يديعوت احرونوت: سفر الوفد الى الدوحة لم يؤجل بل لم يتقرر ابدا
يديعوت احرونوت 25-7-2024، رونين بيرغمان: سفر الوفد الى الدوحة لم يؤجل بل لم يتقرر ابدا
يوم الاحد من هذا الأسبوع، عشية سفر رئيس الوزراء الى واشنطن وامام احتدام احتجاج عائلات المخطوفين وأجزاء من الجمهور ووسائل الاعلام ممن غضبوا بان سفر نتنياهو الى الولايات المتحدة يعيق التقدم في المفاوضات لصفقة المخطوفين، عقدت القيادة الإسرائيلية جلسة اعلن بعدها مكتب نتنياهو بان “رئيس الوزراء نتنياهو وجه تعليماته لاطلاق وفد المفاوضات يوم الخميس القريب القادم”.
واسند البيان باحاطة من مصدر امني يوظف زمنا طويلا في الاحاطات المتعلقة بالمفاوضات، ادعى بانه يوم الخميس (اليوم) سيسافر الى قطر الوفد برئاسة رئيس الموساد دادي برنياع. البيان والاحاطة الاستكمالية الى جانب اقوال إيجابية من مسؤولين إسرائيليين كبار ولأول مرة قول صريح من نتنياهو لحديث مع عائلات المخطوفين في واشنطن عن اقتراب ما من الصفقة، خلقت إحساس حراك وبعض التفاؤل (حذر جدا في ضوء التجربة المريرة) في انه لعله أخيرا يوجد احتمال في أن يحصل شيء ما.
صيغتان
أمس، بعد الساعة 18:00 بقليل بتوقيت إسرائيل، وبعد أن توجهت “يديعوت احرونوت” لجهات مختلفة ذات صلة بالمفاوضات نشر “مصدر سياسي” في قيادة وفد نتنياهو في واشنطن بان “احد اهداف لقاء رئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي بايدن هو الدفع قدما بمنحى الاتفاق لتحرير المخطوفين. في لقائهما سيبحث الزعيمان في المنحى وكيف يمكن الدفع به قدما. وعليه فان الوفد الإسرائيلي سيخرج الى المحادثات بعد لقاء الزعيمين”.
ينبغي قراءة هاتين الصيغتين مرة ثانية، وربما ثالثة كي نقدر بما تكفي الحاجة ما فيهما من احكام وتذاكي. سطحيا واضح أنه قيل هناك ان الوفد الإسرائيلي للمفاوضات كان يفترض ان يسافر الى قطر اليوم، لكن بسبب وجود مواضيع جوهرية تتعلق بالامر والتي ستبحث في لقاء بايدن – نتنياهو، ولان هذا تأجل ليومين – فان سفر الوفد الى قطر أيضا تأجل.
هكذا فهمت وسائل الاعلام الإسرائيلية التي حصلت على الأمور من ذاك المصدر السياسي وسرعان ما تناقلتها، “تأجل سفر وفد المفاوضات الى الدوحة”. بالاجمال، منطقي.
ربما منطقي، لكن ليس صحيحا تماما، وان كان بسبب حقيقة ان سفر الوفد لم يتقرر ليوم غد بل ولم يتقرر لاي يوم آخر وبالتالي ما كان يمكنه أيضا أن يتأجل. فحسب مصادر رفيعة المستوى في الدول الوسيطة تلك التي كان يفترض بها ان تلتقي الوفد الإسرائيلي وربما أيضا طواقم أخرى في الدوحة غدا اذا كان ما هو حقيقي في القصة، ليس لديها أي فكرة عما يدور الحديث، بل لم تتلقى طلبا من إسرائيل او تؤكد استئناف المحادثات يوم الخميس.
طريقة أخرى للنظر الى الوضع هي التالية: صحيح حتى الان لم يتقرر أي سفر للوفد لاستئناف المحادثات وذلك لحقيقة ان اللقاء الأخير، يوم الأربعاء قبل أسبوعين، عقد لقاء قمة في الدوحة، بمشاركة رئيس وزراء قطر، رئيس الموساد ورؤساء طاقم المفاوضات الإسرائيلي مسؤولين امنيين مصريين كبار ورئيس السي.اي.ايه وطاقمه. في اللقاء فاجأ الاسرائيليون، احدهم يتحدث “حين يكون واضحا بانه يكره ما اجبروه على ان يقول”، على حد قول احد المشاركين، حين طرح فجأة مطالب جديدة، بعضها بخلاف ما سبق لإسرائيل أن وافقت عليه في المنحى الذي نقلته، واصدره بايدن الى النور. هكذا، مثلا كتب في المنحى بان كل فلسطيني يعود الى الشمال من الجنوب لن يحمل سلاحا. هذا، يكون واضحا بان إسرائيل تراجعت عن مطالبها، مثلما وجدت تعبيرها في مناح سابقة بمواصلة السيطرة على محور نتساريم، وهو الموضوع المركزي في الجدال بين الطرفين.
يوم الأربعاء قبل أسبوعين فاجأت إسرائيل حين أعلنت بانها تصر – مرة أخرى تصر – على فحوصات امنية للعائدين شمالا. بكلمات أخرى، تراجعت إسرائيل عن استعدادها للانسحاب من محور نتساريم او من أجزاء منه. بل وكانت مطالب إضافية: نقل بحث في مواضيع معينة من الأيام التي بعد وقف النار على القسم الأول والبحث فيها فقط في اطار المفاوضات في المرحلة الثانية والثالثة، أي الاتفاق عليها قبل البدء على الاطلاق.
طريقة نتنياهو
معنى هذه المطالب هو تأخير كبير جدا في المفاوضات وتقليص اكبر في فرص ان يخرج منها شيء ما. يوجد مسؤولون إسرائيليون يعتقدون ان هذه طريقة نتنياهو في إدارة المفاوضات لاجل النجاح فيها – إدخال عنزات واخراجها في اللحظة المناسبة؛ آخرون يعتقدون بان هذه طريقته لادارة المفاوضات كي لا ينجح فيها؛ وثمة من في الاستخبارات الإسرائيلية ممن يعتقدون أن منحى 27 أيار، آخر ما تقدمت به إسرائيل، رفع حين كانت حماس في موقف افضل. اما الان فحماس مضغوطة وهذا زمن مناسب لمزيد من الضغط. غير أن هذا الضغط معناه التأجيل الذي من شأنه أن يكون مصيريا لحياة المخطوفين.
تخفيض الضغط
في السطر الأخير، نتنياهو وعد بان يخرج طاقم المفاوضات الى قطر يوم الخميس، لكن المنحى الإسرائيلي لم يستكمل على الاطلاق. المسؤولون الذين يعنون بالموضوع في الدول الوسيطة لم يعرفوا، ولا يزال لا يعرفون شيئا عن وفد او أي محادثات في الدوحة او في أي مكان آخر وفي أي موعد، وفي الدوحة لا ينتظرون على الاطلاق الطاقم الإسرائيلي.
مصدر رفيع المستوى في احدى الدول الوسيطة يقول ان “نتنياهو أراد ان يرفع عن نفسه ضغط عائلات المخطوفين والجمهور في إسرائيل في أن المفاوضات لن تتأخر بسبب سفره الى واشنطن. ولهذا فقد نشر، في اسناد غريب من جهاز الامن الاسرائيلين قصة وكأن المحادثات ستسأنف يوم الخميس في الدوحة. نحن، وكل من هو ضالع في المفاوضات ننتظر منذ أسبوعين جواب إسرائيل على سلسلة نقاط، جواب لا يزال يتلبث في الوصول. وحتى عندما يصل، ليس واضحا متى، كيف وأين ستستأنف المفاوضات.