يديعوت احرونوت: غزة تعرقل المعركة في ايران

يديعوت احرونوت – بن – درور يميني – 22/6/2025 غزة تعرقل المعركة في ايران
هذا ليس لأننا لا نعرف انه ينبغي أن نوقف المواجهة في غزة. نعم. هذا مقلق. فبعد 20 شهرا لا يوجد أي نصر مطلق في الأفق، لكن يكاد كل يوم يوجد قتيل. روتين وحشي. يروتين منهك. هكذا في المستوى العسكري، في المستوى السياسي هزمنا أنفسنا. لان إسرائيل فعلت كل ما يمكن كي تصل الى الدرك الأسفل السياسي الأخطر في تاريخها. الموضوع هو اننا في حرب مع ايران. هذه هي المعركة التي يمكنها أن تغير الشرق الأوسط. هذه هي المعركة التي يمكنها أن ترفع مستوى المكانة الاستراتيجية لإسرائيل. هذه هي المعركة التي يمكنها أن تنقذ إسرائيل من سقوط الدرك الأسفل السياسي.
المشكلة هي أنه مجرد مسألة وقت الى أن يبدأ التأييد الدولي، الهام جدا، في التبدد. لان غزة هي حجر رحى على رقبتنا. هي تمس بالحرب الحيوية ضد النظام الإيراني. حتى قبل ان تبدأ رحلات الإنقاذ الجوية، كانت هناك رحلات نقل الى إسرائيل. هذا ليس مفهوما من تلقاء ذاته. لان عاملي الموانيء يخضعون لنفوذ اتحادات مهنية معادية تسيطر عليها أحزاب اليسار الراديكالي. وقد اخروا ارساليات حيوية لإسرائيل. هذه مشكلة عويصة في الأيام العادية ومن شأنها أن تكون مشكلة اكبر في الحرب ضد ايران. وبهذا الشأن نحن متعلقون بالرأي العام. وليس ليس افتراضيا بل مؤثر.
يخيل أن المؤشر الأبرز للراي العام الغربي هو الصحافي البريطاني فيرس مورغان. فالمعركة ضد حماس بدأها مع تأييد واضح لإسرائيل. في الأسابيع الأخيرة مع المزيد فالمزيد من المنشورات عن قتل إسرائيل للابرياء – ومعظمها غير صحيحة – غير موقفه. أوضح بان التغيير حصل في اعقاب تصريح الوزير بتسلئيل سموتريتش في أن على إسرائيل أن تدمر ما تبقى من غزة. هذا لم يكفِ سموتريتش ان هناك من يلاحق جنود الجيش الإسرائيلي في العالم بسبب تصريحات كهذه. لم يكفيه اننا على بؤرة استهداف المحكمتين الدوليتين في لاهاي. كان ملزما ببساطة ان يوفر السلاح لكارهي إسرائيل وان يجعل من لا يزال يؤيد إسرائيل ان يتوقف عن ذلك.
بعد يومين من بدء الهجوم الإسرائيلي ضد ايران نشرت مورغن بوست تأييد لإسرائيل. هذا موقف يمثل الرأي العام في الغرب بما في ذلك موقف كل رؤساء دول الغرب.
غير أن هكذا بالضبط بدأ في الأيام ما بعد 7 أكتوبر، وعندها جاءت التصريحات المتبجحة عن التدمير، عن الثأر، عن عملاق وعن أنه لا يوجد أبرياء. والى كارهي إسرائيل الدائمين انضم رويدا رويدا أولئك الذين كانوا يعتبرونها محقة في بداية الطريق. الدعاية المؤيدة لحماس ما كانت لترتفع الى الاعلي التي وصلت اليها بدون التصريحات المتبجحة. وزراء، نواب، شخصيات عامة وصحافيون اصروا على المس بالدعم الدولي مع التصريحا السخيفة، العنصرية، الفاشية. اما الثمن السياسي فدوما يؤثر على العسكري.
هل سيختلف هذا في المعركة مع ايران؟ ليس مؤكدا. الوزير ايلي كوهن يفترض أن يفهم شيئا ما في المجال السياسي. فقد كان وزير خاراجية إسرائيل. هذا لم يمنعه من أن يقول “على كل مبنى يسقط في إسرائيل، مئة مبنى سيسقط في ايران”. وميري ريغف تطالب منذ الان بفرض الظلام على كل طهران. عفوا؟! من متى كانت لنا حرب ضد الإيرانيين؟ فالمبرر للهجوم الإسرائيلي المفاجيء هو نوايا الإبادة من جانب النظام الإيراني. ليس لإسرائيل أي شيء ضد الشعب الإيراني. وعند الحديث عن ضرب الايرانيين – تصبح حرب ايران حرب غزة. هكذا لا ننتصر. هكذا ننشر الفرع الذي نجلس عليه.
لقد بدأ هذا لتوه. عمانويل ماكرون يقفز أولا للمطالبة بـ “وقف ضرب البنى التحتية المدنية والطاقة”. هو ضد ايران وضد إسرائيل في نفس الوقت. في أيام أخرى كان سيصدر بيانا ضد بريطانيا أيضا التي قصفت بنى تحتية في المانيا ردا على القصف النازي للندن. هو “موضوعي”. هكذا بحيث ينبغي الحذر. لا ينبغي خدمة الماكرونيين. قليل آخر من التصريحات السخيفة لوزراء الحكومة، وما فعلوه لنا في الحرب ضد حماس سيفعلوه لنا في الحرب ضد ايران. ولاحقا سيوقف عاملو الموانيء الارساليات لإسرائيل. اذن، رجاء منكم، أيها الوزراء والنواب – اغلقوا افواهكم. صحيح أنه يخيل لكم ان قاعدتكم هي قطيع من المتعطشين للدماء، لكن لا تزال إسرائيل اهم بكثير مما يخيل لكم من قاعدتكم. واذا ما تبقى فيكم وفي رئيس الوزراء بعض من سواء العقل – فاتركوا غزة. حرروا المخطوفين. لان هذا فقط سيساعد إسرائيل على ضرب الهدف الهام. ايران.