يديعوت احرونوت: في الجيش يؤكدون ان حملة “عربات جدعون” بدوافع مهنية

يديعوت احرونوت 19-5-2025، رون بن يشاي: في الجيش يؤكدون ان حملة “عربات جدعون” بدوافع مهنية
كبار مسؤولين في الجيش قلقون جدا من الميول التي تظهر في الخطاب العام للتشكيك بطهارة دوافع الجيش الإسرائيلي الذي بدأ بالاستعدادات لمعركة “عربات جدعون” بادعاء عن تجويع قطاع غزة، وكذا عن فجوات في الامتثال للاحتياط. مسؤولون كبار للغاية في هيئة الأركان وفي الشباك قلقون من الادعاءات وكأن هيئة الأركان وقيادة المنطقة الجنوبية يخرجون الى “عربات جدعون” رغم انهم لا يؤمنون بقدرتهم على أن يحققوا من خلال هذه المعركة تحرير المخطوفين وحسم حماس في نفس الوقت.
بالنسبة لاخلاق القتال في الجيش يرفضون رفضا باتا الادعاء الذي يسميه ضابط كبير للغاية في الجيش “رواية دعائية كاذبة تنشرها حماس” بشأن تجويع الفلسطينيين في القطاع. القلق في هيئة الأركان ينبع من أن هذه الادعاءات التي تحظى بابراز كبير في الشبكات الاجتماعية وحتى في وسائل الاعلام الرسمية تمس بدوافع مقاتلي الجيش وتؤدي الى عزل ونبذ إسرائيل في الساحة الدولية.
بالنسبة لرجال الاحتياط، يقول مصدر عسكري كبير ان الخطاب الجماهيري يعرض صورة بشعة اكثر عن الواقع في الميدان. في الجيش لم يتوقعوا ان يصل مستوى الامتثال الى 120 في المئة مثلما في 8 أكتوبر، لكن بعد اكثر من سنة ونصف من الحرب في عدة جبهات، فان المعطيات اكثر من مرضية.
في كل ما يتعلق بـ “عربات جدعون” يدعي كبار رجالات هيئة الاركان بان منحى المعركة خطط وعرض على المستوى السياسي الذي اقره من بين ثلاثة مناحي وضعتها شعبة العمليات بالتعاون مع شعبة الاستخبارات وسلاح الجو – هكذا بحيث أن الجيش يخرج الى الحملة بقدر كبير بمبادرته وبمصادقة المستوى السياسي وليس العكس. “نحن نؤمن بما نفعله. هدف ما يجري في قطاع غزة في الأيام الأخيرة وقبلها أيضا هو تحرير المخطوفين وحسم حماس في نفس الوقت فيما أن الأولوية هي بالطبع لتحرير المخطوفين”، يقول المصدر إياه الذي يعكس على حد قوله موقف الأغلبية الساحقة من الضابطية العليا في الجيش، بدء برئيس الأركان وحتى مستوى قادة الالوية والكتائب. “نحن نعرف ما نفعله، بل وتوجد أيضا مؤشرا على أنه ينجح”.
البيانات المتتالية للناطق العسكري في الأيام الأخيرة عن تحريك قوات الى مناطق مشرفة، تستهدف أساسا آذان كبار من تبقى من القيادة العسكرية لحماس في القطاع وآذان كبار المكتب السياسي لحماس المتواجدين في الدوحة. عمليا، يعمل سلاح الجو في ا لايام المتحدة بشكل مكثف في شمال القطاع وفي وسطه بهدف دفع السكان غير المشاركين للتحرك من الشمال الى الجنوب، فيما أن القوات البرية تدخل الى المنطقة الفاصلة في هوامش القطاع وفي وسطه، في اطار مرحلة الاستعداد لتنفيذ “عربات جدعون”. الهدف هو انه اذا ما وعندنا يصدر الامر، ستتحرك القوات الى مهامها بسرعة. عمليا، أساس “عربات جدعون” لم يبدأ بعد، مرحلة الاعداد هي عملياتية لكن أيضا – وهذا قيل علنا – هدفه خلق ضغط وعي على حماس للمرونة.
لقد نشأت الحاجة لتشديد الضغط على حماس في اعقاب تشخيص وفد المفاوضات الإسرائيلي الذي سافر الى الدوحة وكذا في شعبة الاستخبارات وفي الشباك، في زمن زيارة ترامب الى الشرق الأوسط لتشديد مواقف وفد حماس الى المفاوضات في قطر. عمليا، تركت حماس المفاوضات لانها اعتقدت، في اعقاب تصريحات ترامب وتصريحات في الاعلام الأوروبي حول خلاف شديد بل وعداء بين الرئيس ترامب ونتنياهو. “في حماس اعتقدوا انهم نجحوا في دق اسفين بين الولايات المتحدة وإسرائيل وان من الان فصاعدا سيضغط ترامب على إسرائيل لوقف الحرب والسير الى صفقة التي وان كانت ستتضمن إعادة المخطوفين دفعة واحدة، لكنها أيضا ستلزم إسرائيل بوقف الحرب في القطاع والموافقة على خطة “اليوم التالي” المصرية”، يقول مصدر عسكري كبير. السبب الثاني لتصلب مواقف حماس هو نجاحها في الاعلام العالمي والإسرائيلي بالنسبة للرواية، التي تعتقد بان “الفلسطينيون يموتون جوعا في القطاع نتيجة عمل إسرائيلي مقصود بمنع دخول المساعدات الإنسانية”.
