يديعوت احرونوت: عاصفة التلفيق الكاملة
يديعوت احرونوت 3/11/2024، رونين بيرغمان: عاصفة التلفيق الكاملة
الاشتباه الأول ثار في أثناء خطاب نتنياهو. تعزز مع المنشورات في الأيام ما بعد ذلك. بالنسبة لجويش كرونيكل كان واضحا لي منذ اشهر طويلة بان شيئا ما هناك ليس على ما يرام، في ان إدارة الصحيفة تعطي اسنادا لقصص تعزز نتنياهو من جهة، ومن جهة أخرى – للاخيلة، لا يوجد طريق آخر لوصف هذا، التي نشرها مراسل كله هذيان، تخفى في صورة مقاتل كوماندو – بروفيسور في التاريخ – صحافي ومستعرب، عن الموساد. في رأس الهذيانات – قصة جواسيس الاستخبارات الإسرائيلية الذين يرتدون الأخضر متخفين في شكل أشجار في قلب طهران. بعد ذلك جاء النشر في بيلد، صحيفة وصحافيين مع اتصال طويل وعميق بمكتب رئيس الوزراء، ما عزز الشبهات (ومصادر القلق) في أنه توجد هنا عاصفة تلفيق كاملة. 24 ساعة من اللقاءات مع مصادر في إسرائيل ومحادثات مع جهات تتعلق بالمفاوضات، بحماس وبشؤون الاستخبارات – وكان بوسعنا أن نكشفها. التحقيق الذي بدأ بعد ذلك، ولوائح الاتهام التي يحتمل جدا ان تأتي في اعقابها، ستكشف جوانب أخرى في القضية.
لقد سبق أن كشفنا من على هذه الصفحات كيف ظهر له فجأة فيلادلفيا كمحور أساسي، صخرة وجودنا ليطل من الظلام، مليء بقدسية لم يستشعرها احد في إسرائيل – لا في جهاز الامن، لا في اسرة الاستخبارات، لا في طاقم المفاوضات ولا حتى نتنياهو – على مدى نحو تسعة اشهر بان له أي أهمية. الانفاق تحت فيلادلفيا اغلقها المصريون منذ زمن بعيد، وفي الحرب لم يكن ممكنا تهريب أي شيء من هناك من فوق الأرض. أما الادعاء المتهالك وكأن إبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في اثناء 42 يوما من صفقة المخطوفين في محور فيلادلفيا بعد نحو سنة لم يكونوا فيه هناك على الاطلاق هو ادعاء جاء بالضبط في اللحظة التي كانت فيها إسرائيل وحماس قريبة جدا، جدا من الاتفاق.
بالتوازي، اصبح الجمهور الإسرائيلي مجبرا ضحية لحملة متواصلة من الأكاذيب والتلاعبات مست بفهمه لما يجري وكانت تنكيلات حقيقة بعائلات المخطوفين. رأينا أهمية كبرى لان ننشر من على هذه الصفحات الحقائق والتفاصيل الكاملة عن المفاوضات، تلك التي بذلت الحكومة جهودا جبارة لاخفائها عن الجمهور. وفهم من هذه المنشورات بانه عندما كانت المفاوضات في لحظة التحقق، فرض عليها نتنياهو “كتاب الإيضاحات” الذي وصفه مسؤول كبير في طاقم المفاوضات بانه “كتاب الدماء” مما أوضح قليلا وخرب كثيرا – وأضاف سلسلة عوائق واثقال جعلت الوصول الى أي اتفاق متعذرا.
اهم واصعب ما فيها كانت كذبة فيلادلفيا. شخص مطلع على تسلسل الأمور يقول انه حيال الوثائق والمكتشفات، شعر مكتب نتنياهو بانه لا ينجح في اقناع الجمهور وبدأ بمعركة متداخلة – خطاب نتنياهو، الذي جاءت بعده المقابلة مع “فوكس نيوز” الودية جدا له والتي كرر فيها الرسائل إياها، وخطابات عامة ولقاءات سارة مع أهالي المجندات المخطوفات حيث صدحت هناك أيضا الرسائل التي كلها مليئة بمخاطر مختلفة، بلا أساس وتتعارضا قطبيا مع الفتاوى المهنية لجهاز الامن) التي ينطوي عليها ترك فيلادلفيا قصير الأمد. الخطابات والمقابلات الصحفية واللقاءات كانت بعد الخطاب وستصدح أيضا في التقارير الصحفية التي ستنشر لاحقا في وسائل الاعلام الدولية وفيها وثائق تؤكد خطاب نتنياهو.
وهكذا نشأت عاصفة التوثيق الكاملة. في اثناء الأيام الأربعة إياها بعد الخطاب جاءت من اتجاهات وكأنها مختلفة، وكأنها غير مرتبطة أدلة على شيء ما يقضي بان إسرائيل وحماس اقتربتا في المفاوضات وكان احتمال بان يضطر الكابنت للتصويت على الصفقة التصويت الذي كان سيكون ربما الأخير هناك اذا ما نفذ اليمين المتطرف تهديداته في الاستقالة.
“ولاجل عدم الوصول الى هذه اللحظة ولاجل الا يكون تصويت والا يهتز الائتلاف”، يقول مصدر ضالع في التحقيقات، “جلس أناس وكرسوا أياما وليالٍ كي يحيكوا قصة فيلادلفيا. ليجدوا وثائق يمكنها أن تزيف أو تزور كي تثبتها والتأكد من أن تنشر على الملأ. هؤلاء الأشخاص قد يصلوا الى المحكمة بسبب الضرر الأمني الذي في مجرد تسريب الوثائق. لكن محظور أن ننسى الذنب الرهيب لكل من لمس هذا الامر الشائن المتعلق بعدم انعقاد الصفقة وموت المخطوفين في غزة”.