يديعوت احرونوت: علينا أن نغير استراتيجية الدوائر التي اتخذت مع قيام الدولة

يديعوت احرونوت 15/10/2024، يديديا يعاري: علينا أن نغير استراتيجية الدوائر التي اتخذت مع قيام الدولة
ساحة الصراع العسكري في الشرق الأوسط اتخذت منذ الازل صورة دائرية. ففي الجيش الإسرائيلي تحدثوا عن الدائرة الأولى، الثانية والثالثة. سليماني دعا هذا طوق النار. فكرة الدوائر ترسم خريطة دوائر العداء، قوتها وخطورتها كتهديد. الدائرة الأولى ارتسمت منذ حرب التحرير كدائرة التهديد الوجودي. بداية الجيوش العربية – مصر، الأردن وسوريا – وبعد اتفاقات السلام، جيوش “بدون دولة” حماس وحزب الله، وخلفهم دولة واحدة – ايران.
في اسرة الامن بعامة، تثبتت فكرة أنه في هذا التغيير للاعبين في الدوائر المختلفة معناه الجوهري هو انه لم يعد تهديد وجودي على دولة إسرائيل. فالتهديد في الدائرة الأولى قل، إذ اننا لم نعد نقف امام جيوش دولة. ولهذا يمكن بحملات مختلفة “إدارة النزاع” – فيما أن الإضافة المباركة لمنظومة الدفاع متعدد الطبقات تعزز هذا فقط، وعندها، في 7 أكتوبر، اتضح بان التصميم الإيراني للسيطرة على كل فروعها رفعت مستوى قدرات فروعها في حزب الله وفي حماس الى جيوش على ما يكفي من الفاعلية بحيث أنه عند اطلاق الإشارة يمكنها ان تفعل ما لم تنجح في فعله جيوش دول جيرانها. هذا هو المنطق الذي ولد طوق النار لدى سليماني، والذي شوشه السنوار حين انطلق بدون تنسيق. ما تجده قواتنا اليوم في لبنان يشهد كالف شاهد كم كان الامر قريبا.
هذا لا يعني اننا كنا غير مبالين بالنسبة لحزب الله وقدراته. ما نراه في لبنان الان هو عمل لسنوات. أجيال من المخططين والقادة وشبكات الاستخبارات التي اعدت بالضبط لهذه اللحظة. لكن بالتأكيد يحتمل ان بعد سنوات، سيقول المؤرخون المتهكمون ان السنوار انقذنا بصعوبة. فلو تم التنسيق الذي عول عليه سليماني، وعمل الرضوان في الجليل وحماس في الغلاف في وقت واحد – بالتوازي مع رشقات صواريخ من ايران ومن لبنان – لبدا كل شيء مختلفا. بدلا من هذا، بعد سنة من القتال، بدا كل شيء مختلفا حقا. لكن بالعكس. نحن في ذروة تغيير في شكل الدوائر. الدائرة الأولى بحكم تعريفها شكلت دوما التهديد الفوري ونقطة العمل للجيش الإسرائيلي اتجهت لتوفير الحد الأقصى من الرد في هذه الدائرة. بناء القوة في سلاح الجو والبر تركز على الدائرة الأولى حتى الثانية. اما الدائرة الثالثة ايران فاعتبرت كتهديد محتمل. الواقع الذي نشأ الان يقلب الأمور رأسا على عقب. جيوش المحور في الدائرة القريبة في مستويات مختلفة من التحطم، والتهديد من الدائرة الثالثة، تحول من محتمل الى فعلي.
هذا اهتزاز تكتوني يستوجب إعادة استعداد. عندما يدور الحديث عن قتال في مدى 2000 كيلومتر، فان نقطة العمل الحالية لسلاح الجو بعيدة جدا عن ان تكون مثالية. فالطيران الى هذه المسافات معقد، يتطلب شحن بالوقود في الجو، تنسيق مع دول مجاورة ومع الأمريكيين – وفوق كل شيء يوجد فيه خطر حقيقي على إصابة الطائرات والطيارين. سلاح تلقائي سيعرف كيف ينقل بالضبط كمية المتفجرات ذاتها تمام الى تلك الأهداف وبشكل اكثر بساطة بكثير.
نحن يمكننا وينبغي لنا ان نكون في وضع يتمثل في أنه في اللحظة التي ننهي فيها الاعتراض على الصاروخ الـ 180 الذي اطلقه الإيرانيون والحوثيون نحونا – بعد خمس دقائق من ذلك تنطلق 180 صاروخ من عندنا الى ايران واليمن. رد مضاد فوري، بدون تنسيقات وضغوط. واذا اعترض 95 في المئة من الرشقة الإيرانية في الجو – فان نسبة مشابهة لهذه من صواريخنا ستضرب الأهداف. فليس لديهم منظومة دفاع متعددة الطبقات. هذا الامر في متناول اليد تماما. فمن طور اعجوبة تكنولوجية مثل القبة الحديدية، في اقل من أربع سنوات سيعرف كيف يملأ المخزون اللازم لمثل هذا الهجوم، عندما يتقرر، في زمن اقصر بكثير.
لا يوجد هنا فقط حساب تكتيكي للكلفة – المنفعة العسكرية. فطالما كان آيات الله والحرس الثوري يسيطرون في ايران فانهم سيتآمرون على كل نظام محتمل في لبنان وفي غزة. وعليه فان التحويل في نقطة العمل حرج لمواصلة الطريق. التغيير في شكل الدوائر سيكون الواقع في السنوات التالية: كلما كان الحال آمنا في ايران لن يكون آمنا هنا. وعليه، فاذا ما اسمي هذا الرد سلاح الصواريخ او أي اسم آخر، فهذا لا يهم.