يديعوت احرونوت: عالم واحد في واشنطن، عالم آخر في إسرائيل
يديعوت احرونوت 25/7/2024، ناحوم برنياع: عالم واحد في واشنطن، عالم آخر في إسرائيل
استقبل الأعضاء الجمهوريون في مجلسي الكونغرس نتنياهو أمس كواحد منهم. يتحدث مثلهم، يشعر مثلهم، يسجد للقيم ذاتها، للمخاوف ذاتها، للرؤيا ذاتها. حاولت أن احل لساعة واحدة محلهم: خطاب نتنياهو بدا فجأة حتى اجمل مما كان في الواقع. بنجامين نيتاي، سناتور من ولاية مليئة بالافنجيليين في جنوب الولايات المتحدة، يتحدث ثناء عن دولة بعيدة اسمها إسرائيل. كم جميل من جانبه: عيناي دمعتا اعترافا بالجميل. لا بد سنغرس حرشا على اسمه في احراش الكيرن كييمت. لا بد سنزرع شجرة على اسمه في جادة احبة أمم العالم.
وعندها تذكرت بانه رئيس وزرائي، الرجل المسؤول عن اكبر قصورات إسرائيل منذ ولادتها، الرجل المسؤول عن أنه حتى بعد قرابة عشرة اشهر لم تحل أي من المشاكل التي وقعت علينا منذ ذاك السبت إياه. صحيح أن إسرائيل وقعت ضحية في 7 أكتوبر لهجمة منظمة إرهاب إجرامية، ابنة موت. لكننا كنا في ذاك اليوم أيضا ضحية لانفسنا، لغرورنا، لاهمالنا، لحكومة وظفت كل قوتها في هدم قوتنا، ولجيش فشل فشلا لا مغفرة عنه.
جميل أن نتنياهو قال أمس شكرا للامريكيين على دعمكم العظيم لنا، طويل السنين. كان ممكن ان نتوقع أيضا ان يقول عذرا: عذرا عن الضرر الذي تسببنا به في قصورنا لعظمة أمريكا، عذرا عن اننا اثقلنا عليها كل احتياجاتنا العسكرية وعذرا عن انه بدلا من أن نشكل على ما تلقيناه، في قطار جوي مكثف، نزلنا باللائمة على القليل الذي تأخر. عذرا عن أننا تصرفنا كطفل مدلل، كان يمكن لنتنياهو أن يقول.
وربما حتى الجملة التالية: عذرا عن الخطاب الذي القيته هنا، في هذه القاعة، في 2015، خطابا ساعد في دفع ايران نحو القنبلة النووية. في حينه أيضا تلقيت التصفيق العاصف إياه. ما خرج من هذا كلنا نعرفه.
كما كان متوقعا، عرض إسرائيل كمن تحمي بجسدها قيم أمريكا امام اسلام متطرف، اصولي. هذه هي الحجة التي يحب الامريكيون سماعها. انا وتشرتشل: تشرتشل قال للامريكيين في بداية الحرب العالمية الثانية، اعطونا الأدوات ونحن سنقوم بالمهمة ضد المانيا، نحن نقول لامريكا، اعطونا الأدوات ونحن سنقوم بالمهمة حيال ايران. اما الواقع فأقل بطولية: بريطانيا ما كان يمكنها وحدها واضطرت للامريكيين ونحن لا يمكننا وحدنا.
لا ينبغي للتصفيق العاصف ان يضللنا: أمريكا تبتعد عنا. المقاعد الفارغة في القاعة كانت رسالة لا تقل اصالة عن المقاعد المليئة. نتنياهو فهم بانه ملزم في أن يعرض في خطابه أيضا رؤيا لليوم التالي: في غزة، في الشمال، في المخطوفين. لشدة الأسف، لم تكن علاقة بين ما قاله وبين ما يفعله كرئيس وزراء، لا في جبهة غزة، لا في جبهة الشمال واساسا لا في صفقة المخطوفين.
لا أتذكر رئيس وزراء بقي في دولة أجنبية سبعة أيام في ذروة حرب. هذا يدل كم هو نتنياهو اليوم مختلف عن نتنياهو الولايات السابقة التي كان يقطع زيارات بسبب نبأ عن عملية. الصفقة يمكنها أن تنتظر؛ عطلة نهاية أسبوع في أمريكا اهم.
في الوقت الذي كان نتنياهو يخطب فيه في الكونغرس كان الجيش الإسرائيلي يعمل على تشخيص مزيدا من جثث المخطوفين. عالم واحد في واشنطن، عالم آخر في إسرائيل.