حربا تهز كل لبنان بما في ذلك بيروت، حربا تدفع ايران لان تفقد الأداة الأهم لها في ردع إسرائيل حيال إمكانية ان تهاجم هذه منشآتها النووية. وهو يعرف ان نارا فتاكة اكثر مما ينبغي من شأنها ان تؤدي الى عملية برية واسعة احد لا يعرف كيف ستنتهي، ولا الجانب الإسرائيلي أيضا. نصرالله كان يريد أن يرى إسرائيل توقف النار وتصل الى صفقة مع حماس، لكن في اسرائيل قرروا ان يوضحوا لحزب الله بانه سيدفع ثمنا باهظا جدا، وحتى باهظا اكثر مما ينبغي على أنه ربط مصير حزب الله بمصير يحيى السنوار. 

ان الضغط على نصرالله وحزب الله من داخل لبنان في الا يقود الدولة الى احتلال إسرائيلي، كبير. فقد شاهد اللبنانيون مثل كل سكان المنطقة الصور القاسية التي وصلت من غزة في اعقاب الحرب الأخيرة وكانوا يريدون الامتناع عن صور دمار مشابهة. ودولة لبنان على أي حال تقف منذ سنين امام انهيار اقتصادي والان حرب قاسية أخرى، بدأت بعامة بسبب “الاخوان من حماس”، لا تعد شرعية في لبنان. ومنذ أمس بدأ مئات الاف اللبنانيين يفرون شمالا من جنوب لبنان وهكذا أيضا سكان البقاع. لكن الرأي العام في لبنان ليس هاما لنصرالله بهذا القدر. فهو يتعين عليه أن يثبت للشيعة في العالم بعامة وفي لبنان بخاصة بانه لا يتردد في قتال إسرائيل حتى الموت. الوحيدون الذين يمكنهم ان ينزلوه عن الشجرة هم الإيرانيون وهم أيضا يفهمون بانهم لا يمكنهم ان يطلبوا منه الانسحاب الى ما وراء الليطاني، كما تطالب إسرائيل.

الاستنتاج من جملة التطورات الأخيرة، هو انه اذا لم نشهد مفاجآت كبرى، ومثل هذه توجد كل الوقت في الشرق الأوسط، فانه لاجل دفع حزب الله بالانسحاب الى شمال الليطاني ووقف النار على سكان الشمال، ستضطر إسرائيل لان تعمل بريا في لبنان وان تحتل هناك ارضا واسعة. عملية كهذه أيضا لن تؤدي بالضرورة الى وقف تام للنار، لكن يحتمل أن تؤدي بنصرالله لان يفكر في ترتيب كهذا او ذاك. لعملية برية سيكون ثمن باهظ في الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك في أوساط القوات المقاتلة في الجبهة وفي الجبهة الداخلية أيضا، حيث سيحاول نصرالله مرة أخرى أن يثبت بانه يواصل اطلاق الصواريخ طالما يستطيع. حرب كهذه من شأنها أيضا أن تورط إسرائيل في وحل لبناني لاشهر طويلة، دون الوصول الى حل. ولا يزال لا يبدو في هذه اللحظة انه يوجد امام إسرائيل خيار آخر. ربما باستثناء واحد. نصرالله الذي سارع كل الوقت لان يدعي بانه يقاتل من اجل الفلسطينيين، كفيل بان يفكر بالانسحاب الى ما وراء الليطاني، اذا ما توصلت إسرائيل الى وقف نار في الجنوب وهكذا تنشأ معادلة جديدة – تنازل نصرالله ظاهرا أدى الى وقف نار في الجنوب او الى منع “النكبة” لغزة. لا يوجد أي يقين في أن تنجح هذه الصيغة، لكن يحتمل أن يكون هذا هو المخرج الأخير قبل حرب برية طويلة وقاسية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى