ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: في الطريق الى الاختبار الحقيقي

يديعوت احرونوت – نداف ايال – 15/10/2025 في الطريق الى الاختبار الحقيقي

في الشرق الأوسط لا يأتي أي شيء بسهولة. لا الحرب ولا السلام، ولا وقف النار الذي يوصف أحيانا كسلام. لقد كان واضحا تماما ان حماس ستحاول اللعب مع عناصر الاتفاق واولا وقبل كل شيء إعادة الضحايا. المشكلة هي أنه منذ البداية توجد تقديرات استخبارية غربية بانه توجد صعوبة في العثور على الضحايا؛ كما توجد أيضا تقديرات بان حماس ترغب في الإبقاء على ورقة المساومة، على حد نهجها في ايديها. المشكلة هي التشخيص: أين المشكلة الحقيقية وأين يدور الحديث في مواصلة اللعبة الوحشية لحماس. 

تهديدات أسرائيل أمس فعلت فعلها، لكن الاختبار سيكون في إعادة كل الضحايا. التدخل الشخصي للرئيس الأمريكي في هذه المسألة هام للغاية؛ ترامب لا يتراجع، لم يلعب لعبة التظاهر وكأن الاتفاق يمر بسهولة. الطريق الوحيد الذي سينتهي فيه هذا الفصل الحزين هو في تدخله المتواصل.

بمفهوم ما الاحتكاكات في تنفيذ الاتفاق وخروقات حماس هي اختبار الواقع بعد أيام من السعادة الخالصة تماما. العنوان ليس أي كلمة تأتي على لسان الزعيم، حتى الرجل الأقوى في العالم في خطاب استثنائي في الكنيست. العنوان جاء من الكلمات القليلة المتكررة التي قالتها عيناب تسنغاوكر لابنها متان: “حياتي أنت. حياتي. بطل. ما شاء الله عليك”. دارج القول ان هذه صورة نصر، وتلقينا الان 20 صورة كهذه. لكن كلمة “نصر” ليست دقيقة. هذه صورة اشفاء، او بداية اشفاء لامة كاملة. هذه الهزة التي تمر بإسرائيل من شريط مسجل واحد الى آخر، هي هزة النهاية، نهاية فترة؛ ليست نهاية كاملة؛ فجثامين الضحايا لا تزال في غزة وعائلاتها لا تزال تعيش أياما صعبة. ولا نهاية “مطلقة”، وذلك أيضا لان حماس لا تزال في القطاع، وهي مسلحة، المستقبل غامض. لكن بين الاخوين غالي وزيف بيرمان مع قمصان مكابي تل أبيب؛ ايتان مور يعانق ابويه ويروي عما تعلمه منهم في قطاع غزة؛ الون آهال في المروحية، مع كلمات شالوم خانوخ: “نبع قوتي، ضحك وبكاء/ نهاية عذاباتي” – خلاصة الامل تغلبت هذا الأسبوع على حساب اليأس. 

وكانت العقبى هي خطاب الرئيس الأمريكي في الكنيست. كانت هذه ذروة ترامب. عندما يتحدث امام جمهور محب فان ترامب سخي في الثناء وفي خلق العناوين الرئيسة. وباستثناء مهرجانات حركته في أمريكا، لن يكون للرئيس جمهور محب اكثر مما في كنيست إسرائيل – في الائتلاف والمعارضة. لإسرائيل الكثير مما تتعلمه من استعداد الرئيس الأمريكي لاعطاء هذا القدر الكبير من الحظوة السخية للاخرين؛ وكرس لذلك قسما واسعا من خطابه؛ تعريفه لستيف ويتكوف كـ “كيسنجر الذي لا يسرب” سيدخل الى عالم الاقتباسات، مثلما هي قصصه عن رئيس الأركان الأمريكي الجنرال كين، النقاش عن كم من المال لدى مريم ادلسون في البنك او انطباعه الشخصي الإيجابي عن رئيس المعارضة لبيد. 

سياسيا، لا شك أن دعوته العلنية للعفو عن نتنياهو كانت العنوان الأهم. من يهمه السيجار والشمبانيا، قال الرئيس الأمريكي. توجهه المباشر للرئيس هرتسوغ، من فوق المنصة كان لحظة دراماتيكية. وحسب سيماء وجه نتنياهو كانت هذه هي اللحظة الأكثر سعادة لنتنياهو في اثناء الحرب كلها. لعل هذا هو النصر المطلق الذي قصده نتنياهو. الى جانب باقي الثناء لنتنياهو في الخطاب – “انت رجل شعبي جدا لانك تعرف كيف تنتصر” – يوجد هنا ما يكفي لحملة الانتخابات التالية. من أعتقد أنه توجد هنا خطة سرية ما لدى إدارة ترامب محاولة الثأر من نتنياهو في اليوم التالي، خاب ظنه.

جوهريا، خطاب ترامب تضمن بضع رسائل هامة. تأييد لا لبس فيه لاسرائيل، والى جانبه رسالة واضحة وحادة بان الحرب في قطاع غزة انتهت. وان على إسرائيل الان ان توظف طاقتها في التنمية وفي السلام: “إسرائيل حققت كل ما يمكنها عبر القوة العسكرية والان هذا هو الوقت لترجمة هذه الإنجازات”. تحدث عمليا عن مكانة إسرائيل في العالم وقال ان هذا “بات سيئا”، وان نتنياهو فهم “ان هذا هو الوقت”. 

غزة ستجرد من السلاح وحماس سينزع سلاحها”، قال الرئيس الأمريكي ولم يفصل كيف، لكن كان واضحا جدا في رغبته في توسيع اتفاقات إبراهيم. دعوته لإيران للوصول الى اتفاق باتت أيضا كجزء من النص المكتوب، وكذلك حين خرج عنه وبدأ يتحدث بشكل حر. الرئيس الأمريكي لم يذكر دولة فلسطينية لكنه شدد على مساهمة الدول العربية في تحقيق الاتفاق وجسد قوتها الاقتصادية. كانت هذه نقطة توقف عندها، عند ثراء قسم من الدول العربية، عند صغر إسرائيل، عند قدراتها الاقتصادية والعسكرية والحاجة الى التعاون الإقليمي. الخطاب لم يهدد باي مرحلة بعمل عسكري، او باسناد عمل عسكري – لا في غزة وبالتأكيد لا في ايران. الرئيس ترامب طلب وفي واقع الامر طالب إسرائيل بطي الصفحة والانتقال الى الامام. قال نتنياهو، كاتس وجهاز الامن: ابدوأ بالاعتياد على انجاز اهداف استراتيجية دون استخدام القوة العسكرية. بالنسبة لغزة، سيكون هذا التحدي الأكبر لان المستوى السياسي في إسرائيل اهمل “اليوم التالي” على مدى سنتين. في هذه اللحظة، حماس تسيطرة في غزة وتصفي معارضيها. 

لم يكن أي بهاء ولم تكن أي هالة في الطريقة التي نظمت فيها الكنيست الحدث، بأقل تقدير – وليس فقط بسبب الدعوات الفضائحية لاعضاء مركز الى مدرج الضيوف او عدم دعوة المستشارة القانونية للحكومة ورئيس المحكمة العليا. لكن في يوم كهذا، فان ضحالة السياسة الإسرائيلية وادمان السياسيين في اليمين على ممالأة “قاعدتهم” لا يمكنه ان يعكر صفو الفرحة. 

الفرحة تعود الى المخطوفين الذين عادوا الى البلاد بعد معاناة لا يمكن تصورها، الى عائلاتهم التي لم تفقد الامل والى من كافح بكل قوته لان يعودوا بسلام. 

الى جانب هذه الفرحة يوجد حزن عميق على من ضحوا بارواحهم كي نصل الى هذه اللحظة. لقد كانت هذه هي الحرب الاولى التي قاتلتها إسرائيل مع هدف إعادة مخطوفين ضمن أهدافها. قيمة كل إسرائيل متكافلة الواحد مع الاخر – التي لا تترك احد في الخلف لم تكن مؤكدة اكثر بالنسبة للمقاتلين في الحرب. 

هذه ليست فقط الفرحة والاشفاء هما اللذان سيميزان حياتنا بعد الحرب بل أيضا الحزن على من فقدناه، وعلى الزمن الضائع – وكذا الحاجة للتغيير. “ان نكون جديرين” هو تعبير اصبح كليشيه، لكن ليس هناك ما هو أصح منه.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى