يديعوت احرونوت: حماس لم تهبط في القطاع أمس وهي ستبقى هناك غدا أيضا
يديعوت احرونوت 18/7/2024، أرئيلا رينغل هوفمان: حماس لم تهبط في القطاع أمس وهي ستبقى هناك غدا أيضا
“المخطوفون يعانون لكنهم لا يموتون”، قال نتنياهو في مداولات جرت في الكابنت الأمني قبل يومين، حسب التقارير التي نشرت في وسائل الاعلام. قال وسجل بذلك رقما قياسيا اولمبيا جديدا، يتجاوز في اللحظة الأخيرة تساحي – خلل – هنغبي، السباق الذي يجري عنده في الحكومة حول مدى انغلاق الحس وفقدان الطريق. ليس أن ستروك تقتل البق او بن غفير وسموتريتش ليسا متنافسين مناسبين، لكن لا يزال، نتنياهو كان هو الذي قص الشريط، وليس لفخار دولة إسرائيل.
ان حقيقة ان رئيس وزرائنا كلنا، بما في ذلك رئيس وزراء مجندات الرقابة – المستنزفات، النازفات والفزعات، على الفرشات، في الصورة التي التقطت لهن قبل تسعة اشهر تقريبا – اختار ان نصيغ هكذا الاقوال هي حقيقة مؤذية، فظة ومهينة. ومن اكثر من نتنياهو، فنان الاعلام، كان ينبغي له أن يفهم بانه حتى لو كان يعتقد ذلك، فينبغي له أن يكون منقطعا تماما عن الحاضر الجماهيري كي يلقي بالقمامة اللفظية هذه على رؤوس العائلات التي لا يوجد سبيل لوصف معاناتها.
ما قاله نتنياهو في واقع الامر، الذي يفاجيء كل مرة من جديد كم دونية يمكنه ان ينزل، وانه يوجد وقت. فلا شيء ملح وليكفوا عن تهديده مع ساعة التوقيت. يوجد له سلم أولويات خاص به.
وعن هذا يمكن ان يقال ثلاثة أمور: أولا، من حيث الوقائع لا يوجد وقت بل ويموت الناس من هذا. التقديرات التي تتناول عدد المخطوفين والمخطوفات الذين وصلوا احياء الى غزة وماتوا في اثناء الأشهر التي انقضت منذئذ، هي وقائع قاسية. وحتى لو كان الحديث يدور عن تقديرات فقط، فهذا يكفي لاجل الايضاح بان الوقت هو عامل حرج. ثانيا، ان الادعاء الذي طرحه نتنياهو في تلك المداولات، في أننا في الطريق الى تصفية حماس – هو ادعاء بائس. فنحن لسنا هناك. لم ندمر بعد كل منظومة الانفاق في غزة، لم نصفي كل، او للأسف، معظم مخربي حماس، ونحن لسنا قريبين، لا خطوة ولا خطوتين من النصر المطلق.
نتنياهو محق حين يقول ان النازية، الحديثة، في آخر اشكالها، يجب ان تباد. فلا يحتمل أن تواصل منظمة إرهاب تعلن بان هدفها الاعلى، جوهر وجودها، هو تصفية دولة إسرائيل واستعادة الأراضي المقدسة – الوجود على مسافة مئات الأمتار من منازل السكان في غلاف غزة. من جهة أخرى، في ضوء المواجهة الجارية منذ بضعة عقود لن يكون بلا أساس الادعاء اننا لسنا في ساعة الصفر. فلا يزال امامنا أيام. لا بد ستكون فرص. حماس لم تهبط في القطاع أمس وهي ستبقى هناك غدا أيضا، حتى بعد أن يوقع الاتفاق، بعد أن تخرج إسرائيل من القطاع، بعد ان يعود المخطوفون الى بيوتهم، يمكن الاعتماد على حماس بان توفر لنا أسبابا وجيهة لخرق الاتفاق. لكن للمخطوفين هذه ساعة الصفر.
يوصلنا هذا الى الموضوع الثالث المتعلق بمسألة ما الذي يعرفه نتنياهو حين يقول ان المخطوفين يعانون لكنهم لا يموتون، والذي لا يعرفه وزير دفاعه، يوآف غالنت بانه اذا لم يكن اتفاق في غضون أسبوعين، فان مصير المخطوفين يكون حسم. ما لا يعرفه رؤساء اذرع الامن، الجيش الإسرائيلي، الشباك والموساد الذين يقدرون بانه يوجد احتمال جيد للنجاح في انهاء المفاوضات الحالية. وان إسرائيل يمكنها أن تتصدى للمخاطر التي تنطوي عليها.
وختاما يمكن القول ان الرهان على حياة المخطوفين في روليتا الزمن والذي يسمح به نتنياهو لنفسه، لا يمكنه ان يكون في دولة سليمة يفهم بان ترك هؤلاء المواطنين، المجندات والجنود لمصيرهم للمرة الثانية هو جريمة لن ينجح المجتمع في الاشفاء منها. وانه حتى لو قيل هذا مرات عديدة، بهذه الصيغة او تلك، من المهم العودة للقول ان المخطوفين ليس فقط يعانون هناك، بل ويموتون أيضا.