يديعوت احرونوت: فلنستخدم الإنجازات للاتفاقات

يديعوت احرونوت 18/12/2024، اورلي ازولاي: فلنستخدم الإنجازات للاتفاقات
في وابل من اقوال الشر والتبجح التي قالها الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع فوزه، لمع كالجوهرة تصريح واحد كانت فيه راحة لعالم تعب من جداول الدم، الجوع، الأطفال مقطوعي الأطراف، خرائب المدن واقبية التعذيب: “جئت لانهي الحروب لا أن ابدأ حروبا جديدة”، صرح الرئيس المنتخب.
غير أن لكلمات ترامب يوجد موعد نفاد قصير. فبعد التصريحات المتفجرة عن انهاء الحروب، عندما سئل اذا كان يرى وضعا من الحرب بين الولايات المتحدة وايران أجاب: “كل شيء يمكن أن يحصل”، بمعنى ان هذا منوط بالمزاج الذي يستيقظ فيه ومن الذي اثار غضبه اكثر.
ترامب معروف أيضا كمن يتبنى كلام آخر من همس في اذنه، وفي الآونة الأخيرة همسات نتنياهو بشكل مباشر وغير مباشر، كانت بتواتر عال: ايران، ايران ومرة أخرى ايران. نتنياهو لا يندفع فقط لتدمير منشآت النووي لإيران بل هو في ذروة معركة حياته للحفاظ على قوته السياسية، وفي مثل هذه الأزمنة، يكون للزعماء ميل لهز الذنب.
هل حاملة الطائرات هري ترومان التي تشق طريقها الى الشرق الأوسط تبشر بقرار امريكي لان تدخل الى الساحة حيال ايران كل القنابل الذكية؟ واشنطن الرسمية تعتمل في كل ما يتعلق بالإجراءات حيال ايران: بايدن وترامب على حل سواء اعلنا بانهما لن يسمحا لها بالوصول الى قنبلة نووية. وبالتوازي، في العاصمة الامريكية يرون من جديد في إسرائيل كمن تعرف كيف تنتصر. بعد 7 أكتوبر، اعتبرت كدولة ذات قيادة ضعيفة وجيش في أداء متدنٍ: كانت في عيونهم ضحية وخاسرة على حد سواء.
غير أن الدولاب دار، السنوار صفي، نصرالله صعد الى السماء، الأسد سقط وإسرائيل نجحت في أن تبيد، بمساعدة أمريكية، قسما كبيرا من الدفاع الجوي لإيران وخربت خلاطات الوقود للصواريخ الباليستية. كل واحد من هذه الانتصارات لم يحقق تغييرا جوهريا، والحروب التي لا تنتهي بتسوية سياسية تحسن للطرفين هي حروب لسفك الدماء وحفظ قوة السلطة. لكن الوضع الجديد في الشرق الأوسط الذي ترتسم فيه إسرائيل من جديد كقوية، خلق جسرا مستقرا تخطط عليه القوى للاندفاع الى ايران الضعيفة التي زعيمها الروحي وآيات الله فيها يخشون التصفية المركزية. ايران فقدت وكلاءها، واحلامها بحزام ناري حول إسرائيل تبددت.
نتنياهو كان يمكنه أن يجلب صورة نصر محررة: عيناب تعانق متان، المخطوفون يقعون في أحضان اعزائهم. بسخاء المنتصرين كان يمكنه ان يصل الى صفقة الكل مقابل الكل، لكن في هذه اللحظة ايران أولا. مع الاكل تأتي الشهية.
ترامب اضر في الماضي إسرائيل بشكل دراماتيكي حين مزقف اربا الاتفاق النووي مع ايران، التي التزمت على نحو جميل جدا بنصيبها في الاتفاق. اليد التي مزقت الاتفاق كانت يد ترامب، لكن الصوت الذي دفع الى هناك كان صوت نتيناهو. منذئذ قامت ايران بقفزة طريق هامة نحو القنبلة النووية: في وردية ترامب، الذي وعد بجلب اتفاق افضل، الامر الذي لم يفعله ابدا، مثلما لم يجلب ابدا “صفقة القرن” كما وعد بين إسرائيل والفلسطينيين.
عندما سيدخل ترامب البيت الأبيض، ستكون امامه معضلة فتاكة: هل يمتطي الزخم ويسير بكل القوة على الرأس على ايران، ام سينجح في اذهال العالم في تحقيق اتفاق تطبيع في الشرق الاوسط يضم ايران، ويلمس محور السعودية.
كل واحد من هذين الخيارين يمكنه أن يتفجر لنا في الوجه. أساسا وجهنا. من المفضل اتفاق تطبيع، فإسرائيل وان كانت ستضطر الى تقديم تنازلات – هذا سيكون أليما لكنه مؤلم اقل.