يديعوت احرونوت: سياسيون من نوع نتنياهو وكاتس يفكرون بأنفسهم ومكانتهم قد يكون فتاكا

يديعوت احرونوت 26/5/2025، ناحوم برنياع: سياسيون من نوع نتنياهو وكاتس يفكرون بأنفسهم ومكانتهم قد يكون فتاكا
الناس الذين يؤمون بالابد مشبوهون في نظري: فالابد هو محيط العمل الشرعي للانبياء والشعراء، هم وفقط هم. كل الاخرين يختبرون بما يوجد لهم لان يساهموا به هنا والان. وعليه فقد وجدت صعوبة في أن أتأثر بالفتوى المنمقة التي جاءت على لسان اللواء دافيد زيني، مرشح نتنياهو لمنصب رئيس الشباك. الحرب بين إسرائيل والعرب هي حرب أبدية، كما اقتبس عن زيني ولم ينفه بعد. استنتاجه العملي كان انه محظور عقد صفقة لتحرير المخطوفين: ففي الحرب الأبدية لا تعقد صفقات.
“مسيحاني”، دعاه حسب احد المنشورات نتنياهو، حين قرر الا يعينه سكرتيره العسكري. المسيحانيون ليسوا أناسا سيئين، لكنهم ليسوا مبنيين لقيادة جهاز عملي مثل الشباك، من شأن المسيحانية ان تجعله عدو الدولة، مواطنيها وقيمها. في الماضي نتنياهو فهم هذا.
ما بالك أن زيني مخطيء أيضا. صحيح أن النزاع الإسرائيلي – العربي طويل مقارنة بنزاعات قومية أخرى لكنه مجرد فصل واحد في تاريخ الشعب اليهودي وفقرة في تاريخ الشعوب؛ والحروب ليست ابدية. فهي مطرزة بصفقات مرحلية وتنتهي بصفقة شاملة تسمح للطرفين بإعادة البناء. ليس حبا، ليس سلاما – بل تطبيع. وانا اقترح على اللواء زيني ان يقرأ النبأ الرئيس في عدد “نيويورك تايمز” أمس. فهو يتحدث عن قصة وهمية في فيتنام.
القصة هي ان عائلة ترامب تسعى لان تقيم، باستثمار مليار ونصف دولار، ملعب غولف قرب مدينة العاصمة هانوي. احد السكان اعترض على الخطة: فهي تنطوي على هدم المقبرة التي يدفن فيها أباؤه. على الرغم من ذلك وقع على موافقة؛ حكومة فيتنام الشيوعية اجبرته على التوقيع. فالحكومة تأمل في أن تترجم المعاملة المفضلة التي تعطيها لترامب الرجل الى سياسة جمارك مراعية من جهته.
عندما قرأت فكرت بآنية الحروب: قبل 50 سنة هزمت الولايات المتحدة في حرب طويلة وصادمة. اليوم يقصف المنتصرون في حينه بالمال الحساب البنكي لرئيس الدولة التي هزمت.
الابد يكذب؛ الابد يُسكر. الخليط بين الناس الذين يوجد لهم خط مباشر الى الابد وسياسيين من نوع نتنياهو وكاتس ممن يفكرون فقط بأنفسهم ومكانتهم قد يكون فتاكا. كل يوم ونموذجه المفزع.
يوم الجمعة نشر في ملحق السبت لـ “يديعوت احرونوت” تقرير لطوفا تسيموكي تصف فيه كيف تنزل اوريت ستروك، الوزيرة في كتلة سموتريتش، بالمظلة الى وظائف قضائية أناسا يفكرون مثلها. “74 تعيينا من اصل 178 كانت وظائف حركناها نحن”، قالت ستروك بفخار. شريكها، وزير العدل لفين، سار خطوة إضافية. فقد اصدر بيانا يثني على قاضي الصلح الذي حرر من المعتقل المشبوهين في قضية قطر غيت. وقد لون القاضي بالوان سياسية وكل ذلك كي ترى القاعدة وتتأثر. وكتب يقول ان “قرار القاضي مزراحي هو دليل على الرياح الجديدة التي تهب في جهاز القضاء.
اما إسرائيل كاتس فيساهم بدوره في هذا الميل. فقد دخل الى منصب وزير الدفاع بقرار مصمم على أن يكون الرقيب الذي لا داعٍ له، الأكثر سخرية في القاعدة: لا يتعلم الموضوع، لا يقرر سياسة، لا يترك اثرا لكنه يصرخ ويمنع وينغص على الجميع بصلاحيات او بدونها. الحرب الوحيدة التي تشغل باله حقا هي الحرب على خلافة نتنياهو.
في نهاية الأسبوع اعلن بانه يحظر على يئير غولان ارتداء البزة العسكرية والدخول الى معسكرات الجيش. غولان يدعي ان هذا ليس من صلاحياته. أمس اعلن بانه يمنع النائبة العامة العسكرية الظهور في مؤتمر رابطة المحامين. والتبرير: في المؤتمر السابق كشفت عن معطيات عن مخالفات ارتكبت في اطار القتال من قبل الجنود. فاذا لم تكشف فان العالم لن يعرف. لكن المخالفات تمت وتتم، والجيش يفعل القليل جدا كي يحقق فيها ويقدم المخالفين الى المحاكمة. هكذا في غزة من بداية الحرب، وهكذا في الضفة: العالم يعرف وينصدم، كل يوم. لكن العالم لاسامي. كاتس يعمل لدى القاعدة، والقاعدة لا تريد أن تعرف.
الفشل الأكبر لكاتس هو التصدي لايال زوهر، رئيس الأركان الذي أوصى هو باختياره. في إسرائيل رئيس الأركان لا يتبع وزير الدفاع بل يتبع الحكومة. لكن جماعته هو الجيش وأعضاء هيئة الأركان. توجد قواعد أخلاقية؛ يوجد تراث. يوجد احترام للنظام. عندما يتلقى لواء من رئيس وزراء عرض عمل فانه ملزم بان يبلغ بذلك رئيس الأركان على الفور. في مثل هذه المواضيع لا يجري تدوير زوايا؛ لا يكذبون. فلا يمكن إدارة جيش بانما سلوك مركز الليكود.
وعليه فلم يكن مفر امام رئيس الأركان غير تنحية اللواء زيني وحماسة اللواء يفعت تومر يروشالمي، النائبة العسكرية العامة علنا. عمليا، كاتس اجبر زمير على أن يصدر بيانا يشرح له وللجمهور لماذا في ظهورها تحمي النائبة العسكرية الدولة، الجيش، نتنياهو وكاتس نفسه من تورطات إضافية.
رئيس شباك مسيحاني؛ وزير دفاع لجوج؛ وزير عدل هدام؛ رئيس وزراء متآمر. لماذا نستحق هذا العقاب.