يديعوت احرونوت: زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة على حسابنا
يديعوت احرونوت 24/7/2024، يوفال كارني: زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة على حسابنا
لولا سلسلة تغريدات الرئيس السابق دونالد ترامب لكنا لا نزال سذجا بان نفكر بان جدول الاعمال المكتظ لنتنياهو يجبره على أن يبقى في نهاية الأسبوع القريب في الولايات المتحدة متجاوزا الخطة الاصلية للزيارة. إذن صحيح، تمديد الإقامة بيومين إضافيين يرفع كلفة الزيارة بمئات الاف الشواكل الأخرى، لكن لماذا نكون تافهين؟
لكن ترامب، دون أن يقصد على ما يبدو، كشف ما حاول نتنياهو وعقيلته اخفاءه من اللحظة الأولى التي صعدا فيها الى طائرة جناح صهيون في طريقهما الى واشنطن: الهدف هو انهاء عطلة نهاية أسبوع في أمريكا. على حساب الجمهور، بالطبع. ومع ذلك لم يخرج الزوجان نتنياهو من حدود إسرائيل منذ 7 أكتوبر. وبالتالي اذا كان لا بد فلماذا لا ينهيا الرحلة باجازة نهاية أسبوع تبدأ في ميامي، وعلى الطريق الاحتفال – بالصدفة تماما – بيوم ميلاد الابن العزيز المنفي بالضبط هناك؟ بخاصة وهي معلومة محبة نتنياهو للقاءات عمل في الخارج في أيام الجمعة، والتي بالصدفة حقا تمدد العودة الى البلاد الى ما بعد خروج السبت.
غرد ترامب ثلاث مرات عن لقائه المرتقب مع نتنياهو. بداية كتب انه سيلتقيه يوم الأربعاء، وفور ذلك شطب – وأعلن من جديد بان اللقاء مع رئيس الوزراء سيعقد يوم الخميس. في المرة الثالثة عدل نفسه، لكنه القى بالمسؤولية على نتنياهو وغرد قائلا ان “نتنياهو طلب تأجيل اللقاء الى يوم الجمعة”. وهوب – تمددت رحلة رئيس الوزراء وعقيلته بـ 48 ساعة أخرى، مع التفسير بالطبع. وماذا عن عائلات المخطوفين ممن جاءوا معه من إسرائيل؟ لقد تلقوا عرضا للسفر عائدين الى إسرائيل، في رحلات تجارية.
إسرائيل توجد في الحرب الافظع في تاريخها منذ اكثر من 290 يوما. هذه هي الحرب الأطول والأكثر استنزافا. الاف عديدة قتلوا واصيبوا، 120 مخطوفا يعانون ويموتون في اسر حماس وفي الانفاق، عشرات الاف النازحين من بيوتهم، الشمال مهجور، بلدات وكيبوتسات الغلاف لا تزال مدمرة ونتنياهو؟ يحتفل في ميامي. عذرا للتهكم، لكن اين القدوة الشخصية. اين التكافل والحساسية. فنتنياهو بنفسه يشرح لنا في كل مناسبة بان هذا ليس الوقت للانتخابات. هذا ليس الوقت لاقامة لجنة تحقيق رسمية، وبالتأكيد ليس التوقيت الصحيح للادلاء بالشهادة في المحاكمة الجارية ضده. ليس عبثا ان محاميه يقاتل لتأجيل شهادة نتنياهو لاشهر عديدة “بسبب الوضع”. فقط من هو منقطع حقا ولا يرتبط بالمشاعر الإسرائيلية في الفترة القاسية التي نمر بها يمكنه بلا خجل ان يرتب لنفسه عطلة نهاية أسبوع في الولايات المتحدة على حسابنا.
يشكو نتنياهو وينتقد وسائل الاعلام الحرة في إسرائيل على الموقف التمييزي وعلى النهج المتشدد والتافه على حد قوله الذي تتخذه تجاهه. هذا النقد شرعي ويمكن الجدال فيه لكن في افعاله الخرقاء، في سلوكه المكشوف والمحرج وفي الانقطاع الذي لا يدرك عن الواقع يثبت المرة تلو الأخرى بانه يكسب النقد تجاهه باستقامة. ولا تقلقوا – لن تسمعوا كلمة تحفظ، اعتذار او توضيح عن هذه القصة المحرجة. لماذا؟ لان الزوجين نتنياهو يستحقان كل شيء. في غضون وقت قصير سنسمع مغرديه وابواقه يتهجمون على الشبكات الاجتماعية وعلى قنوات الدعاية كي يقوموا بحملة إعلامية من أجله. لا اعرف كيف لكن المستشارة القانونية أيضا سيدخلونها في هذه القصة. “فليمت الحاسدون”، غردت احدى المؤيدات الحبيبات على عائلة نتنياهو. وأضافت: “بالآم شديدة”. حقيقي.