ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: د. الجولاني ومستر الشرع

يديعوت احرونوت – سمدار بيري – 20/7/2025 د. الجولاني ومستر الشرع

ثلاث مرات على الأقل حاول مغتالون في سوريا تصفية الرئيس الجديد احمد الشرع “الجولاني” الذي يتولى منصبه منذ سبعة اشهر. في المرة الأولى، في آذار، لاحظت قوة تركية تحركات مشبوهة عندما خرج الجولاني من “قصر الشعب”، والتصق فيه ثلاث حراس. المخرب قبض عليه، اعتقل وحقق معه، والقضية لم تنشر بأمر من الشرع الذي أراد ان يرسم لنفسه صورة إيجابية، لزعيم بلا خصوم. أما المرة الثانية فكانت أكثر حنكة. عندما خرج الى محافظة درعا على حدود الأردن، لاحظ حراسه السوريون والأتراك المختصون، وهذه علاوة لازمة لحماية متشددة، شخصيتين مشبوهتين وحرصوا على ان يغيروا مسار الرحلة في اللحظة الأخيرة.  المرة الثالثة كادت تنتهي بالاغتيال عندما كمن له رجل اغتيال في دمشق في المسار الذي خطط لان يتخذه قصر الرئاسة. التفاصيل الكاملة للمحاولة الأخيرة لم تنكشف بعد، لكنها ولدت شائعات عن خروج عاجل للشرع من العاصمة.

المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سوريا توماس براك الذي يتولى منصب السفير في تركيا – كشف بكلمات قليلة محاولات الاغتيال للشرع، تحدث عن الحاجة لحمايته وحذر من “تهديدات خطيرة جدا”.  الولايات المتحدة، كما يمكن ان نفهم، تعتمد أساسا على محافل استخبارية رفيعة المستوى في تركيا. ووافق براك على أن يقول في هذا الشأن ان “للولايات المتحدة يوجد قلق متزايد على أمن الشرع”، وأضاف “بانه يجب إقامة وحدة حراسة خاصة لامن حياة الرئيس”.

اغلب الظن، في محاولات التصفية الثلاثة يشارك تنظيم داعش الإرهابي. حاليا ليس واضحا كيف نجح الارهابيون في الدخول الى دمشق، وتزويدهم بالمواد المتفجرة. 

امس بدا أن جولة التصفيات في السويداء وصلت الى نهايتها. وفقط هنا وهناك شوهدت عربدات للبدو ضد دروز وبالعكس. قوات الجيش السوري جاءت لتشرف على هدوء متوتر في نهاية أربعة أيام عنيفة. 

وكما يقول رامي عبدالرحمن الذي يدير في لندن مراكز المتابعة للاحداث في سوريا والمعروف بمصادره الدقيقة فان 718 مواطن سوري قتلوا في المعارك التي انتشرت من السويداء الى محافظة درعا على حدود الأردن. 165 شخصا، بينهم أيضا نساء واطفال اعدموا بالنار وبدم بارد على ايدي قوات النظام. لابسو بزات عسكرية نكلوا بالمواطنين وبوجهاء الدروز وبعد ذلك ألقوا بهم الى حتفهم. في مدخل المستشفى الوحيد في السويداء تراكمت الجثث بعد أن امتلأت بغرف الموتى.

الرئيس الشرع، الذي انكشف الان في ذروة ضعف حكمه، سارع لان يلقي على إسرائيل باتهامات جسيمة. التدخل الإسرائيلي في جنوب الدولة وفي دمشق، حسب روايته هو الذي أدى الى التهديد على امن سوريا. واتخذ جانب الحذر من ذكر التهجمات على “الاخوة الدروز”. 

رئيس الوزراء نتنياهو كشف النقاب عن ان إسرائيل أصدرت تحذيرات صريحة لمحافل سورية رفيعة المستوى. وحسب تقارير اجنبية، يحتمل أن تكون هذه التحذيرات نقلت الى المفاوضات شبه السرية التي تجرى في أذربيجان. تحذير مشابه نقل أيضا من إسرائيل الى الاتراك: رغم الازمة بين أنقرة والقدس، مع الاتراك أيضا يجرى حوار، وان كان محدودا، في مواضيع الامن، لكن إسرائيل استغلت الفرصة كي توضح للسيد التركي بانه لا يمكنها ألا ترد بعد الاعتداءات على الدروز. 

هل الرسائل نقلت من أنقرة الى قصر المهاجرين في دمشق؟ معقول الافتراض ان نعم. هل أولى الشرع جدية لتحذيرات في موضوع الدروز؟ الان هو يشكو من ان إسرائيل هي المذنبة بالكامل عن أفعال القتل الرهيبة. الكيان الإسرائيلي – بعد لحظة سينتقل الى التعبير الإيراني المندد “الكيان الصهوني” – يحاول، كما يعد، أن يجعل سوريا ارض خصام كي يقسم أبناء شعبنا.

بدا الشرع الان كمن يحتاج لان يثبت ليس فقط لإسرائيل بل أساسا للولايات المتحدة وللسعودية اللتين تظهران نحوه شكوكا كبيرة بانه بالفعل غير فكره كجهادي. هذا مشوش بالتأكيد: من جهة، بعد أن طرد ايران من نطاق سوريا (مصلحة مشتركة مع إسرائيل)، عاد ليقسم بان سوريا تعلن حربا فقط على الفقر والبطالة. من جهة أخرى هو الذي بعث الى السويداء مقاتلين جهاديين في بزات الجيش السوري. حتى جيش حقيقي ليس لديه. 

حين تهدأ النار، سيضطر الرئيس الشرع لان يتخذ قرارات. حتى لو كان وجه لإسرائيل كلمات قاسية، حتى لو بعث قلقا حقيقيا على زعامته وقوته – ستأتي اللحظة التي تعود فيها إسرائيل وسوريا، بضغط امريكي هاديء الى طاولة المفاوضات. فبعد كل شيء، فان لدى سوريا، مثلما لدى إسرائيل ما تخسره. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى