ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: في الطريق الى حرب الترحيل

يديعوت احرونوت 17/2/2025، عيناب شيففي الطريق الى حرب الترحيل

لخيبة أمل محبي ومحبات استئناف الحرب، مرت الساعة الـ 12 ظهرا من يوم السبت (في القدس وفي واشنطن) وإسرائيل واصلت وقف اطلاق النار، رغم استفزازات الرئيس الأمريكي والضغط في اليمين الإسرائيلي. غير أن خطر الانهيار لم ينقضي بعد. حماس هي منظمة وحشية ونكراء، رئيس الوزراء لم يجد بعد مصلحة سياسية لتنفيذ المرحلة الثانية ومن يدري ما الذي سيخرج من فم ترامب حتى يوم السبت. أسبوع أبو علي الذي مر على إسرائيل كان حيويا لفهم سخافة استمرار الحرب والتغيير الدراماتيكي المتوقع في أهدافها. من لخص المزاج كان بالذات وزير الدفاع اللذيذ لإسرائيل، الذي يولي قليلون له أهمية – وبنيامين نتنياهو ليس بالتأكيد واحدا منهم – وهو كله منشغل بعرض المسرح المثير للشفقة والعليل لـ وجهت “تعليماتي” و “أوامري”. وها هو، في الأسبوع الماضي مرة أخرى لوح إسرائيل كاتس بالتهديد واعلن بان “حرب غزة الجديدة ستكون مختلفة في قوتها عن تلك التي قبل وقف النار – ولن تنتهي قبل هزيمة حماس وتحرير كل المخطوفين، وستسمح ايضا بتحقيق رؤيا الرئيس الأمريكي بالنسبة لغزة”.

ليس مرغوبا فيه ان نضع جانبا التصريحات المتبجحة الفارغة التي يمكن أن نفترض منها وكأنه في الـ 500 يوم الأخيرة تلقت غزة صيغة رقيقة ما ومتسامحة ما من إسرائيل، التي لم تتطلع الى هزيمة حماس وتحرير كل المخطوفين. كما أنه لا حاجة للاندفاع أيضا وراء الشعور بالاهانة الدوري للذكاء، وكأن “هزيمة حماس وتحرير كل المخطوفين “ليسا هدفين متناقضين منذ اشهر طويلة، كلفا حياة مخطوفين ومخطوفات، مثلما شهد سلف كاتس في المنصب وكذا مسؤولون كبار في طريق المفاوضات.

ومع ذلك، ما يدهش هنا هو الخفة التي يضيف فيها كاتس هدفا جديدا للحرب: السماح “بتحقيق رؤيا الرئيس الأمريكي بالنسبة لغزة”. وبلغة مغسولة اقل: خطة الترحيل التي تتعارض والقانون الدولي والأخلاق الإنسانية، التي امتشقت من العقل الساخن لرجل قادر على ان يهضم مفهوم التعقيد مثلما يمكن لجسمه ان يهضم الحديد. هذا القول يجب أن يقف امام عيون المقاتلين والمقاتلات هم سيرسلون للهجوم في المرة الرابعة أو الخامسة (من يحصل) على جباليا وخانيونس: يتبين انهم سيكونون هناك ليس فقط كي يهزموا منظمة إرهاب إجرامية ونكراء ولانقاذ إخوانهم أيضا (رغم أنه منذ البداية لم يكن ممكنا هذا وذاك)، بل لتهيئة التربة بارتكاب أفعال تشكل جريمة حرب.

في صالح كاتس ينبغي أن يقال انه لا يتحدث على نحو منقطع عن المشاعر السائدة في الحكومة وفي الائتلاف: في بيان “مصدر سياسي” قبل أسبوع قيل ان الكابنت يقف من خلف “الرؤيا الثورية لترامب لمستقبل غزة” (وان كان لم يصوت على ذلك). الوزيرة غيلا جمليئيل، عضو الكابنت، تتباهى في المقابلات بخطة “الهجرة الطوعية” التي طرحت في بداية الحرب (في اطار الوزارة المختلقة التي هجرتها طواعية أو بغير طواعية). إذن، لم يرغب أي مصدر رسمي بان يسمع عن ذلك. في السفارة في واشنطن تنكروا لها واستغرق هذا 500 يوم وانتخابات دراماتيكية في الولايات المتحدة لاجل تحويل المنبوذ الى علاقات عامة (وشكرا أيضا للوسط السياسي العفن).

وهكذا، عمليا، تتدحرج مرة أخرى المسؤولية الى عتبة ابطال الحرب الحقيقيين، رجال ونساء تركوا كل شيء وضحوا بالجسد والروح لانهم شعروا بالأرض تهتز وسمعوا صوت إخوانهم واخواتهم، تصرخ اليهم من الانفاق. اذا وصل النداء، عليهم ان يأخذوا بالحسبان: إسرائيل الرسمية، ولا يهم لمن كانت الفكرة، تريدهم وتحتاجهم ليس فقط كي تزيل تهديد غزة بل أيضا كي تنفذ الترحيل. لا تقولوا انكم لم تعرفوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى