يديعوت احرونوت: حماس، حزب الله وإسرائيل لهم مصلحة مشتركة لانهاء الحرب
يديعوت احرونوت 26/9/2024، آفي شيلون: حماس، حزب الله وإسرائيل لهم مصلحة مشتركة لانهاء الحرب
أيام القتال ضد حزب الله تتخذ حتى الان صورة الإنجاز للجيش الإسرائيلي الذي يجبي ثمنا باهظا من المستوى العملياتي لمنظمة الإرهاب ويعطل صواريخ ومنصات اعدت على مدى سنين. لكن لاجل انهاء المهمة دون التورط يجدر بنا أن نتعلم درسا مما يجري في سنة القتال في غزة. الحرب في غزة أيضا بدأت بانجازات عسكرية وبدعم الولايات المتحدة، لكن التورط نبع من ان إسرائيل تأخرت في عرض صفقة لانهاء الحرب. فقد كان هذا ممكنا في الأشهر الثلاثة ما بعد صفقة المخطوفين الأولى، في تشرين الثاني، حين كان السنوار يخاف مما كان من شأن إسرائيل أن تفعله في غزة، وكذا من إمكانية أن تدخل جهة بديلة الى هناك للحكم بدلا منه. في المرحلة إياها بحث السنوار عن كل إمكانية لوقف الحرب، وان كان لزمن ما (ولهذا فقد وافق على الصفقة الأولى التي لم تقدم له الا هدنة في ظروف مريحة لإسرائيل).
غير أنه بدلا من استغلال اللحظة المناسبة، مثلما اقترح في حينه السعوديون والامريكيون، والبحث في اعقاب الصفقة الأولى، عن مخرج سياسي، واصلنا الضرب – ولاحقا الإصرار على فيلادلفيا – الى أن لم يتبقَ لحماس، المنهارة، وللسنوار، الذي ينحشر في الانفاق منذ سنة – ما يخسروه. والنتيجة هي أن اليوم، دون الاعتراف بذلك رسميا نحن من ننتظر منهم أن يوافقوا على صفقة كي نتوقف في غزة ونهديء الشمال.
الدرس هو ان القتال مع حزب الله يجب أن نعرف كيف ننهيه في الزمن المناسب والاقصر. والسبيل المناسب لذلك هو مواصلة ضربهم بقوة من الجو، وبالتوازي نقل رسالة، للبنان ولحماس على حد سواء، باننا من ناحيتنا مستعدون للتوقف في غزة مقابل كل المخطوفين.
ان إمكانية انهاء الحرب في غزة ستمنح نصرالله المضروب الذريعة لتبرير استعداده لسحب قواته. معقول ان في مثل هذا الوضع سيضغط نصرالله نفسه على السنوار للموافقة على الصفقة بسرعة، كي يفقد حزب الله أقل ما يكون في الشمال.
صحيح أن نصرالله يمكنه أن يعرض نفسه كمن دافع عن حماس والسنوار سيقول ان حماس نجت، لكن سكان الشمال سيتمكنون من العودة الى بيوتهم عندما يكون حزب الله منسحبا ومضروبا. والسنوار هو الاخر، الذي في كل الأحوال سيبقى هدفا للتصفية، لن يخرج كمنتصر، كما عرض نفسه في الجولات السابقة. هذه المرة غزة تنهار. عمليا، مصيره خارج الانفاق سيكون أسوأ من مكانته طالما هو مختبيء. إذ من المعقول ان بعد أن يعود الغزيون الى بيوتهم المدمرة سيتعاطون مع السنوار كما تعاطى الفلسطينيون مع الحج امين الحسيني الذي قادهم في الـ 1948: الزعيم الفاشل الذي جلب عليهم نكبة.
اذا لم نعرف كيف نرفع اقتراحا للانهاء في غزة بالتوازي مع العمليات في لبنان، وبافتراض ان نصرالله لن يستسلم حتى لو تلقى ضربات قاسية، سنضطر لان نختار المناورة البرية – وعندها أيضا سنفقد رافعة التهديد الأساس على لبنان كما سنغرق باشهر أخرى من الحرب في جبهتين. مثل هذا الوضع، حتى لو انتصرنا في الحربين في النهاية، سيء لإسرائيل.
في حياة الدول، مثلا في حياة الناس، توجد أحيانا أوضاع معقدة تكون فيها مصلحتهم تتطابق للحظة أيضا مع مصلحة الخصم. الحياة ليست لعبة مبلغها الصفر. في هذه اللحظة – طالما كانت إسرائيل لا تتطلع، وعن حق الى حرب إقليمية – توجد لحماس، حزب الله وإسرائيل مصلحة مشتركة لانهاء الحروب. من يعرف كيف يربط هذا بمصلحته سيكون المنتصر. واساسا لانه هام الاظهار باننا منذ الان قوضنا حماس وحزب الله عاد سنوات الى الوراء. وعليه فان القتال في لبنان يجب أن يتم على خلفية اقتراح إسرائيلي لانهاء في غزة يؤدي الى أن من خلف الكواليس نصرالله هو من سيضغط على السنوار للموافقة على صفقة.
اذا ما جررنا الى مناورة برية، وان كان حزب الله وحماس سيتعرضان لمزيد ومزيد من الضربات – لكن في السطر الأخير، كدولة محبة للحياة علقت في الحرب الأطول في تاريخها – اجرنا سيكون في خسارتنا.