يديعوت احرونوت: شرق أوسط جديد

يديعوت احرونوت 22/12/2024، شمعون شيفر: شرق أوسط جديد
- بقدر ما تتعلق الأمور بنتنياهو، انسوا لجنة تحقيق رسمية تغوص في غياهب كارثة 7 أكتوبر. لا تزعجوه بمثل هذه الصغائر. في مقابلة منحها رئيس الوزراء في نهاية الأسبوع لـ “وول ستريت جورنال” راجع عمليا دوره في الحرب، وكلمة “انا” تكررت مرات عديدة في المقابلة. كل الإنجازات الهائلة سجلت على اسمه. ووعد قائلا: “نحن سنغير الشرق الأوسط”.
الساعون لخيره كانوا سيقترحون عليه ان يبدي حذرا في وعود من هذا النوع. فعندما أعلن شمعون بيرس عن “شرق أوسط جديد” رأينا كيف ينتهي هذا. منطقتنا لا تفعل خيرا مع أولئك الذين يتزينون بريش تغيير المجال.
حسب نتنياهو، ايقوظه في الساعة 6:29 وبلغوه لأول مرة بهجمة حماس على غلاف غزة. نزل الى الكريا وقضى بان هذه “حرب”. بعد ذلك عقد لنفسه تيجان: “في غضون ست ساعات صفينا مخزون الصواريخ الباليستية لحزب الله”، الأسد سقط بسبب تقويض حزب الله، وفي القطاع لن يبقى حكم حماس على مسافة 50 كيلو متر عنا. هزأوا به حين طلب “نصرا مطلقا”، والان فليأكلوا القبعة. الحرب، وعد نتنياهو، ستستمر حتى طرد حماس من القطاع.
وها هو، فجر امس، حتى قبل أن أنهي قراءة المقابلة، اطلقت صافرة في ارجاء بيوتنا بسبب صاروخ باليستي اطلقه الحوثيون من اليمن. هكذا خرب عندي النصر المطلق. وفي هذه الاثناء، الجيش فقط مطالب بان يفحص نفسه. نتنياهو تمكن منذ الان من التحقيق في القصورات التي جلبت علينا الكارثة الأكبر منذ قيام الدولة. من ناحيته، وحده جهاز الامن مسؤول عن الفشل.
- المنحى موضع الحديث للصفقة مع حماس لن يعيد معظم المخطوفين. نتنياهو يخدعنا: “النصر المطلق” لا يتضمن المواطنين الذين تركتهم سلطات الدولة لمصيرهم. يأس.
- “زوجتي هي امرأة مستقلة، لها اراء خاصة بها”، يقول نتنياهو في شهادته في محاكمته. هذه هي العقيدة كلها في فصل الدفاع عن فصول الادعاء ضده.
في نهاية الأسبوع نشر النبأ الذي بشرنا بان الدولة دفعت في النصف سنة الأخيرة اكثر من مليون شيكل على صيانة منازل الزوجين نتنياهو. ستقولون: لا تكن تافها، الدولة دفعت عن الزوجين. هذا طبيعي. لكن من أجل هذا أيضا مسموح لنا ان نطلب من نتنياهو أجوبة عن منشورات تتعلق بسلوك زوجته وسلوك مقربيه. اذا كانت “زوجتي هي امرأة مستقلة”، فلتكن مستقلة أيضا عندما يدور الحديث عن دفعات مثل بدل غسيل وترميم البركة. ضرائبنا تدفع عنهما كليهما، ولهذا فنحن نستحق حسابا كاملا عن افعالهما.
- الطائرات المُسيرة في الحرب طرأت على رأسي حين شاهدت معرض صور اوري غرشوني في متحف تل أبيب. طائرات تمر في السماء، بين السحب والأرض. التصقت بعنوان “المعرض”، من مصادرنا العتيقة: “ويقول الرب الماء تجري تحت السماء الى مكان واحد لتروا البر: وهكذا يكون”. “كل شيء يصب في مكان واحد: كل شيء كان من التراب وكل شيء يعود الى التراب”.
ما تبقى لنا هو ابعاد المصير المقترح علينا جميعا لنجد جوابا للمسيرات التي تضج في سمائنا وتهربنا الى مكان اختباء.
- مئير شليف كان جاري في معركة القدس. اشتاق له في هذه الفترة لانه في كتاباته لم يشتم بل عرض جوابا محنكا للواقع الذي تحوم فيه حياتنا. وهكذا كتب عن نفسه: “يوجد شخص واحد لاسفي لن يتركني في أي مرة وهذا أنا. مع نفسي يتعين علي أن أعيش بسلام، ولهذا فانا أعيش حسب شخصيتي التي غير مرة تلحق بي اضرارا وحسب استقامتي الداخلية. للكُتّاب هذا صعب: فنحن نرتزق من الأكاذيب”.
أين يوجد أناس كهؤلاء.