في الجيش يدعون بحزم – لا يوجد ولم يكن تجويع مقصود للسكان غير المشاركين في غزة. لا يزال يوجد غذاء ودواء في القطاع وان كان ضيقا، وحيث ينقص حقا يتم ادخال ما ينبغي وفقط بقدر ما ينبغي. كنتيجة لعدم دخول قوافل المساعدات الكبرى الى القطاع، ينفد الغذاء في مخازن منظمات الإغاثة، وليس لدى حماس ما يكفي من الغذاء، الدواء والوقود لبيعها في السوق الحرة لاجل تمويل عملها او حتى للتوزيع على رجالها.
يجري منسق الاعمال في المناطق، كل يوم تقويما للوضع مع الهيئة الإنسانية التي تعلم في تل أبيب، وتشارك فيها منظمات إنسانية دولية. هناك يعرفون بالضبط ما يوجد في القطاع ويتأكدون من أنه لا يوجد تجويع مقصود. ومع ذلك، يوجد أساس لتقارير ممثلي الأمم المتحدة الى قطاع غزة بشأن ظاهرة أطفال ورضع شُخص لديهم سوء تغذية. وعلى حد قول مسؤولي الجيش هذا الادعاء صحيح لكنه محصور وغامض جدا. هو صحيح أساسا للطبقات الفقيرة التي طريقة توزيع الغذاء والماء من المنظمات الدولية تتسبب بان يتنحوا جانبا من قبل قسم من سكان القطاع ممن يهتمون بأنفسهم أولا وليس بالعائلات الفقيرة، في الغالب للامهات او للاسر التي لها مرضى ومعوقون من غير القادرين على التدافع في الطوابير لتلقي الغذاء والدواء.
هذا الوضع يعتزم الجيش إصلاحه من خلال أربعة مراكز لوجستية تبدأ بالعمل في غضون نحو أسبوع في جنوب القطاع وفي بضع نقاط توزيع مؤقتة أخرى، تكون شمال ووسط القطاع. من سيدير توزيع الغذاء ستكون شركة أمريكية تعطي لكل عائلة، ضعيفة ام قوية صندوقا يحتوي على غذاء، دواء وما شابه، حسب عدد النفوس في تلك العائلة واحتياجاتها.
لا يزال، حماس تتمسك برواية التجويع وهي تنشرها وتحركها في وسائل الاعلام العالمية وبنجاح كبير. كنتيجة لذلك لحق ضرر جسيم بإسرائيل ليس فقط في أوروبا بل حتى في أوساط دوائر ليست اسلام متطرف ويسار راديكالي في الولايات المتحدة.
مع ذلك، في نهاية الأسبوع الاخير طرأت انعطافة حين انهى الرئيس ترامب زيارته الى الشرق الأوسط وفهمت حماس بان واشنطن لا تعتزم ان تفرض على القدس الامتناع عن معركة “عربات جدعون” وعدم ادخال مساعدات إنسانية كما أملت. إضافة الى ذلك، في الذراع السياسي لحماس تبينوا ان حملة التجويع المقصود في غزة لا تلين مواقف المستوى السياسي في إسرائيل بل العكس، الدخول البطيء للجيش الاسرائيلي، والذي يترافق ونار جوية شديدة الى مناطق الاستعدادات لعربات جدعون أدى برجال الذراع السياسي لحماس بان يفهموا بان من المجدي ومن المرغوب فيه الان العودة الى طاولة المفاوضات.
الضغط العسكري، كما يقولون في الجيش، فعل فعله بشكل واضح يصعب التشكيك فيه وما ساهم جدا في ذلك هو الضربة لقيادة حماس العسكرية في غزة ولا سيما محمد السنوار، مما لم يتأكد بعد، لكن توجد مؤشرات واضحة على أنه صفي. كل ما قيل أعلاه ليس فيه ما يضمن ان تنجح حملة “عربات جدعون” في المهمة المزدوجة لاعادة المخطوفين وحسم حماس بل وتوجد مؤشرات على أنه يحتمل الا تخرج هذه المعركة الى حيز التنفيذ بكاملها بل تبقى في المرحلة الحالية، وبالتأكيد طالما استمرت المفاوضات. لكن في القيادة العليا والوسطى في الجيش يؤمنون بان الحملة كما اقرها المستوى السياسي ستسمح بتحقيق تحرير مخطوفين وحسم حماس وان الاقوال التي يطلقها السياسيون في الائتلاف ووزراء في الحكومة هي بمسؤوليتهم فقط. ويقول المصدر الكبير: “نحن نعمل لاعتبارات مهنية عسكرية صرفة استنادا الى تقديرات عميقة لشعبة الاستخبارات وجهات أخرى في اسرة الاستخبارات وليس حسب خطوط توجه سياسية كذه او تلك.