ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: صفقة مقابل صفقة

يديعوت احرونوت 6/8/2024، سيفر بلوتسكر: صفقة مقابل صفقة

متى يعرف السياسي انه فقد تماما ثقة الجمهور؟ عندما تستقبل كل قراراته، حتى تلك القرارات التي يتناقض فيها الواحد مع الآخر، في الرأي العام، بانه يستهدف خدمة مصالحه الشخصية ليس مصالح العموم. مثال حي يوفره رئيس حكومتنا، حكومة لا يثق نحو 80 في المئة من مواطني الدولة بها، ذروة كل الأزمنة. قبل بضعة اشهر اقر، حسب وسائل اعلام اجنبية، تصفية رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية. وقد خرجت التصفية الى حيز التنفيذ عندما ترتبت الظروف لها. غير أن في نظر أجزاء واسعة من الرأي العام، كان لاقرار التصفية اهداف أخرى: ابعاد صفقة المخطوفين، ابعاد انهاء الحرب والحفاظ على الائتلاف. 

الان لنفترض ان بيبي كان سيرفض اقتراحا لجهاز الامن، حسب وسائل اعلام اجنبية، تفعيل العبوة الناسفة ضد هنية وتسرب أمر الرفض لوسائل الاعلام. فان المحافل اياها التي تنتقده بسبب التصفية ستنتقده بسبب عدم التصفية. من خلال استخدام الفيتو على العملية، كانوا سيقولون، استهدف بيبي ان يبقي على قيد الحياة احد المعارضين البارزين لصفقة المخطوفين في قيادة حماس، للتملص من انهاء الحرب ولمواصلة تدفئة الكرسي. مرة أخرى تفضيل للمصالح الشخصية. 

في ظروف خطيرة بهذا القدر، حين تكون ازمة مصداقية الحكومة ورئيس الوزراء اعمق من أي وقت مضى، ما الذي يمكن مع ذلك عمله لاجل الدفع قدما بصفقة مخطوفين معقولة ومنع الهجوم متعدد الساحات على إسرائيل؟ هيا نقبل كمنطلق الادعاء الشائع في أن نتنياهو يمنع صفقة مخطوفين بما تنطوي عليها من معنى خوفا من تفكك حكومته. فلماذا سيقلقه تفكك حكومته؟ ففي العقد المنصرم هو نفسه فكك اربع حكومات. جواب منتقديه: هو يخشى من فقدان مكانة رئيس وزراء بالذات عندما تقترب المحاكمة ضده من مرحلة المرافعات الأخيرة. رئيس وزراء في أيام حرب سيكون ليس فقط مستحقا لتسهيلات رسمية عديدة بل كفيل أيضا بان يستخدم مكانته لتأجيل لا نهائي لقرار المحكمة. هذا هو جذر سلوكه، كما يشرح معارضوه، في الأشهر الأخيرة. 

وعليه، فان مخرجا محتملا من المتاهة يمكن أن يكون في شكل خطوة شاذة وسريعة: صفقة قضائية مقابل صفقة مخطوفين. النائب العام للدولة بمباركة المستشارة القانونية يعرض على بيبي صفقة الاحلام القضائية – بدون اعتراف بالتهمة وبدون عار – شريطة أن يعتزل ابتداء من العام 2025 الحياة السياسية لفترة زمنية من بضع سنوات. المحاكمة تنتهي على الفور وتهديد الحكم الخطير يزال تماما من فوق رأسه. صفقة قضائية كهذه ستحفز نتنياهو كرئيس الوزراء على إقرار الصفقة لتحرير المخطوفين مثلما اقترح هو، والرئيس بايدن ومحافل أمن رفيعة للغاية. متحرر من رعب السجن، سيعود ليكون نتنياهو قبل عقد. سياسي ملاحق وقلق لكن أيضا متوازن ومنفتح. هو سينهض ويعلن بانه أزال معارضته للصفقة وينتظر تنفيذها على الأرض. واذا كانت الكتل المتطرفة – المسيحانية تريد أن تترك حكومته، فلتترك. تهديدها لن يكون بعد ذلك ساري المفعول. 

بحد ذاتي، اخشى من أنه حتى لو قبلت إسرائيل المنحى الأصلي لصفقة المخطوفين كما عرضه بايدن، ستختلق قيادة حماس مطالب واشتراطات جديدة وترفضها عمليا. ومع ذلك، يوجد بارقة احتمال أن في هذه النقطة الزمنية فانه حتى الحماسي الأكثر تزمتا سيفهم بان هذا هو الخيار الأخير له وسيقبله. ليس احتمال كبير – لكن لا يجب التنازل عنه مسبقا. صفقة مقابل صفقة: خطوة قذرة، غير أخلاقية، على حدود الهذيان وغير شرعية – فقط على الحدود – تخدم الان المصالح القومية لإسرائيل وتنقذ حياة الكثيرين. 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى