ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: فلنفرض حصارا على شمال القطاع

يديعوت احرونوت 21/8/2024، غيورا آيلند: فلنفرض حصارا على شمال القطاع

سواء المستوى السياسي أم الجيش الإسرائيلي قضى بالقطع في بداية المعركة في القطاع بان “فقط الضغط العسكري” سيسمح بتحقيق اهداف الحرب. مرت اكثر من عشرة اشهر ولا يبدو أننا قريبون من تحقيق أي من الأهداف. وسبب عدم النجاح  ليس لان العملية العسكرية فشلت. العكس هو الصحيح. العملية العسكرية تنفذ كما ينبغي. غير أنها وحدها لا تسمح بتحقيق الأهداف.

لقد تخلت إسرائيل منذ بداية الحرب عن جهدين هامين بقدر لا يقل. الجهد الأول هو سياسي. عندما سُئل رئيس الوزراء منذ أكتوبر من معظم زعماء العالم الحر حول اليوم التالي، أجاب بغرور: “عندما نصل الى اليوم التالي، نتحدث عن هذا”. الجواب الذي كان يجب ان يعطى هو التالي: “في اليوم التالي لن يكون في غزة حكم حماس، لكن أيضا لن يكون حكم عسكري إسرائيلي. إسرائيل مستعدة منذ الان لان تجري حوارا مع كل جهة عربية ومع كل جهة غربية. كل حل يضمن ان تكون غزة مجردة من السلاح في اليوم التالي – يكون مقبولا علينا”. 

الجهد الثاني الذي تخلينا عنه هو الضغط الاقتصادي. صفقة المخطوفين الاولى في تشرين الثاني حققت لسبب بسيط. حتى ذلك الحين دخلت الى غزة شاحنتا تموين فقط. المطلب الأساس لحماس في اطار تلك الصفقة كان زيادة عدد الشاحنات الى 200 في اليوم. دكتاتوريون مثل السنوار لا يفزعون من الضغط العسكري. من ناحيتهم كلما قتل فلسطينيون اكثر بنار الجيش الإسرائيلي، فان الامر يخدمهم. لكن الدكتاتوريون يخافون من شيئين: من وجود بديل سلطوي ومن وجود جمهور غاضب. إسرائيل، عن وعي، تخلت عن هذين الامرين، والنتائج كانت تتناسب مع ذلك.

الوضع اليوم في قطاع غزة هو ان حماس راضية لاربعة أسباب: تموين الغذاء والوقود لسكان القطاع مضمون؛ حماس هي التي تسيطر عليه؛ توزيع الغذاء يثري صندوقها؛ وبمعونة تلك الأموال سهل عليها تجنيد مقاتلين جدد. في هذه الظروف لا يوجد أي سبب يجعلها تسرع للموافقة على صفقة. الصعوبة في الوصول الى صفقة مخطوفين تنبع من سبب آخر. الامر الوحيد الذي يمكنه أن يقنع حماس للموافقة على صفقة هو انهاء الحرب. انهاء في نظرها يمثل انتصارها واستمرار بقائها في الحكم. لقد وافقت المنظمة قبل اشهر على صيغة بسيطة: إعادة كل المخطوفين مقابل اعلان رسمي (زائد ضمانات) بان الحرب انتهت وان الجيش الإسرائيلي ينسحب من القطاع. نتنياهو لم يكن مستعدا لذلك، اصر على ان الحرب يمكنها أن تستمر، ومن هنا نشأت صيغة شوهاء، تلك التي يبحث فيها ظاهرا الان. هذه الصيغة سيئة لإسرائيل وسيئة لحماس: من ناحية إسرائيل هي لا تضمن عودة كل المخطوفين، من ناحية حماس هي لا تضمن انهاء الحرب. 

فما العمل إذن؟ الخطوة التي كان من الصواب عملها منذ تشرين الثاني.  مع استكمال “محور نتساريم” تحيط قوات إسرائيلية كل شمال القطاع. الامر يخلق ظروفا كاملة لفرض حصار على هذا القسم من قطاع غزة. بخلاف الاقوال غير المسنودة، فان الحصار هو ليس فقط آلية مسموح بها حسب قوانين المواجهة المسلحة بل حسب وثيقة رسمية من وزارة الدفاع الامريكية هذه آلية مفضلة.

حسب هذه الوثيقة مسموح التجويع حتى الموت للعدو من خلال منع تام لدخول المياه، الغذاء والوقود الى المنطقة المحاصرة. الشرط الوحيد هو إعطاء السكان المدنيين الوقت الكافي للخروج من هذه المنطقة. وبالفعل كان يمكن للجيش الإسرائيلي وينبغي له أن يبلغ نحو 300 الف مواطن في شمال القطاع بانه عليهم ان يخرجوا من هناك في غضون أسبوع، في ختامه لن يتم ادخال أي شيء الى المنطقة. ولا يتبقى لـ 5 الاف مخرب الذين يوجدون هناك الا امكانيتين: الموت أو الاستسلام. 

هذا الإنجاز سيسمح، وبتأخير كبير، البدء والمبادرة أيضا بوجود البديل السلطوي، في المرحلة الأولى، في شمال القطاع. فضلا عن ذلك، فان مثل هذا العمل هو ضروري اذا كنا نريد ان نغير الواقع الصعب الذي علقنا فيه في الحرب وانتشر بعد ذلك الى ساحات أخرى. معظم الانتباه موجه الى ساحة لبنان والى ايران. لكن العملية هذا الأسبوع في كدوميم، محاولة العملية القاسية في تل أبيب والواقع الذي باتت فيه مناطق الضفة مغمورة بالسلاح، بالمواد المتفجرة وبالمخربين – كل أولئك يخلقون خطرا كبيرا بقدر لا يقل. اذا لم نعرف كيف نغير الواقع في الحرب في غزة، فسيصعب علينا اكثر التصدي لتلك الساحات الإضافية. ان السبيل لتغيير الواقع في غزة هو أن نفعل اليوم ما كان صحيحا ان نفعله منذ زمن بعيد. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى