ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: شرخ أخلاقي ماذا حصل لنا في الحرب

يديعوت احرونوت 25/5/2025، آفي يسسخروف: شرخ أخلاقي ماذا حصل لنا في الحرب

ماذا بحق الجحيم حصل لنا في هذه الحرب؟ عسكريا اعدنا بناء أنفسنا. نجحنا في ان نهزم حزب الله الى هذا الحد أو ذاك، نجحنا في أن نضرب حماس عسكريا. غزة في الخرائب والجمهور الغزي الذي اطلق في البداية هتافات فرح على المذبحة في 7 أكتوبر يستجدي الان الطعام. ومع ذلك، يخيل أنه بقدر ما حماس انتصرت علينا. 

يحيى السنوار ومحمد اخوه، الى جانب كل قيادة المنظمة التي بادرت الى 7 أكتوبر صفوا ولم يعودوا موجودين. لكن الهجمات المتكررة في إسرائيل على عائلات المخطوفين، على المخطوفين أنفسهم، لانهم طالبوا بانهاء الحرب، لانهم لم يعبروا بما يكفي من الشكر للزعيم الأعلى، تثير تساؤلا قاسيا يحتمل أن يكون السنواريون وامثالهم نجحوا في ان يضربوا المكان الأهم بالنسبة لنا: الروح الإسرائيلية، الروح اليهودية. من الان فصاعدا لا تقول كل إسرائيل متكافلون الواحد مع الاخر، بل قل – بعضنا فقط متكافلون الواحد مع الاخر. 

ان مجرد حقيقة أن مجموعة واسعة، حتى وان لم تكن الأغلبية في الجمهور لكنها مجموعة صاخبة على نحو خاص، جعلت حالة المخطوفين “مأساة خاصة” تشهد على حجم الشرخ الأخلاقي. ان مجرد حقيقة أن الولاء الاعمى لرئيس الوزراء او الامتنان له اصبح المقياس الوحيد الذي يقاس فيه المخطوف أو عائلة المخطوف تشهد على التعفن الذي استشرى فينا. ومجرد حقيقة أن رئيس الوزراء المسؤول عن المذبحة الأكبر التي كانت بالشعب اليهودي منذ المحرقة يتجرأ على ان يختار لرئاسة الشباك مرشحا قال (حسب ما نشرته القناة 12) “انا ضد صفقات مخطوفين، هذه حرب أبدية”، تقول لحماس “انتصرتم”. في السطر الأخير، لم يأتِ تعيين دافيد زيني لخدمة شعب إسرائيل او دولة إسرائيل، بل في المرحلة الأولى لرص صفوف القاعدة في ضوء المساعدات الإنسانية المنقولة الى غزة، وفي المرحة الثانية لوقف الاستجواب المضاد لرئيس الوزراء في محاكمته. 

ان الـ “ماذا حصل لنا”، بعيد عن أن ينتهي في قصة المخطوفين. كل قول ضد قتل الأطفال، النساء او الشيوخ الأبرياء في غزة يبعث على الفور هتافات “خائن” من كل صوب. بعض من المغردين، وحتى السياسيين، يلمحون بانه يجب تنفيذ إبادة جماعية، ليس أقل. ونعم، يجب توجيه النظر وقول الحقيقة والصدق مع أنفسنا، مع الاخلاق اليهودية التي لا تزال باقية فينا او في قسم منا: في غزة قتل ويقتل الاف الأبرياء. انا أتهم حماس، لكن لا يمكن مواصلة الكذب على أنفسنا واخفاء الحقيقة القاسية حين تنشر في كل مكان في العالم صور مئات الغزيين الذين يقاتلون في سبيل رغيف خبز وفي كل يوم تنشر مقاطع فيديو أخرى لاطفال يقتلون باعمال قصف إسرائيلية. ان قول الحقيقة، اظهارها او التبليغ عنها لا تشكل خيانة بل واجب يهودي. ذات مرة، في وقت غير بعيد كنا كصحافيين ملتزمين بهذه الحقيقة. اما اليوم فالسؤال الوحيد الذي نهتم به جميعنا هل هذه الحقيقة تخدم بنيامين نتنياهو أم لا. ولا يمكن الا نتناول اصطلاحا آخر إسرائيلي وجذري جدا: المسؤولية. كلمة كل مقاتل في الجيش كررها لنفسه في تدريب الانفار، كلمة كل ضابط خريج يتفوه بها وهو نائم. القائد هو المسؤول عن جنوده، هو المسؤول عن الحظيرة أو السرية التي يقودها. خيرا ولكن اساسا شرا، ليس فقط عن النجاحات بل واساسا عن الإخفاقات. وبالذات رئيس الوزراء الذي تولى المنصب اكثر من أي شيء آخر هو الذي يعيد تعريف كلمة “مسؤولية”. كيف يحتمل أن نتنياهو بالذات الذي قاد مفهوم “حماس هي ذخر” يحاول أن يتنكر المسؤولية عن مذبحة 7 أكتوبر وفي ا طار ذلك يكذب عن وعي بانه لم يعرف ان المال القطري يصل الى حماس؟.

السنواريون، لشدة الأسف، نجحوا حيثما لم تنجح الجيوش العربية على مدى 75 سنة – دفعوا بعضنا على الأقل لان يفقدوا الاخلاق، لان يفقدوا إحساس الوحدة الذي الزمنا في بداية الحرب. ومن جهة أخرى، لا يزال يجب القول “هذا النصر” لحماس مؤقت وجزئي. 

اغلبية الجمهور الإسرائيلي لا تزال تشعر بسمؤولية هائلة تجاه المخطوفين وعائلاتهم، تجاه الضحايا واقربائهم. اغلبية الجمهور لم تعد تريد رئيس الوزراء أو عصبة المعجبين به في وسائل الاعلام ممن ينشغلون بنشر الكراهية المتبادلة، المؤامرات التي لم تكن ابدا والترويج لقتل جماعي في غزة لكل شخص حتى وان كان بريئا. واغلبية الجمهور تفهم بان من قال ان حماس هي ذخر وفعل كل شيء كي يخلد قوة المنظمة بما في ذلك تمويلها لا يمكنه أن يواصل هنا تولي منصب رئيس الوزراء. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى