ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: على حبل رفيع بين الساحات والتهديدات

يديعوت احرونوت 26/8/2024، آفي يسسخروف: على حبل رفيع بين الساحات والتهديدات

سارع أمين عام حزب الله حسن نصرالله أمس “للاحتفال” بانجازه الأكبر زعما باطلاق صواريخ ومُسيرات نحو إسرائيل، ردا على تصفية فؤاد شكر. فضلا عن ذلك، شرح نصرالله في خطابه بان رد حزب الله تأخر بسبب الرغبة في عدم المس بالمفاوضات بوقف النار بين إسرائيل وحماس وفي أن المنظمة لم ترغب في جر المنطقة كلها الى حرب شاملة. 

هذه اقوال تشهد بشكل لا لبس فيه تقريبا على أن حزب الله لا يريد الان تصعيدا واسعا ومعني بانهاء الحدث، جزئيا على الأقل. هذه انباء سيئة على نحو خاص لزعيم حماس، يحيى السنوار، الذي امل في أن يرى تصعيدا شاملا ولم يحصل على مطلبه. وربما، فقط ربما، النجاح الإسرائيلي في احباط رد حزب الله سيشق الطريق لتنازلات حماس في المفاوضات لتحرير المخطوفين، في ضوء الفشل في توسيع القتال الى المنطقة كلها. 

بالمقابل ينبغي ان نذكر ان نهاية الحدث كان يمكنها ان تبدو مختلفة تماما. فلو كانت نجحت نية المنظمة ان تخرج الى حيز التنفيذ هجوما من الاف الصواريخ الدقيقة الى هذا الحد او ذاك، وكذا حوامات انتحارية نحو اهداف استراتيجية في وسط البلاد، لكنا الان نشهد حربا واسعة معظمها كانت ستدور في داخل أراضي لبنان.

حزب الله ونصرالله كزعيمه، يواصلان في واقع الامر سياسة 8 أكتوبر 2023 – من جهة مهاجمة اهداف في شمال إسرائيل كي يثبت للعالم العربي بان حزب الله لم يترك الفلسطينيين، وبالمقابل لا يجد نفسه في حرب شاملة تؤدي بحزب الله وايران لدفع ثمن باهظ.

هذا سير على حبل رفيع بل وربما رفيع جدا، لانه كما عرفنا من حدث الإصابة في مجدل شمس، التي كانت خطأ من حزب الله، كل صاروخ وكل هجوم إسرائيلي مهما كان صغيرا من شأنه ان يؤدي الى حرب شاملة في حالة الخطأ. في الماضي درج على تسمية هذه الظاهرة “النفر الاستراتيجي” – جندي بسيط يرتكب خطأ يجر دولة كاملة الى الحرب. في هذه الحالة من شأن هذا أن يكون “الصاروخ الاستراتيجي”، غير الموجه وغير الدقيق الذي يشعل المنطقة كلها. 

وعليه، فانه حتى بعد النجاح الإسرائيلي ينبغي ان نتذكر: الساحة المركزية والاهم من ناحية دولة إسرائيل هي لبنان، او للدقة حزب الله لاند. هذه المنظمة، مع اكثر من 150 الف صاروخ تحت تصرفها وجملة الوسائل القتالية الذكية، هي التهديد الأخطر على دولة إسرائيل والذي يتطلب الان معظم جهود جهاز الامن. لقد أصبحت غزة التهديد الثانوي بعد الإصابة الخطيرة جدا لقدرات حماس العسكرية، رغم انه لا يزال توجد لها كهذه. 

تلعب المنظمة الشيعية بالنار وتسير على حبل رفيع كونها تعرف بان قدرات الجانب الإسرائيلي على خوض قتال في ساحتين محدودة، في نهاية الامر. وعليه فان على أصحاب القرار في دولة إسرائيل بمن فيهم رئيس الوزراء ان يفاضلوا الان بين الساحات والتهديدات، والمفاوضات لتحرير المخطوفين هي وسيلة لعمل ذلك – الدفع قدما بالصفقة وبسرعة لاجل تحييد التهديد الأكبر من الشمال. المشكلة هي انه مشكوك ان تكون المسألة الأمنية هي التي تقف على رأس سلم أولويات الحكومة. نتنياهو لا يسارع للوصول الى صفقة ولا يريد أن ينهي القتال في الجبهة الجنوبية، بسبب الخوف على سلامة حكومة اليمين على المليء خاصته. 

وبالفعل، من الصعب التصديق لكن حتى امس، حين استيقظ شعب إسرائيل على شبه حرب في الشمال، بُشر بجنود سقطوا في غزة؛ بمحاولات عمليات أخرى في الضفة؛ وبالطبع حين يكون لا يزال 109 مخطوفين محتجزين في القطاع، يعرف حزب عظمة يهودية من هو “العدو” الحقيقي – رئيس الشباك رونين بار. لقد نشر حزب وزير الامن القومي اعلانا ممولا على ما يبدو من أموال الناخبين يهاجم فيه الحزب رئيس الشباك، في ذروة الحرب، وليس اقل من ذلك. بن غفير وعصبته يوضحون للمرة التي لا ندري كم عددها كم هم غير مؤهلين حتى لادارة بقالة، ويختارون ان يطلقوا النار في داخل المجنزرة في احدى اخطر الساعات لدولة إسرائيل. 

سهل بالطبع اتهام بن غفير “المتطرف”. غير ان الحملة ضد بار، هرتسي هليفي وغيرهما، تخاض بقوة اكبر أيضا من جهة رجال رئيس الوزراء نفسه. مريح لنتنياهو الاختباء من خلف رجل صغير يظهر ظلا كبيرا، مثل بن غفير. غير ان رجاله أيضا مشغولون الان في ذروة الحرب، في محاولات التشهير برونين بار ومهاجمته في كل سبيل ممكن، بما في ذلك سبل دنيئة على نحو خاص. هذه أفعال نذلة من أناس جبناء ينبغي تقديمهم الى المحاكمة على افعالهم، بمن فيهم خريجو منظومة محبطون يتخيلون ان نتنياهو سيعينهم ليكونوا خلفاء لبار في “اليوم التالي”. وهم أيضا سيستيقظون ذات يوم ليكتشفوا بانهم تحولوا ليصبحوا الاغبياء الاستخداميين في خدمة آلة السم وليس اكثر من ذلك. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى