يديعوت احرونوت: فرصة محظور تفويتها

يديعوت احرونوت 12/12/2024، آفي شيلون: فرصة محظور تفويتها
سقوط سوريا، الى جانب وقف النار المحفوظ تجاه حزب الله المهزوم في الشمال، والشائعات عن صفقة – وان كانت جزئية – لتحرير المخطوفين في غزة، يضع إسرائيل، لأول مرة منذ 7 أكتوبر في موقف تفوق استراتيجي. اذاكان يبدو في بداية الحرب بان الحديث يدور تقريبا عن حرب الأيام الستة للعرب، وإسرائيل فقدت من قوتها بعد أن هوجمت من الشمال، الجنوب والشرق – يبدو الان ان الجرة انقلبت رأسا على عقب. السؤال الان هو ما العمل في ضوء التفوق الاستراتيجي.
لقد سبق لإسرائيل ان وقفت امام تفوق مشابه، وفي حينه أيضا لم يستغل كما ينبغي. في 2011 بدأ “الربيع العربي” الذي أدى الى انهيار دول عربية، فيما وجدت إسرائيل نفسها كجزيرة استقرار وقوة في منطقة عاصفة. حزب الله اخذ يغرق في حينه في الحرب الاهلية في سوريا لكن بدلا من استغلال الوضع ومهاجمته فضلت إسرائيل الانتظار حتى تعاظمت قوته وفي النهاية هاجمنا.
الربيع العربي جلب أيضا فرصا سياسية. لكن بدلا من الدفع قدما بتسوية مع الفلسطينيين فيما نحن في موقف تفوق والعالم العربي في ضعفه اختار نتنياهو التباهي في تلك السنين بما اسماه “العصر الذهبي” لإسرائيل واتهم معارضيه بكونهم “مخللين”. المسألة الفلسطينية دحرت بالفعل في حينه الى الزاوية الى أن تفجرت علينا بوحشية في 7 أكتوبر. هكذا حصل بحيث أنه باستثناء اتفاقات إبراهيم، والتي هي الأخرى تحققت بقدر كبير بفضل إدارة ترامب السابقة، إسرائيل لم تستغل الربيع العربي لصالح مستقبلها.
هذه المرة علينا أن نستغل ضعف المحور الشيعي واستعادة قوة الردع لمبادرات تترجم الإنجازات العسكرية لتحولات سياسية. عمليا، الامر الأول الذي ينبغي عمله هو التطلع الى صفقة كاملة في غزة تعيد كل المخطوفين مقابل انهاء الحرب، بالتوازي مع استبدال حكم حماس، المنهار على أي حال، لسلطة فلسطينية خاضعة للرقابة، الى جانب تواجد دول عربية هناك. بالتوازي ينبغي التوجه الى الفلسطينيين بعرض لاستئناف محادثات السلام. نعم، الان بالذات، حين يكون واضحا للفلسطينيين أيضا بان حماس فشلت واعداء إسرائيل في ضعفهم، من المجدي مرة أخرى تحريك المسيرة السياسية. كما ان الامر سيساعد على تحسين صورتنا في العالم.
يمكن التفكير أيضا بمبادرة جريئة تجاه سوريا الجديدة – فمنذ الان الإيرانيون والروس والأتراك والامريكيون يحاولون تحقيق نفوذ على الحكم، فلماذا إذن لا نفاجيء بدعوة الجولاني لزيارة القدس، بما في ذلك الصلاة في الأقصى، مثل زيارة أنور السادات في 1977؟ يبدو هذا خياليا لكن يمكنه ان يكون مبادرة حتى اهم من زيارة السادات، وذلك لانه اذا ما استجاب الجولاني للدعوة فانها يمكنها ان تشكل مصالحة مع العالم الإسلامي وليس فقط مع دولة.
كما لا ينبغي لإسرائيل أن تكتفي بالتشديد على وقف النار مع حزب الله بل ان تعمل على اتفاق سلام مع لبنان، في الوقت الذي يفقد حزب الله هناك قوته وايران نفوذها. في هذا السياق يمكن التفكير أيضا بدعم حكم ذاتي للدروز في سوريا وتعزيز الحلف مع الاكراد.
كل هذا ممكن بخاصة في ضوء دخول ترامب الى البيت الأبيض. التاريخ يشهد بان انتهاء الحروب ينطوي دوما على فرص لتغيير الواقع. ولا يوجد وقت افضل لمحاولة حقيقية لتغيير وجه الشرق الأوسط. لهذا الغرض مطلوب قيادة لا تكتفي بالخطابات عن انجاز استراتيجي عسكري، انجاز لن يبقى منه شيء اذا لم نستغل اللحظة المناسبة التاريخية هذه.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook